الصواعق تباع على الأرصفة فى ظل الانفلات الأمنى الصواعق في ايدي الجميع .. يحمون بها انفسهم .. يهاجمون بها اي معتد، انتشاره ارتبط بحالة الانفلات الامني وزيادة اعمال البلطجة، اسعاره ارتفعت بدرجة ملحوظة وتراوحت ما بين 200 جنيه حتي 800 جنيه، رغم انها ممنوعة من التداول لانها تدخل تحت بند " السلاح الابيض " الا انها اصبحت في أيدي الجميع هي الوسيلة المثلي للدفاع عن النفس.. نحن ندق ناقوس الخطر من الانتشار العشوائي لهذه الصواعق الكهربائية، حتي لا تصبح ثقافة الدفاع عن النفس هي السائدة في مجتمعنا. " الإلكتريك " أصبح هدفاً للشباب من الجنسين وبخاصة البنين فهذا السلاح يصيب الطرف الآخر بالشلل المؤقت في الحال كما أنه يصدر صوتا مرعبا يشبه صوت الماس الكهربائي القوي وقد انتشرت الاعلانات عن هذه الصواعق بشكل كبير علي مواقع الانترنت، بموديلات مختلفة وصورة كل موديل وثمنه، ونظرا لاشتداد المنافسة بين الكثير من المعلنين قام بعضهم بعمل عروض ترويجية بتخفيضات كبيرة.. ويلقي " الإليكتريك شوك " إقبالا ورواجا شديدين الآن خاصة مع استمرار اعمال البلطجة واستمرار الانفلات الامني، وقد وصل سعر " الإليكتريك " ما بين 002 و008 جنيه حسب صناعته ألماني أوأمريكي وحسب الفولت من "3000 إلي 12000" فولت . الصواعق علي الأرصفة »الاخبار« قامت بجولة رصدت خلالها حركة البيع والشراء لهذه الصواعق الكهربائية التي راجت بشكل كبير خلال الفترة الأخيرة .. وكانت البداية من شارع 26 يوليو بوسط البلد ، حيث رواج حركة البيع والشراء للصواعق الكهربائية علي الارصفة.. واصبح الباعة ينادون يمينا ويسارا علي هذه السلعة باستخدام اصواته العالية واللافتة للنظر بعد تشغيله لجذب المارة اليه ، وارتفعت اسعاره وتراوحت ما بين200 جنيه حتي 800 جنيه حسب النوع والماركة. يقول شريف سعيد بائع الصواعق الكهربائية " ان الرزق يحب الخفية وان الصاعق ازدادت نسبة الاقبال عليه بعد الثورة واصبح مطلب الصغار والكبار وان اسعاره تبدأ من200 حتي 800 جنيه، ويقبل علي شرائه الفتيات والسيدات . وعلي الجانب الآخر تقول لمياء محمد موظفة إنها قامت بشراء صاعق كهربائي ب800 جنيه أثناء أحداث الثورة، كوسيلة للدفاع عن النفس خاصة أنها كانت تضطر الذهاب الي العمل في ظل هذه الأحداث التي انتشرت بها كل مظاهر البلطجة والسرقة والخطف، ولكنها الآن وبعد عودة الأمور الي وضعها الطبيعي لا تحمله كثيرا معها. وتشير لمياء إلي أن بعض الفتيات لا يجدن استخدام مثل تلك الأسلحة عند المواجهة، بل أن بعضهن يخشي من شرائها خوفا من الضرر الشخصي قبل إضرار الغير. وتضيف اسماء عبد السلام طالبة أنها كانت تعتزم شراء "صاعق كهربائي" بعد الثورة وخاصة بعد انتشار البلطجة والانفلات الامني في البلاد، إلا أن عدم معرفتها بأماكن بيعه المشروعة وموقفه القانوني حال دون شرائها الفعلي له، مشيرة إلي أنها اكتفت باتباع التعليمات الأمنية التقليدية بعدم ارتياد شوارع لا تعرفها وعدم السير في أماكن مظلمة في ساعات متأخرة من الليل. وأما شهد عماد طالبة فقالت إنها لا تضمن السيطرة علي نفسها في مثل هذه المواقف بشكل يمكنها من تمالك أعصابها والتصرف علي النحوالسليم سواء كان ذلك بالجري ومحاولة الهرب أوبسرعة الاستخدام السريع والسليم لجهاز الصاعق إذا كان بحوزتها. وعلي الجانب الآخر، حرص الرجال علي شراء كل ما من شأنه الحماية فيقول حسن نعمان محاسب إنه يمتلك "صاعقا كهربائيا" في سيارته ويحرص علي أن يلازمه دائما في سيارته للدفاع عن نفسه وعن أسرته كوسيلة تأمينية احتياطية يمكنه الاستعانة بها كلما تطلب الموقف ذلك. أما ناصر الجندي موظف فيري أن ظاهرة البلطجة كانت منتشرة حتي قبل الثورة، وأنها ليست ظاهرة مستجدة، ويؤكد انه يمارس حياته بشكل طبيعي ويعتمد علي الحماية الإلهية في كل المواقف بعيدا عن الاعتماد علي أي أسلحة أخري. يقول محمد حسام طالب أنه قام بشراء الصاعق بعد الثورة، كأداة سريعة للدفاع عن نفسه ضد أي بلطجي يعترض طريقه . أما حازم عبد العزيز موظف فأكد أنه تعرض للسرقة، ولكنه تمكن من أن يمسك السارق وقام بصعقه حتي اعترف بسرقته لمبلغ 700 جنيه، وهويري أن الصاعق يجب أن يرخص وان يتم استخدامه قانونيا حتي لا يكون سلاح ارهاب في أيدي المجرمين وأي شخص بشكل عشوائي خطر.. ويوضح رجب سلامة موظف أنه يستفزه جدا حمل العديد من المصريين لهذا الصاعق بدون دراية ووعي بمدي خطورته، مؤكدا أنه كان يباع قبل الثورة ومتواجدا بالسوق المصري. ممنوعة قانونيا يقول أحمد محمد عبد الله الباحث القانوني انه لابد ان نتعرف أولا عن كيفية تشغيله موضحا أن عند تشغيل الصاعق يطلق سهمين صغيرين علي الضحية، يظلا متصلين بالمسدس بواسطة سلكين رفيعين. ، يطلق المسدس شحنة كهربائية قوية لمدة 5 ثوان، تشل الجهاز العصبي للإنسان وتسبب انقباضا في عضلاته وانهياره بالكامل لفترة زمنية قد تطول أوتقصر، بحيث تتيح السيطرة علي الضحية، وقد يؤدي الي الشلل المؤقت، وفي بعض الاحيان قد يؤدي الي الوفاة اذا تم استخدامه في مناطق معينة بالجسم، ويمكن إعادة إطلاق صعقة كهربائية ثانية وثالثة إن لم تكن الأولي كافية لإلجام الضحية، وتكون عملية الصعق مصحوبة بألم كبير جدا. ويضيف أنه توجد خطورة وتجريم من استخدام سلاح الصاعق الكهربائي، حيث إن عقوبة استخدامه تشبه بقية استخدام الأسلحة البيضاء يضاف اليها أنه سريع القتل، مشيرا الي أن الباعة الجائلين يبيعونه بدون ترخيص بل انها مهربة، وأن حيازة الصاعق الكهربائي محظورة ومسموحة فقط لأجهزة الأمن ، أولوحدات مختارة من الاجهزة الأمنية الحكومية، يستثني من ذلك دولة آيسلندا وبولندا التي تسمح بحيازته للسكان وقوات الأمن علي حد سواء، وفي الولاياتالمتحدة يسمح للمواطنين بحيازته واستعماله حتي دون الحصول علي رخصة.. ويوضح العميد محمود قطري الخبير الأمني أن هذا ينطبق تحت بند السلاح الأبيض ويخضع لتجريم قانون العقوبات له، لأنه إحدي وسائل التعدي الذي قد يؤدي الي الموت، ويضيف أن أحد أهم أسباب انتشاره في الآونة الأخيرة بين الناس هوغياب الشرطة المصرية بعد الثورة، وبالتالي فأنني لا ألوم بعض مشتريه الذين يستخدمونه كوسيلة حماية ودفاع عن النفس ضد البلطجية والمجرمين، فهذه هي وسيلتهم الوحيدة المتاحة أمامهم بعد غياب الشرطة، ولذلك يجب عودة هيبة الشرطة مرة أخري الي الشارع المصري ونشر ثقافة دور الشرطي في حماية البلاد.