عجيب .. عالم الحيوان عالم عجيب .. من أكثر المشاهد التي ربما تدفع مالاً من أجل أن ترى ذاك المشهد ...عصفور صغير يحط على الشجرة الخاطئة فيجد أفعى كبيرة محدقة في وجهه فاتحة له فمها .. فلا يجد مفراً سوى الإقتراب من فم الأفعى والدخول إليه في هدوء تام لتطبق عليه الأفعى فمها مستمتعة بوجبتها السهلة الشهية .... انتهى المشهد !! وهنا سؤال .. لما لم يطر العصفور بعيدا..؟! أليس له جناحين ؟! وحتى إن كانت الأفعى ستبخ سمها فى وجهه أو تنقض عليه وتكون أسرع من هروبه ألا تستحق حياته عناء المحاولة ؟!!وإجابتى على هذا السؤال تكمن في كلمتين ( الإيحاء ، ذهول الخوف ).. فخوف العصفور من الأفعى أصاب عقله بالذهول فعجز عن التفكير .. وهنا يأت دور الأفعى بعيونها الحمراء القاتلة أوحت له أنه هالك لا محالة .. ولأن تفكيره معطل من ذهول خوفه لم ير غير ما رأته له الأفعى وهو أن يطوي العصفورعنقه تحت فمها المفتوح لتفعل به الأفعى ما تشاءألم أقل عجيب .. ؟! أتحبون أن أحكي مشهد أعجب من هذا .. ؟! نعم .. فلدي ما هو أغرب .. مشهد كلنا سندفع من أجله الكثير وسنشاهده مخيرين أو مجبورين .. فهو مشهد آخر لأفعى آخرى أشد خبثا من باقي الأفاعي فهي تستخدم وسائل أخرى لسيطرة على فرائسها فهي لا تستخدم قوتها وسرعتها وسمها الأسود كباقي الأفاعي .. أبدا .. فأفعتنا ..طويلة .. نحيفة .. وضعيفة وصغيرة سمها ضعيف لذلك فهي إستعانت بوسائل أخرى لتسيطر على فرائسها وهي ال ( الصحافة المنقادة فكريا ، المفكريين الذين يهولون من قوتها ، الإعلام المشؤوم ) لتوحي بكل تلك الوسائل لفريستها أنها قوية جدا..وفريسة أفعتنا هذه ليس عصفور صغير لاااااا .. فأفعتنا الصغيرة طموحها أكبر من ذلك ففريستها ثور كبير وقوي أيضا لكن الفقر والصحافة والإعلام الغبي أنسوه قوته هيئوه بغمامة اليأس أنه هالك لا محاله فهي تزن في أذنه منذ سنين بأنه عما قريب لابد له أن يقابل تلك الأفعى وأنها ستقتله لا محالة ونصبوا للثور الصوان وشرعوا في أخذ العزاء والثور بإيحائهم له أصابه ذهول الخوف وشل تفكيره وتملكه اليأس حتى أنه الآن يسير نحو فم الأفعى مستسلما .. لم ينته المشهد نعم .. لم ينته لأن الثور لم يقابل الأفعى بعد وهنا يأتي السؤال الفاصل ماذا سيفعل الثور حينما سيقابل الأفعى ؟!هل سيفعل مثل العصفور الصغير و يذهب طاويا عنقه أمام فم الأفعى تفعل به ما تشاء ؟! .. أم أنه سينتبه لحجم تلك الأفعى الصغير جدا وأنه يملك حوافر ضخمة يستطيع بها أن يقضي على الأفعى ؟ .. ويزيل من على عينيه غمامة اليأس ليرى غده القادم ويختاره ويغيره بيده ويؤمن بأن لديه حق إختيارمصيره ويتخلص من إيحاء تلك الأفعى ليرى قرونه الطويلة وجسده الممتلئ الضخم وحوافره الأربعة الصلبة ؟! جميعا ننتظر الإجابة ونعلم حتى لو أن الثور إنقاد خلف غمام عينيه مستسلما لخوفة وطوى عنقة أمام الأفعى سيكون كبيرا جدا .. جدا على الأفعى ولن تستطيع الأفعى أن تستثمر لحمه وحدها لذلك ستأتي الكثير والكثير من الأفاعي الخارجية لتنازع أفعتنا الصغيرة على هذا الثور لأن وبإختصار هذا " الثور كبير عليها " ...