الشرير هو جو بايدن نائب الرئيس الأمريكي السابق أوباما، أما المجنون فهو بيرنز ساندرز الذي نافس هيلاري كلينتون علي الترشح باسم الحزب الديمقراطي للانتخابات الرئاسية السابقة في أمريكا.. ومن أطلق عليهما هذه الأوصاف هو الرئيس الأمريكي الحالي دونالد ترامب.. والسبب هو أنهما أبرز المتنافسين علي الترشح أمامه باسم الحزب الديمقراطي في الانتخابات الرئاسية المقبلة !.. فقد بدا ترامب حملته الانتخابية مبكرا عندما أخذ يروج أنه أفضل الرؤساء الأمريكيين علي الإطلاق، وأنه صنع معجزة اقتصادية لم يصنعها رئيس أمريكي قبله، وأنه أيضا نجح في التصدي للصين الصاعدة بقوة لتحتل صدارة الاقتصاد العالمي، والتي نجحت في إقامة شبكة علاقات ومصالح قوية في العالم، وأغرقت الأسواق العالمية بمنتجاتها وصناعاتها. فإن ترامب يعرف أن التنافس علي الترشح للرئاسة داخل الحزب الديمقراطي لن يخرج عن هذين الاسمين.. بايدن وساندرز، ولذلك جعلهما هدفا لقصفه الإلكتروني، عبر تويتاته التي صارت الوسيلة الأساسية له في إدارة شئون الولاياتالمتحدة، بدلا من التصريحات الرسمية، بدءا من التعبير عن مواقف البيت الأبيض من القضايا العالمية، وانتهاء بإقالة وتعيين المسئولين الأمريكيين، كما فعل في إقالة وزير الخارجية السابق، وتعيين رئيس جهاز المخابرات الأمريكية الحالي!. ولأن ترامب يتحسب أن يكون منافسه الديمقراطي جو بايدن تحديدا، فإنه اختصه بهجوم أكبر من ساندرز الذي يمثل اليسار داخل الحزب، ولم يظفر بترشيح حزبه في وجود هيلاري كلينتون، وهو الأمر الذي قد يتكرر مجددا في وجود بايدن.. وقد تركز هجوم ترامب علي بايدن، رغم وصفه له بأنه شرير، علي اتهامه بالضعف، وهو ما سوف يضر بالمصالح الأمريكية والأمن القومي الأمريكي إذا انتخب رئيسا لأمريكا.. فهو كما يقول ترامب لن يقوي علي التعامل مع الصين ورئيسها، شي جينننيج، الذي يري ترامب أنه يتمتع بمستوي آخر، عال، من الطاقة والذكاء.. ولذلك ربما ليست مصادفة أن يتصلب ترامب في المحادثات التجارية مع الصين، ويقوم بفرض عقوبات اقتصادية جديدة عليها بزيادة الرسوم الجمركية علي ما تبقي من الصادرات الصينية للأسواق الأمريكية، وأن يعلن أنه ليس متعجلا للتوصل إلي اتفاق تجاري جديد مع حكومة بكين، وذلك لإجبار المفاوض الصيني علي تقديم المزيد من التنازلات.. وهكذا يقدم ترامب نفسه للناخب الأمريكي بوصفه الرئيس القوي القادر علي التعامل مع الصين وخطرها الاستراتيجي والاقتصادي علي أمريكا، كما سجلت ذلك الاستراتيجية النووية الأمريكية الجديدة التي سبق أن اعتمدها ترامب، وأيضاً التعامل مع رئيسها القوي وشديد الذكاء، بينما بايدن مرشح الحزب الديمقراطي لن يقوي بسبب ضعفه علي ذلك. ولعل ذلك يفسر لنا ما يحدث مع إيران أيضا !.. إنها الانتخابات يا ذكي!