اسرة شهيد تحمل صورته بعد استشهاده شهداء ابرياء عند ربهم يرزقون.. يشفعون لأهلهم يوم القيامة.. راحوا ضحايا غدر الارهابيين والخارجين عن القانون.. كانوا يقفون حاملين اسلحتهم لحماية بلادهم.. لا يهمهم ان يسقطوا شهداء مادام ذلك من اجل البلاد.. انهم رجال الشرطة الذين دفعوا حياتهم ثمنا من اجل امن وامان المواطن والوطن.. ضباط وجنود وافراد يواصلون الليل بالنهار للحفاظ علي امن كل شبر في مصر يفتحون صدورهم في وجه رصاص الغدر والارهاب يحموننا ولم يجدوا من يحميهم ويضربون اروع الامثلة في التضحية والفداء من اجل مصر منهم من يستشهد قبل ايام من زفافه ليتزوج الحور العين في الجنة ومنهم من يستشهد ويترك زوجته وابناءه يواجهون المصير المجهول ليلبي نداء الوطن.. ويأتي يوم 25 يناير عيد الشرطة السنوي للاحتفال برجال الشرطة لكن اهالي الشهداء يظلون في هذا اليوم يحملون صورهم ينظرون اليهم يفتكرون يوم استشهادهم يبكون ويدعون لهم.. »الاخبار« تفتح ملف شهداء الشرطة في عيدهم والشعب كله لتروي قصص كفاح هؤلاء الشهداء علي لسان اسرهم الذين تعتصرهم آلام الفراق وعزاؤهم الوحيد ان ذويهم شهداء في الجنة. تقول سحر أحمد يوسف أرملة الشهيد اللواء مصطفي إبراهيم اول الذين استشهدوا في احداث كرداسة يوم 14 اغسطس الماضي ان زوجها الشهيد كان يشغل منصب مساعد مدير امن الجيزة للمنطقة الشمالية وكان مقر عمله في مدينة 6 أكتوبر ويوم الحادث اتصل بها وقال انه غير خطة عمله ليذهب الي كرداسة بدلا من الانتاج الاعلامي وقال لها انه يعرف كيفية التعامل مع الاهالي لانه خدم في كرداسة لمدة عام ونصف العام وانه ذاهب لمساندة زملائه الضباط ضد الهجوم علي قسم الشرطة وقالت زوجة الشهيد انها لديها بنتان »نورهان بكالوريوس طب ومريهان بكالوريوس هندسة« واضافت والدموع تنهمر من عينيها ويسيطر علي كلماتها البكاء الشديد: »كيف نفرح بتخرج ابنائنا بعد ايام.. وكيف لا تتذكر ماحدث لوالدها الذي لم انساه منذ 5 شهور وقالت ان الخونة قتلوا الشهيد مصطفي في مسجد الشاعر المجاور للقسم اثناء مفاوضاته معهم لفض التجمهر«. كلمة الوداع وقالت نجلا سامي 42سنة ارملة الشهيد العقيد عامر عبد المقصود نائب مأمور قسم كرداسة ان الشهيد لديه ولدان »احمد بكلية ادارة اعمال بجامعة مصر للعلوم والتكنولوجيا وعلاء الدين بالمرحلة الاعدادية وانهما يحتسبان والدهما عند الله شهيدا وطالبوا بالقصاص العاجل من الارهابيين حتي يستطيعوا التغلب ولوعلي جزء بسيط من الآلام التي يعيشون فيها منذ 5 شهور مؤكدة ان زوجها كان يفتح مكتبه لخدمة الفقير وذلك بشهادة اهل كرداسة وانها طالبته بترك القسم اثناء الاحداث في آخر مكالمة لهما الساعة 2.30 ظهرا وقال لها ليس عامر عبد المقصود الذي يهرب مؤكدة انها كانت تشعر بما سوف يحدث خاصة بعد ان كتب علي الانترنت يوم 14 اغسطس " يارب وانا تحت التراب هب لي ناسا يدعون لي دون مالي لتقول له: هذا كلام وداع يا عامر لتفاجيء بعد ذلك خبر استشهاد زوجها". قالت نضال علي محمد زوجة اللواء نبيل فراج مساعد مدير امن الجيزة بصوت يملأه الحزن والاسي ان الشهيد له ثلاثة أبناء "عمر" بالثانوية العامة و" زياد" وأحمد" بالمرحلة الابتدائية وأنهم احتسبوا والدهم عند الله من الشهداء الابرياء وطالبوا بالقصاص العاجل من قتلة والدهم حيث توقفت عن الحديث وانفلتت دموعها وتغيرت ملامح وجهها وأصبحت أكثر حزنا وأخذت تردد " حسبي الله ونعم الوكيل " مرات عديدة وحاولت أن تمنع دموعها لتواصل حديثها وقالت إن الشهيد كان يتمتع بحسن السمعة وطيب النفس وهذا بشهادة زملاء العمل والجيران ولم يكن لديه عداوة بينه وبين الغير وقبل الحادث بساعات اتصل بي وقال إنه ذاهب الي كرداسة بدلا من قسم شرطة أبوالنمرس وكانت نبرة صوته يملؤها الفرحة والسعادة وكأنه يعلم أنه سوف ينال الشهادة ومن هنا لم تمتلك الزوجة نفسها عندما سمعت آخر كلمات قالها زوجها الشهيد"خدي بالك من الولاد" سجدت شكراً علي الاستشهاد غابت روحه عن جسده وبقيت والدته مكلومة تنتظر صوتا يعيد لها كلمة " أمي " كما ألفت علي سماعها الا أنها تعي جيدا انه في مكان أفضل مما كان يتواجد به وقف شجاعاً مدافعا عن أرض وطنه وحمايته من المتربصين به كان ينتفض غضبا لسقوط زملائه الشهداء علي أرض سيناء إنه الشهيد أحمد عيد السيد شهيد الواجب الوطني الذي استشهد في مذبحة رفح الثانية والتي راح ضحيتها 25 شهيدا من خيرة شباب الوطن.. " الاخبار " رصدت مأساة أسرة الشهيد التي تعيش بمنزل ريفي بسيط بمحافظة القليوبية مركز سندوة خيمت عليهم معالم الحزن علي فرق الابن الاكبر لهم.. وجدنا أمه تجلس أرضا حزنا علي فراق " فلذة كبدها " وأبيه المريض الذي أفني حياته في سبيل تحقيق حلم ابنه الشهيد.. تحكي والدته قصة أستشهاده، تحدثت والدموع تنهمر من عينها حزنا علي وفاة ابنها قائلة أحمد كان "أملنا وعمرنا كله " كان يتمني الشهادة في سبيل الله وبالفعل طلبها ونالها.. منعته من الذهاب الي خدمته قبل الحادث ببضعة أيام الا انه رفض وقال لي أدعي لي يا " أمي " وأدعي لزملائي علي الحدود واستطردت قائلة عند سماعي خبر استشهاد ابني " سجدت لله شكرا علي هذه النعمة التي أنعم بها الله علينا وعلي ابني " ولم أظهر ما يخيم بداخلي من معالم الحزن.. خلال حديث والدة الشهيد مع " الأخبار " طالبت من وزير الدفاع الفريق عبد الفتاح السيسي بتسيير علاجها علي نفقة القوات المسلحة وعمل بطاقات علاجية لها ولزوجها المريض . حسبي الله ونعم الوكيل حاولت ان تتجاهل حزنها الذي يسكن بداخلها متناسية ان تضاريس وجهها رسمتها ريشة الألم لتحمل حكاية مؤلمة عاشتها ومازالت تعيشها لتجد نفسها اسيرة بين جدران الحزن والحسرة والقهرعلي فراق اعز ما كان لديها، انها والدة الشهيد اسلام طلعت سعيد الذي استشهد بمذبحة رفح خلال شهر رمضان والتي تجلس بمنزل ريفي بسيط جدا تروي والدة الشهيد والدموع تنهمر من عينها علي رحيل ولدها الاكبر تفاصيل استشهاد إسلام الذي راح ضحية غدر العمليات الارهابية.. حيث توقفت عن الحديث وانفلتت دموعها وكان دائما يتمني من الله ان ينال الشهادة في سبيل الله واحمد الله علي ان اختاره من بين ملايين المصريين ان يكون من الشهاداء وخاصة وهو صائم في شهر الرحمة والغفران " شهر رمضان " حيث كان اسلام مجندا برفح كان وقت استشهاده يجهز للافطار له ولزملائه الا ان الجماعات الارهابية لا تفرق بين صائما من عدمه مسلما أومسيحيا.. استكمل والد الشهيد الحاج طلعت بعد ان انهارت والدته رحلة استشهاد ابنه الاكبرحيث تلقينا اتصالا هاتفيا حوالي الساعة 8 صباحاً من وزارة الداخلية ان ابني احد الشهداء بالمذبحة التي سميت بمذبحة رفح . انتقلت " الأخبار" الي محافظة القليوبية مركز الخانكة ومنها الي أسرة الشهيد تامر عبد الله حيث وجدت النساء اتشحن بالسواد علي فراق الابن الاصغر الذي لقي مصرعه في سقوط مدرعة من أعلي كوبري أكتوبر يوم فض اعتصام رابعه العدوية تحدثت والدة الشهيد والدموع تنهمر من عينها وبجوارها يجلس والده الذي اصابه المرض وأقعده عن العمل بعدما انحني ظهره ان ابني "الشهيد " قبل ذهابه الي وحدته صلي ركعتين لله واطال في السجود وعندما سألته عن سر الاطالة في الصلاة ظل ساكتا لبضعة ثواني ثم بدأت الدموع تنهمر من عينه ولم اتمالك نفسي ومن هنا شعر قلبي بالخوف علي ابني فلذة كبدي وبدأت انتظره يوما بعد يوما لحين عودته الا انه جاءنا الخبر المشئوم بوفاته يوم فض اعتصام رابعة العدوية. غيور علي بلاده حياتهما مثقلة بمشاعر الشوق والحنين يستيقظان كل يوم علي صورة نجلهما الاصغر وعينهما تمتلئان بالشوق والامل منتظرين يوم رحيلهما الي المكان الذي رحل اليه ابنهما الشهيد الذي راح ضحية غدر الارهاب.. انتقلت " الاخبار " وتحدثت الي اسرة الشهيد حسن السيد شعبان شهيد مذبحة كرداسة التي شعرت بالحزن والاسي علي فراق ابن بار بوالديه واخواته تحدثت الحاجة سعدية والدة الشهيد بصوت ملئ بالحزن والاسي " كل انواع العذاب خلال الايام الماضية ومازلت بعد استشهاد ابني الاصغر الذي لم يبلغ من العمر سوي 19 عاما اشعر بالمرارة المضاعفة .. وعن خبر استشهاد حسن تحكي والدته ولم تتمالك نفسها عندما تذكرت يوم استشهاده قائلة استيقظت فجر يوم الخميس وقلبي ينبض خوفا ورعباً علي فلذة كبدي وظل هذا الخوف عليها الي ان جاءت اصابته وليس استشهاده حيث سرعان ما توجهنا الي مستشفي الشرطة بالعجوزة وجدناه جثة هامدة من جراء إصابته بطلق ناري بالبطن والظهر أثناء تأمين قسم شرطة كرداسة.. انهت اسرة الشهيد حديثها: " نتمني ألا يضيع دم الشهداء الذين راحوا ضحية الارهاب الذين لم يبخلوا عن تقديم انفسهم هدية للوطن في سبيل بقائه ونحن علي ثقة بالله بسرعة القصاص من قتلتهم.. وأثناء حديثنا مع أسرة الشهيد طالبت بتفعيل قرار مجلس الوزراء بمنح اسماء الشهداء علي المدارس والشوارع وطالبت من وزير الدفاع بتوفير فرصة عمل لاخيها الشهيد.. فقدت 3 أبناء خلال 6سنوات فقدت 3 ابناء من أولادها خلال 6 سنوات كان آخرها هشام إبراهيم أحد شهداء مذبحة كرداسة التي وقعت عقب فض اعتصامي رابعة والنهضة والتي راح ضحيتها 11 ضابطاً ومجنداً من غدر الجماعات الإرهابية كان من بينهم الشهيد هشام.. انتقلت " الأخبار " الي منزله ومنذ أن دخلنا المنزل والذي يقع بالدور الارضي بمنطقة قها بمحافظة القليوبية شقة إيجار جديد عبارة عن غرفة صغيرة وحمام ومطبخ لا يوجد بها اي من انواع الرفاهية في الحياة الجميع بسطاء ويعيشون في حالة من اليأس بسبب صغر حجم الشقة.. حيث تحدثت والدة الشهيد عن ابنها قائلة: انه كان يتمتع بحسن الخلق واشارت والدته الي ان هشام كان يعمل عجلاتي خلال فترة اجازته ليساعدنا في مصاريف المنزل واحتياجاته ومساعدة زوجة اخيه المتوفي وكان حنونا علي ابناء اخيه الذي راح ضحيتة في حادث.. وتذكرت والدة الشهيد يوم الحادث قائلة منذ ان علمت بمحاولة بعض العناصر الاجرامية والارهابية باقتحام مركز كرداسة اتصلت به فقال لي "الحمد لله يا أمي كل شئ تمام وادع لي انا وزملائي " ثم عقب ذلك علمت بالحادث واستشهاده واشارت الي انني شاهدت فيديو لابني في القنوات الفضائية اثناء قيامه بطلب لشرب المياه وقام الجناة وقتها بالتعدي عليه بالضرب ورفضوا حتي استشهد.