منذ عام 2011 كان الطالب نور عسال مشغولًا بإعداد مشروع تخرجه من كلية الهندسة قسم الكيمياء بجامعة القاهرة، فجاءته فكرة إنتاج وقود حيوي »بيوديزيل» مثلما تفعل بعض الدول وتعتمد عليه كوقود بديل للسولار، وقرر أن تكون تلك هي الفكرة التي يعمل علي دراستها والإعداد لها، وذلك من خلال استخدام زيت القلي المستخدم في المطابخ والعمل علي تحويله إلي ذلك الوقود، وبالفعل نجحت فكرته وتخرج من الجامعة، لكنه قرر ألا تنتهي تلك الفكرة فعمل بمساعدة صديقيه أحمد رأفت ومريم عفيفي، علي استكمال المشروع وتوسعته..فأسس الأصدقاء شركة صغيرة لكنهم كانوا بحاجة إلي كميات من زيت القلي المستخدم، فاتجهوا إلي الأهل والأصدقاء والجيران للحصول علي ذلك الزيت منهم بعد تجميعه بدلا من التخلص منه ومن ثم تحويله للوقود، ثم توسعت الشركة عام 2014 بعد أن انتشرت الفكرة ولاقت ردود فعل جيدة من الكثير، حتي أصبحت تتعامل الشركة مع المنازل علي نطاق واسع في القاهرة والجيزة، بالإضافة إلي كبري المطاعم، وقاموا بتأسيس مصنعهم الصغير بمنطقة »أكتوبر» لتحويل تلك الزيوت ومن ثم تصديرها للدول التي تستخدمه كبديل للسولار. واختاروا اسم الطاسة الخضراء »green pan» لمشروعهم والذي يهدف إلي إمكانية إعادة استخدام شيء ضار فيفيد الحياة مرة أخري، وتقول رواء عبد الله مديرة المشروع إن المندوب يقوم بتحصيل 5 لترات من المنزل في المرة الواحدة وذلك من خلال عبوة الشركة الخاصة التي يتركها المندوب بعد الزيارة الأولي، وفي المقابل تعطي الشركة زجاجة زيت طعام أو زجاجة صابون سائل مقابل زيت القلي القديم، وذلك تشجيعا لهم علي التخلص منه بطريقة آمنة، وتضيف أن معظم الدول في أوروبا تعتمد علي ذلك الوقود الحيوي النظيف في السيارات والمعدات التي كانت تستخدم السولار، لكنه غير منتشر للاستخدام في مصر. ووصل الأصدقاء الآن إلي 50 شابًا في الشركة والمصنع، واستطاعوا أن يحصلوا علي تصاريح وزارة البيئة والصحة، وذلك لطمأنة الناس بقانونية الشركة وصحتها، وللتوعية بأن الزيت القديم يمكن تحويله لوقود حيوي، بدلا من انتشار أضرار التخلص منه في المواسير والصرف الصحي، وبالفعل انتشرت التجربة بين الناس الذين يتواصلون معهم من خلال صفحة المشروع علي »فيس بوك»، وشارك المهندس نور بمؤتمر الشباب في جلسات البيئة، لنقل تجربة »البيوديزيل» وخلوه من أي أضرار علي البيئة.