وراء كل قصة استشهاد ،بطل من ابنائنا،سطر بدمائه صفحة في دفتر ملحمة اﻷوفياء.. نماذج وحكايات نفتخر بها ..منها من قدم حياته دفاعا عن ابناء الشعب، ومنهم وقف اسدا يحمي مؤسسات الدولة خاصة في اوقات الانفلاتات الامنية اما قصة البطل هذه المرة فتحكي الشجاعة والقوة والجسارة في الدفاع عن مقر عمله بقسم شرطة روض الفرج يوم جمعة الغضب في الوقت الذي دبت فيه الفوضي ربوع مصر وصاحبها اقتحام السجون من قبل اﻹرهابيين وخروج المساجين فقاوم ورفض الانسحاب وابي اﻻ ان يستشهد مدافعا عن مقر عمله ليقدم روحه الطاهرة الي بارئها في 29/1/2011ويترك لاهله واسرته وسامًا سيبقي حيًا باقيًا مدي الحياة.. انه الشهيد البطل الرائد محمد عبداللطيف خفاجي . حرصت »الأخبار» علي التواجد مع اسرة البطل داخل منزله في ذكري استشهاده.. والتقينا السيدة مني شوقي زوجة الشهيد محمد عبداللطيف التي بدت في بداية الحديث متماسكة قبل ان تتذكر تفاصيل استشهاده..مؤكدة ان الشهيد رفض ان يترك مكان عمله وقت الانفلاتات الامنية وبعد ان تصدرت الفوضي المشهد وأصبحت هي عنوان المرحلة، ولم يكن أمامه خيار سوي أن يبقي رجلًا حرًا لا أن يهرب ليحيا جسدًا وتسلب منه رجولته وشهامته التي تربي عليها وتعلمها طيلة حياته فمنحه الله الشهادة لتكون خير جزاء لما قدمه طيلة عمرة،تاركا اولادي الثلاث » مريم ومنة وعبد اللطيف الذي تركه رضيعًا ذو شهرين»... وأشارت ان الشهيد كان أخاً لخمسة من الذكور والإناث تولي رعايتهم بعد وفاة والده الذي كان دائما مايوصيه: »بتطبيق روح القانون وخد كل حاجة كويسة في الشرطة وابعد عن الحاجة سيئة واياك وظلم الناس وعن العجرفة واحترم مهنتك وزيك الميري وطبق العدل مع الناس».. وكان حريصا علي العمل بكل هذه الصفات منذ تخرجه من كلية الشرطة عام 2001وسار علي النهج بخطوات ثباته وكان دائما مايلقب ب»الضابط المثالي المتميز» علي مستوي مديرية أمن القاهرة لأعوام وبين عائلته المحببة لقلبه وأسرته ..واوضحت ان مهنته لم تكن مجرد» لقمة عيش» تمنحه مالًا ويمنحها وقتا يقضيه بها وإنما كان يعمل وهو يحمل رسالة خاصة وفقًا لقناعاته ومبادئه وكان حريصًا علي أن يؤديها كما يجب.وتتذكر زوجة الشهيدة قائله : البداية كانت يوم جمعة الغضب الشهيرة باقتحام السجون وتحطيمها في مختلف أنحاء الجمهورية وقضي الشهيد هذا اليوم العصيب بين محاولات قتل عديدة نجا منها جميعًا وبين محاولاته لإسعاف زملائه ممن تم الاعتداء عليهم ونقلهم للمستشفيات ثم العودة مرة آخري إلي قسم روض الفرج لانقاذ ما يمكن من مساجين أو سلاح حتي انتهي اليوم وعاد إلي بيته في ذهول مما رأي وهو يردد ككثيرين من زملائه» ربنا يحمي مصر»،واضافت: في صباح يوم السبت 29 يناير وخفاجي لا يعلم ماذا يحمل له اليوم في طياته فقد بات المشهد غير مطمئن والرؤية منعدمة لأي بارقة أمل وكالعادة لبي استغاثة أهالي دائرته التي باتت تتوالي علي هاتفه واحدة تلو الآخري لتطلب منه الوقوف في وجه من يسرقون بيوتهم وما كان منه إلا أن استجاب وتحرك سريعًا ليلبي نداء الواجب ويلبي معه نداء آخر أقوي وأهم وهو نداء القدر.