سواء كان في المصروفات العامة للدولة، أو في المصروفات الخاصة للأفراد، فإن الترشيد فرض علينا من وجهة نظري، فقد قال سبحانه في كتابه الكريم »وكلوا واشربوا ولا تسرفوا» وقال إن المبذرين كانوا إخوان الشياطين. وإذا كان شهر رمضان شهر الكرم، فإنه لا يدعو إلي التبذير والإسراف، بل يعلمنا سبحانه أن نقتصد فيه، وأن نراعي الفقير والجائع، ولهذا فرض الله علينا صدقة الفطر، كما فرض علي من لا يستطيع الصوم لمرض أو سفر الصوم عدة من أيام أخر، أو إطعام مسكين. للأسف ما نراه في حياتنا العامة والخاصة يشوبه التبذير والإسراف، لهذا نبه الرئيس عبد الفتاح السيسي رئيس الوزراء والوزراء عند إعداد الموازنة العامة بضرورة ترشيد المصروفات العامة، مع الاستمرار في جهود الإصلاح المالي لتحسين القدرات المالية للدولة، وتوفير الموارد اللازمة لتحسين الخدمات الأساسية المقدمة للمواطنين في جميع المجالات، فضلاً عن دعم جهود تطوير البنية التحتية، باعتبارها أحد أسس عملية التنمية وزيادة الإنتاج. ولم يكتف الرئيس بالتنبيه بل اجتمع بكل من رئيس مجلس الوزراء، ومحافظ البنك المركزي، ووزراء التخطيط والمتابعة الإدارية، والتجارة والصناعة، وقطاع الأعمال العام، ونائبي وزير المالية للسياسات المالية، وللخزانة العامة، ونائب وزير التخطيط لشئون التخطيط، ونائب محافظ البنك المركزي للاستقرار النقدي. وصرح السفير بسام راضي المتحدث الرسمي باسم رئاسة الجمهورية، بأن الاجتماع تناول عرض نتائج الأداء المالي للدولة، ونتائج جهود الحكومة لتعميق التصنيع المحلي، وزيادة الصادرات من السلع غير البترولية بما يساهم في استدامة مصادر النقد الأجنبي. وقد كشف تقرير لجنة الخطة والموازنة بمجلس النواب، أن صافي التكاليف والمصروفات الفعلية في 30 يونيو 2018، بلغت نحو تريليون و183 مليار و666 مليون جنيه، مقابل نحو 928 مليارا و581 مليون جنيه في 30 يونيو 2017، بزيادة بلغت قيمتها نحو 255 مليارا و85 مليون جنيه بنسبة 27.4%. وهذا يفصح عن أهمية الترشيد في مصروفاتنا العامة أو الخاصة، وأن نشجع الإنتاج، والاستثمار، حتي نحقق ما نصبو إليه من تنمية اقتصادية. دعاء : اللهم بحق شهرك الفضيل أكرم مصر واحفظها.