أعمى يقودُ بصيراً لا أبا لكم.. قد ضلَّ من كانت العميان تهديه (من شعر بشار بن برد).. إلى أهالى الدويقة والمنكوبين إلى أهالى المحلة أبطال مصر إلى أهالى سراندو وعزبة محرم والبارودى وطوسون إلى الفلاحين المُغتصبة حقوقهم إلى كل سكان العشوائيات فى مصر إلى معلمى مصر الأحرار، المتضررين من الكادر الخاص المُهين إلى مهندسى مصر الأحرار، الساعين لتحرير نقابتهم من الحراسة والنهب الحكومى إلى الأطباء الشرفاء، الباحثين عن كادر خاص يضمن لهم حياة مناسبة دون اللهاث خلف العيادات الخاصة إلى أساتذة الجامعة المصريين الشرفاء الباحثين عن كادر خاص يضمن لهم حياة كريمة إلى الإداريين فى الإدارات التعليمية والمدارس الذين لا تكفى رواتبهم ثمن العيش الحاف. إلى كل مصرى حر شريف يعانى من الظلم والفساد.. طالب بحقك بأى صورة تحبها.. أعلنوها من الآن 6 أبريل 2009 احتجاجاً عاماً لشعب مصر ومطالبنا.. شباب 6 أبريل، شباب بيحب مصر. قبل الهنا بسنة، قبل الإضراب ب77 يوماً، تلقيت هذا البيان الذى تعلن فيه حركة 6 أبريل إضرابها الثانى. الحركة توسع إضرابها وتستدعى لإضرابها كل من هب فى وجه الحكومة، ودب على أرض مصر، وخرج مطالبا بالكادر الموحد.. زيد وعبيد ونطاط الحيط مدعوون للمشاركة، كل قادة المظاهرات والاحتجاجات، وضحايا العمليات الإجرامية والحوادث الدموية، وذوو ضحايا العبارة السلام وفلاحو سراندو.. وحتى أسرة المستشار العشماوى شهيد الحق والعدالة (حسب وصف البيان). لسنا «عميان»، ولسنا فى حاجة لمن يهدينا إلى صراط مستقيم، ما صحة نسب هذا البيان إلى حركة 6 أبريل، ومن هؤلاء الحركيون الذين يدعون الشعب إلى احتجاج عام؟! يذكرنى بيان الحركة الغريب ببيان مريب يصدره كل صباح ما يسمى حركة الضباط الأحرار، ولا هم ضباط ولا أحرار، ولكنه العبث الإلكترونى. لا يجيب عن أسئلتنا المشروعة كلام عاطفى من عينة: «نحن شباب بيحب مصر»، كما لا أفهم أن الغالبية العظمى منهم لا تنتمى لأى تيار سياسى ولم تكن ترتبط بالسياسة بأى رابط.. معلوم أن الاحتجاجات عمل سياسى تقوم عليه جماعات مسيسة، ليس عيباً الاشتغال بالسياسة وليس ميزة عدم الارتباط السياسى.. المهم المشروعية السياسية. من الحب ما قتل، أليس هناك طريقة لحب مصر غير تنظيم الإضرابات السنوية؟! صحيح إضراب 6 أبريل الماضى صادفه بعض من النجاح، وتخضب فى المحلة بالدماء، ولكن هل لدى الحركة الشجاعة لإعلان فشلها فى حماية دعوتها من استغلال قوى انتهازية حرفت الإضراب لصالح مخططها السياسى، ولوت عنق الإضراب السلمى وحولته إلى صدام مع الأمن أسفر عن سقوط بعض الضحايا فى المحلة وسجن نفر من نشطاء الحركة فى القاهرة؟! هل تستطيع الحركة حماية دعوتها السنوية من الاستغلال المحظور؟ نصا تعترف الحركة على موقعها «شاركنا بعض الأحزاب والقوى السياسية فى الدعوة لإضراب عام فى هذا اليوم، احتجاجاً على الأوضاع المعيشية المتدهورة» أليس من حقنا كشعب مدعو للاحتجاج مرة أخرى أن نعرف من شارك الحركة فى ماذا؟، وهل شاركت جماعات وتنظيمات غير مشروعة وضد الدولة المدنية فى هذا الإضراب، تحديداً هل أهدت الحركة إضرابها للإخوان والتابعين؟ تؤكد الحركة أنها لا تدعو إلى جماعة جديدة أو حزب جديد.. تقول: نحاول أن نكون حركة ضمير لمصرنا الغالية! ومن جانبنا، ألا تشعر الحركة بتأنيب ضمير على ضحايا يوم 6 أبريل الماضى.. فى رقبة الحركة إلى يوم الدين.