أحمدى نجاد كان الامر مقصودا ولم يخضع ابدا للصدفة عندما اختار مجلس الشوري الايراني اول اكتوبر الحالي لعقد المؤتمر الخامس لدعم الانتفاضة الفلسطينية ليمثل رؤية موازية علي الاقل مع افتراض حسن النية لذلك الجهد المبذول من السلطة الوطنية الفلسطينية للحصول علي اعتراف بالدولة من مجلس الامن والاممالمتحدة فقد تفاوتت مواعيد المؤتمرات الاربعة السابقة والتي عقدت لنفس السبب مابين اكتوبر 1991 تزامنا مع مؤتمر مدريد وبين ابريل للثاني 2001 مع انتفاضة الاقصي وابريل 2006 ومارس 2009 بعد الهجوم علي غزة ويؤكد ذلك ان السلطة الوطنية الفلسطينية كانت قد اعلنت من اشهر عن نيتها السير في خطوة معركة الحصول علي الاعتراف الدولي بدولة فلسطين منذ اشهر ليست قليلة وظهر جليا ان الرئيس محمود عباس كان جادا للمضي في هذه الخطوة ولم يكن في الامر اي مناورة سياسية اوحتي امكانية التراجع عنها نتيجة ممارسة اي ضغوط من اي جهة كانت سواء تل ابيب او واشنطن والعجيب ان ايران دعت لحضور المؤتمر رؤساء برلمانات وقيادات احزاب وسياسين ورجال فكر واعلام من عشرات دول العالم دون ان يكون هناك اي تمثيل للسلطة الوطنية او حركة فتح واقتصر الوجود الفلسطيني علي لون سياسي واحد وان اختلفت الاسماء والرايات وهي تنظيمات المفاومة وفي المقدمة منها حماس والجهاد وهو نفس ماحكم اختيار الوفود المشاركة خاصة من قيادات الاحزاب وان اختلف الامر قليلا في حضور رؤساء برلمانات من دول قد يكون لها رؤية مختلفة وللحق وجدت الفرصة كاملة للتعبيير عنها وكان من الطبيعي وسط هذه الظروف ان يشهد المؤتمر سيطرة لطرح رؤية ايران ومنظمات المقاومة الفلسطينية علي المؤتمر وهي بكل تأكيد تستحق التوقف والتحليل والبحث ولنبدأ بالجانب الايراني باعتباره المضيف للمؤتمر: كانت البداية في خطاب افتتاح المؤتمروالذي القاه مرشد الثورة الايرانية علي خامئني والذي تحدث في البداية عن خصائص القضية الفلسطينية وهي اغتصاب بلد مسلم من شعبه واعطاؤه لمجموعة من الاجانب تم خلعهم من بلدان شتي وكونوا ما أسماه مجتمعا غير متجانس ومزيف وقد جري ذلك بالمذابح والجرائم والظلم والاهانات كما ان قبلة المسلمين الاولي والكثير من المراكز الدينية مهددة بالهدم والزوال كما ان هذا المجتمع المزيف دور القاعدة العسكرية والسياسية والامنية للغرب وقد تم استخدامه" كالخنجر في خاصرة الامة الاسلامية" وتحدث المرشد الاعلي عن نقطة اساسية كما قال وهي نهضة الصحوة الاسلامية التي عمت المنطقة وفتحت فصلا جديدا حاسما في تاريخ الامة ويمكنها ان تؤدي الي ايجاد منظومة اسلامية مقتدرة ومتقدمة ومنسجمة في هذه المنطقة الحساسة من العالم وكان خامئني واضحا عندما أشار الي رفضه جملة وتفصيلا اي مشروع لحل الدولتين الذي كما قال زينوه بصيغة الاعتراف بدولة فلسطين وقال ان مطلبنا هو تحرير فلسطين كلها لاجزء منها وقال ان مايتم هو محاولة للرضوخ لمطالب الصهيونية والقبول بدولة يهودية في الاراضي الفلسطينية وتجاهل الحق التاريخي المتمثل في عودة اللاجئين وبقاء "الغدة الرطانية "ان فلسطين هي فلسطين "من النهر الي البحر"دون التنازل حتي بشبر واحد وقال خامئني عن المشروع الايراني لحل القضية الفلسطينية انه لا يتضمن حربا تقليدية اورمي اليهود في البحر وليس حاكمية الاممالمتحدة وسائر المنظمات الدولية ولكن الاستفتاء العام للشعب الفلسطيني في تقرير مصيره واختيار نظام حكمه بمشاركة جميع السكان الاصليين في فلسطين سواء كانوا مسلمين او مسيحيين او يهود وليس المهاجرين الاجانب اينما كانوا في داخل فلسطين او في خارجها او المخيمات وعلي الحكومة المنبثقة عن ذلك الاستفتاء ان تحدد مصير المهاجرين من غير الفلسطينيين ولاينكر احد مدي اهتمام الرئيس احمدي نجاد بالتاريخ وتأصيله في النظر الي القضية الفلسطينية بابعادها وارتباط اسرائيل بمصالح الغرب وكثيرا ماتحث عن الهولوكست واعتبرها كما جاء في خطابه في الجلسة الختامية للمؤنمر "اكذوبة" وايد مقترح المرشد الاعلي للثورة الايرانية ولكن مع اضافة له عندما تحدث عن ان حل القضية الفلسطينية يبدو سهلا وبسيطا وواقعيا وصحيحا كما قال وهو عودة اللاجئين الفلسطينيين الي اوطانهم وعودة المحتلين الي اوطانهم الذين هاجروا منها ومن ثم اقامة الدولة الفلسطينية علي كامل التراب الفلسطيني واعتبر نجاد اثناء استقباله لخالد مشعل ان ظروف العالم تبدو اشبه بعقد متشابكة والقضية الفلسطينية هي العقدة الاساسية واذا تم حلها ستنفتح بقية العقد ومن جهة اعتبر علي لاريجاني رئيس مجلس الشوري الايراني ان الثورات العربية اعطت دعما كبيرا للقضية الفلسطينية والتي اصبحت في منعطف هام وحساس وتستدعي اليقظة والحذر والحرص من بعض الخطط السياسية التي تدار في الاسواق الغربية المزيفة لبيع القضية بثمن بخس وتطرق سعيد جليلي سكرتيرمجلس الامن القومي الايراني الي خطاب اوباما الاخير امام الاممالمتحدة وقال انه كشق مدي الانحياز الامريكي الي اللوبي الصهيوني معتبرا ان الاحداث الاخيرة تعتبر انتصارا للشعب الفلسطيني لتحرير جميع اراضيه ونيل حريته واستقلاله التام ونتوقف عند الرؤية الفلسطينية للاوضاع الحالية والتي تم التعبير عنها باكثر من صورة ومن خلال متحدثين كثر سواء شاركوا في المؤتمر ومعظمهم من قيادات الخارج من الجهاد وحماس وبعضهم من الداخل ومنهم محمود الزهار واحمد بحر رئيس المجلس التشريعي كما سعي المؤتمر الي الاستماع الي كلمة عبر الاقمار الصناعية لاسماعيل هنية رئيس الوزراء المقال في حكومة غزة وكانت البداية عند خالد مشعل رئيس المكتب السياسي لحماس والذي اكد علي ان المفاومة هي الخيار المشروع والاستراتيجي وقال ان كل الظروف تدعو لمقاومة الاحتلال والعدوان والقتل والتشريد والاعتقال يدعو الي المقاومة والجرائم الاسرائيلية عبر مايزيد عن ستين عاما تدعو للمقاومة وسقوط الرهان علي التسوية والعامل الدولي يدعو الي المقاومة.. امااسماعيل هنية الذي تحدث عبر الفيدوكونفرنس من عزة فقال ان الجهاد والمقاومة هما الحل الوحيد للقضية الفلسطينية بعد ان اثبتت التجربة انه لايمكن بلوغ الاهداف بالحوار مع امريكا او الكيان الصيوني