يلعب الإسلاميون بأسلوب الأعمى ويلعب الليبراليون بأسلوب الأفعى و فى النهاية مصحلتنا واحدة،من يقود الدفة .. أو .. يقوم بالخطوة نشكره ونتعلم منه .. ونحاول أن نتميز مثله .. ولكن لا نقلده ولا نتجاهله ولا نلتف حوله .. لأن التجاهل هو أسلوب الاعمى .. ولا نلتف حوله ثم نفعل مثله لأنه أسلوب الأفعى .. الأعمى والأفعى ... والمجلس العسكرى .. وفكروا للحظات .. تفهمون ماذا أعنى ؟؟ - الأعمى: يحاول دائما أن يتجاهل الأحداث والأخطاء ، ولكن يراقب بكل كثب ويحارب بكل قوة ، بل ويتحدى المصاعب ويصنعها ولكن فى النهاية يتجاهل أخطاء المجلس ويقدم الشكل التقليدى فى الشارع المصرى إلا هو تقديم الخدمات و السلع الإستهلاكية ومعارض الملابس والمعارض الخيرية والقوافل الطبية والمعونات وكل ما يخص أساسيات الحياة اللازمة يقدمها للشارع فى شكل خدمات مجانية أو رمزية ، وهو منهج سياسى قوى وطريق طويل ملئ بالصعاب يحارب فيه الأعمى بذكاءه وحنكته السياسية وخبرته وكثرة عدده، و دائما ما يكون الأعمى لقوة سياسته و دقة فهمه للأحداث الراهنة .. مع تجاهله لكل الأحداث والمناوشات والاستفزازات والمصائب السياسية، فى داخله يتصور المجلس هو عدوه اللدود ويحاول دائما تقليل الاختبارات للوصول إلى دولة لا يحمكها العسكر بشكل الأعمى . - الأفعى: هو أسلوب سياسى متمرد يمل الإنتظار ، ويسابق الوقت ويطمح إلى الأعلى ، قويا فى دعواته و مؤمن بقضيته ويحاول دائما أن يتمرد على الطرق البطيئة مطالبا بالإنجاز واتخاذ القرارت الصارمة ، ويواجه بضراوة وحماسة وبعض التهور أحياناً ، و يحارب فى كل الأحداث الراهنة كرمح مسنون، يواجه المجلس بوضوح تام متهما أياه بحماية نظام الفساد والقمع والفقر ، ولكن دائما لثقته القوية فى ذاته ، ومواجهته الشرسة بلا خبرة سياسية عالية وبشكله المتمرد ، يعتبر الأفعى نفسه هو النخبة المثقفة الواضحة السياسية الواعية القادرة على وضع تنظيم وتخطيط للبلاد فى الفترة القادمة ، ضاربا بعرض الحائط أى اتفاقات أو سياسات أو قوانيين تعارض رأى النخبة الواعية التى فكرت بشكل منطقى بأسلوب عقلى ، لتفرض حلول قاطعة للأوضاع الراهنة ، فيحاول دائما الالتفاف على أراء الأخرين مستغل جهل ثقافتهم ووعيهم المحدود، ويخطئون فى تنفيذ خدمات الشارع، لأنهم يفعلون مثل غيرهم، ومثل -هنا- تعنى أنهم يقومون بما يتميز به غيرهم ولا يبحثون عن تميز خاص لهم فى الشارع ويثابرون لإنتزاع العسكر ونظامهم الفاسد بشكل سريع وقوى ومطهر عن حكم البلاد فى هذه الفترة بشكل الأفعى. - المجلس البيطرى : يفترض البعض أنه مجلس انتقالى عسكرى يحمى البلاد ويحملها لتسليمها لدولة المدنيين الديمقراطية ، ويفترض أخرون أنه لا يفقه فى السياسة من شئ ، وعذرا .. أنتم مخطئون ؟؟! هو فى عمق السياسة ويلعب بها بدور الأفعى والأعمى معاً ، ويجمع معهما السلطة والحكم والجيش والشعب ، وهو مجلس يجب التفريق فى اختصاصته ما بين حماية البلاد كجيش مصر وحفظ أمنها وتسليمها للمدنيين وبناء النهضة ، أستطاع المجلس بدهاءه اللامحدود بأن يصنع عند الشعب مثالا للوطنية والطيبة والحماية ومحاكمة الفاسدين وعلى رأسهم مبارك ، وسارع فى تقديم الخدمات والمعونات والطعام والشراب والأساسيات مجانا للطبقة الشعب السفلى - كما أسميتها - وفى ذات الوقت أثبت من خلال أختبارته التى استدرج فيها الأفعى والأعمى، من تقسيم البلاد إلى ثلاث فئات ( اسلامية – كفار ) وجانب الطيب الغلبان كان من نصيبه كمجلس عسكرى .. المجلس الغلبان !! - وهكذا يصبح الشارع أمام ثلاث اختيارات واضحة: استطاع المجلس أن يفرضها أمامه من خلال الإعلام و التشويه والاتهامات والمحاكمات واستغلال المظاهرات الفئوية والاعتصامات ، واندماج كل الأطراف لهذا الصراع السياسى القائم الذى لو كان تنافسا سياسيا ، لكان الواقع تغير ، ولكن المجلس يجرنا إلى الصراع والإشكاليات والأيدلوجيات والاتهامات و تقليب أوراق بعضنا ، مع أننا فى النهاية هدفنا واحد لايتغير ولكن يختفى هذا الهدف وسط الصراعات والدفاع والهجوم على الغير . - وكفرد فى الشارع سأختار الاستقرار والأسلوب الأسهل وهو الحماية من البلطجة ورجوع الأمن وتوفير الطعام والملبس والمسكن بشكل سلس ، بديلا عن العمل الشاق والانتاج والابداع ومقاومة الكسل وبناء الأفراد على كيفية بذل الجهد من أجل الحصول على الطعام والملبس والمسكن فى ظل ملحمة من الاصلاحات فى كل المجالات . - ويكون الاختيار بين لحمتهم المليئة بالديدان التى تقدم بشكل خدمات مجانية بسيطة و بين لحمة بطعم الحرية نتعلم فيها كيف نحصل على الطعام وننتجه من خلال بناء الأفراد وتعليمهم ثقافة الانتاج . - وهكذا يختار الشارع ما يريد وما يقدم الطريق الأسهل والأسرع لكى نعيش نأكل ونشرب كالعادة المرة .. كما تعودنا وتربينا على يديه المختوم على قفاه ، محمد السيد مبارك .. - ويجب أن نؤمن بأن الشارع المصرى هو مجتمع متدين بطبعه ، يعيش على فطرته ، اعتاد على الحياة الروتينية ، ويستمر فى حياته كل يوم باحثا عن قوت يومه لسد جوعه و إكفاء مسؤلياته ، بلا تفكير أو فقه سياسى حول الأحداث والايدلوجيات والأفكار السياسية المتعددة الموجودة فى الساحة ، ويظل متخذا موقعه فى موقع المشاهد يعطى صوته للأقوى لأنه سيقدم طعام الخدمات المجانية والرمزية للشارع . وتتحول المعركة ما بين القط والفأر ، للمعركة بين الأفعى والأعمى والمجلس البيطرى.. تحياتى / محمد جمال