أعمي يقودُ بصيراً لا أبا لكمُ.. قد ضلَّ من كانت العميان تهديه (لبشار بن برد)... هذا حال من يقوده أعمي، الشعب المصري والحمد لله بصير، أنار الله بصيرته ليس في حاجة إلي هداية، الأعمي من يتوهم أنه يقود شعبا طيب الأعراق، الأعمي من يتصور أنه أذكي من شعب يعرف القرد مخبي ولاده فين، الأعمي هو من يتحدث باسم الشعب في غيبة الشعب، الأعمي من يتوهم أننا قطيع ليسحبنا ذات اليمين وذات الشمال، لسنا خرافا تساق إلي المذبح، ويسمون علينا قبل الذبح الشرعي، لسنا ضحايا، ولا ولايا، كنا رجاله ووقفنا وقفة رجال في ميدان التحرير. عجبا.. الغنائم والأسلاب توزع قبل تمام الانتخابات، وهذا أربعين في المائة وذاك ثلاثين في المائة، وهذا خارج التقسيمة، ونضرب السهام، وننصب الخيام، ونتقاسم الأحكار، ويردون الماء صفوا ويكدر ورد الطيبين الصابرين، لسنا سبايا حرب، ولسنا أسلاب معركة، ولا تجوز علينا القسمة الطيزي. الكل يتحدث باسم الشعب،يختم باطله بخاتم الشعب، الكل يتمسح في جلباب الشعب، يأكل ويمسح في رأس الشعب، الكل يتباكي علي الشعب، الكل يزعم مصلحة الشعب، وكأننا شعب أخرس، أبكم، عويل، فاقد الأهلية، لا يعرف مصلحته، الشعب المصري لا يضل أبدا، نور الله في مساجده وكنائسه يهديه، وبعيدا عن الأجندات الخارجية والداخلية يعرف الشعب من هو المخلص للوطن ومن يخون العهد. الحاضرون إلي اجتماع الدكتور علي السلمي لمناقشة وثيقة المبادئ الدستورية يوافقون علي الوثيقة باسم الشعب، والمقاطعون للسلمي ووثيقته يرفضون الحضور باسم الشعب، ويهددون ويتوعدون باسم الشعب، وما يتحدثون إلا بأنفسهم ولأنفسهم وما يبتغون، ويتخذون الشعب هزوا، وهم لا يعلمون قدر صبر هذا الشعب علي ما يأفكون. من يتحدث باسم الشعب متعجلا فلينتظر قولة الشعب في الانتخابات، ومن يتلهف الكعكة متوهما شعبية مقدرة بأغلبية كاسحة فلينتظر هنيهة ويعد أصواته، ومن يتحدث من بين الناس بجرأة الواثق من ثقة الناس لينتظر كيف يكافئه الناس، ومن هجر الناس لأغلبية يصيبها أو حصانة يرومها فهجرته إلي ما هاجر إليه، يبقي يقابلني. الوصاية الفجة علي الشعب تعيدك رغما عنك إلي بيت شعر بشار بن برد ( أعلاه ).. أعمي يقود بصيرا، لا أبا لكم جميعا قد ضللتم، وستضلون الطريق إلي الشعب لان العميان لا تعرف الطريق جيدا إلي الشارع المصري، ليس لأحد الحق في قوله " باسم الشعب "، فإذا اختارها الشعب مدنية ديمقراطية فهي له مدنية ديمقراطية، وإذا اختارها برلمانية فهي له، ولو يفضلها رئاسية فهي له، لست عليهم بمسيطر. ما بال الدكتور علي السلمي يتناسي الشعب ويجلس مع من لم يخترهم الشعب ولا ولاهم، ولا يعرف أسماءهم، دعك من كونهم فلولا أو ثوارا أو حزبيين من الجدد أو القدامي، من أحزاب كرتونية أو ديكورية، أو حتي إسلاماوية أو علمانية، من رشحهم للسلمي، الشعب لم يرشحهم، فرضوا أنفسهم علي الشعب في غيبة الشعب، فرض وصاية. كفي تجاهلا للشعب، كفي تجاهلا لاختياراته، ولتفضيلاته، مللنا التلاعب باسم الشعب، سئمنا التشهيلات السياسية باسم الشعب، يوافقون باسم الشعب، يقاطعون باسم الشعب، والشعب عنوانه معروف، معلوم، الصندوق. الصندوق هو الحكم، من وافقوا يوافقون بذواتهم وما يمثلون، والرافضون بذواتهم وما يمثلون، لكن الشعب تمثيله في الصندوق. الشعب أمامكم ومن خلفكم، عودوا الي الشعب. انتهي زمن كان فيه رئيس الوزراء يعاير شعبه بالجهل بالديمقراطية، هو الشعب الذي علمه الأدب ووضعه حيث يجب أن يكون. إذا الشعب أراد يوما الحياة فلابد أن يستجيب القدر، القدر يستجيب، وأنتم تتجاهلون، الشعب كان مفعولا به، صار فاعلا، كان بيأكلها بمزاجه، كان بيطنش، بيصدر الطرشة، الآن الشعب علي الحدود مرابط، لن يفرط أبدا، أي مبادئ دستورية أو فوق دستورية أو تحت دستورية محلها المختار الصندوق، ولا تنازعوا فتذهب ريحكم، الصندوق عندكم. أتفهم جيدا رقي وسمو المبادئ الدستورية الواردة في وثيقة الدكتور علي السلمي، والتي لا يختلف عليها اثنان منصفان لوطنهما، هل يختلف اثنان علي أن مصر دولة مدنية ديمقراطية تقوم علي المواطنة وسيادة القانون، وتحترم التعددية، وتكفل الحرية، والعدل، والمساواة، وتكافؤ الفرص دون أي تمييز أو تفرقة. وأتفهم جيدا تشكيلة لجنة الدستور المقترحة التي تمنع انفراد أي فصيل بوضع الدستور أو التحكم في مواده، أو توجيهها وتشهيلها لأجندة صارت معلومة للجميع ويخشاها الكافة، ويصر عليها نفر من الأخوان والسلفيين، وأتفهم قبل كل ذلك نقاء سريرة الدكتور علي السلمي، وحسه الوطني، وخشيته علي الدولة إذا ما هيأت الانتخابات لفصيل الانفراد بالبرلمان، بما يعني الانفراد بوضع الدستور دون مبادئ حاكمة، يجور بها علي حقوق باقي المكون الوطني للدولة المصرية. ما أنت يا سلمي بهادي العمي - المقاطعين - عن ضلالتهم، ما لم أتفهمه، أن يتم ذلك كله من وراء الشعب، دون اطلاع الشعب،العركة ليست أخوان وسلمي، يا سلمي خد الشعب في جانبك، لا تتركه نهبا لأطماع موزعة، لا تتجاهلوا الشعب فتذهب ريحكم، دستوركم يا أسيادنا في مجلس الوزراء، الشعب بصير لا أبا لكم، أنار الله لكم جادة السبيل.