خطوات عديدة اتخذتها الدولة خلال السنوات الأربع الماضية للعودة إلي عمقها الاستراتيجي واستعادة دورها الريادي في أفريقيا، ومع تولي مصر رئاسة الاتحاد الأفريقي في العام الجديد، وضعت وزارة التعليم العالي خططها لتعزيز الشراكة مع دول القارة ودعم الانطلاقة التي تحققت، ولأهمية التعليم باعتباره أحد أهم أدوات القوة الناعمة التي تملكها مصر، استقرت الوزارة علي خطتها لدعم الدول الأفريقية في مجالات التعليم والبحث العلمي والتكنولوجيا والابتكار والرعاية الصحية. »الأخبار» تستعرض محاور خطة التعليم العالي لإحداث نقلة جديدة في العلاقات المصرية الأفريقية خلال 2019، كما نتوقف أمام الصعوبات التي تواجه واحدا من أهم هذه المحاور وهو ملف المنح الدراسية وجذب الطلاب الوافدين للجامعات المصرية. د. خالد عبدالغفار وزير التعليم العالي أعلن أنه بالتوازي مع تولي الرئيس السيسي رئاسة الاتحاد الأفريقي مطلع العام الجديد فقد قامت الوزارة بإعداد ملف متكامل عن الوضع الراهن للعلاقات المصرية الافريقية والرؤية المستقبلية لهذه العلاقة، يتناول حجم التعاون والشراكة مع الاتحاد الافريقي أو الدول الأفريقية في مجالي التعليم العالي والبحث العلمي، وتقديم المنح الدراسية للشباب الإفريقي ودعم مراكز التميز التي تخدم التكنولوجيات الحديثة، وزيادة القوافل الطبية لدعم الرعاية الصحية للأفارقة في بعض البلدان ودعم التعليم الفني والتقني لخلق فرص عمل للشباب الإفريقي. مضاعفة المنح وأوضح عبدالغفار أنه تقرر اتخاذ عدد من الاجراءات لتعظيم التعاون مع الدول الأفريقية،وأولها: مضاعفة عدد المنح الدراسية المقدمة للطلاب الأفارقة في مرحلتي البكالوريوس والدراسات العليا، كذلك مضاعفة المنح التدريبية قصيرة الأجل للباحثين الأفارقة. كما تقرر دعم إنشاء مركز لوكالة الفضاء الأفريقية بمصر، حيث تم إعداد ملف فني عالي المستوي لاستضافة مصر لمقر وكالة الفضاء الإفريقية، والذي يحاكي كافة المعايير الواردة من مفوضية الاتحاد الإفريقي، واستقبلت الوزارة وفدا رفيع المستوي من الخبراء والاتحاد الافريقيي للوقوف علي امكانيات مصر العلمية والتقنية وقدراتها علي استضافة هذا المقر الهام. وأضاف أنه تقرر أيضا دعم التميز العلمي بالقارة، كذلك دعم البحوث المشتركة مع الدول الأفريقية، وإنشاء مركز للتعليم والتدريب المهني لتدريب أبناء القارة، كما يتم بحث إنشاء فروع لهذا المركز بالقارة، كما تقرر مضاعفة قيمة الجوائز العلمية، ومضاعفة عدد القوافل الطبية التي تنظمها الجامعات لتقديم الرعاية الصحية المميزة للأشقاء الأفارقة. وأكد الوزير دعم الشراكات الثنائية بين مصر ودول إفريقيا في المجالات ذات الاهتمام المشترك كالطاقة والغذاء والمياه والفضاء. الفيزا الدراسية وعن التحديات التي تواجه تحقيق الاستفادة القصوي سواء من خلال المنح الجامعية المقدمة للأشقاء الأفارقة أو عن طريق جذب الوافدين للجامعات، قالت د. رشا كمال القائم بأعمال رئيس الادارة المركزية للوافدين بالتعليم العالي إنه تم تقديم 975 منحة دراسية في مرحلتي البكالوريوس والدكتوراه في 2018 بتكلفة 25 مليون دولار، ويتوقع مضاعفة عدد هذه المنح إلي 2500 منحة هذا العام. وأضافت أنه تم اتخاذ عدد من الاجراءات لإنهاء الصعوبات التي تواجه هذا الملف وخدمة الشعوب الأفريقية، حيث تم توقيع اتفاقيات ثنائية مع 24 دولة أفرقية للتعاون في دعم هذا الملف، وتم بالتنسيق مع وزارة الخارجية الاتفاق أن يتم الإعلان علي هذه المنح من خلال سفاراتنا بالدول الأفريقية بالتنسيق مع وزارة الخارجية لكل دولة، ويتم التقديم والترشيح من خلال سفاراتنا ليتم تقييم ملفات المتقدمين وتسكينهم بالجامعات بعد استيفاء الموافقات المطلوبة لهذا الغرض، وتتحمل المنحة نفقات الدراسة، بينما السكن بالمدن الجامعية يكون مجانا حسب الطاقة الاستيعابية بالجامعات لكن الأولوية للوافدين تكون للأفارقة. وعن إنهاء الصعوبات، طالبت الوزارة أن تكون هناك فيزا دراسية وعمل مسار آمن لدخول الطلاب الأفارقة لمصر، ويتم التشاور مع جميع الجهات المعنية، لمواجهة عدم الاستفادة الكاملة من المنح التي توفرها الوزارة لدول القارة، ويجري حاليا دراسة الاجراءات التي تضمن الحفاظ علي سلامة الأمن، وتقلل في الوقت نفسه الجهد المطلوب لإنهاء الموافقات. قوة اقتصادية وأوضحت د. رشا أنه تم وضع خطة تسويقية قبل بدء العام الدراسي الحالي تقدم خلالها 24 ألف طالب تم قبول 8 آلاف طالب منهم، ولهذا فإن تطبيق نظام الساعات المعتمدة بالبرامج الدراسية منح قطاع الوافدين مرونة في جذب عدد أكبر من الوافدين، فتقرر الإعلان وفتح التقدم مبكرا حتي يتم إنهاء الموافقات قبل بدء الدراسة، ولو حصل الطالب علي الموافقة بعد بدء الدراسة، فيمكنه من خلال ساعات البرامج المعتمدة الانتظام في الدراسة دون خسارة العام الدراسي بالكامل. ويجري حاليا التنسيق مع مكاتب الوافدين بالجامعات التأكيد علي تيسير كافة الإجراءات وتذليل الصعوبات التي تواجههم باعتبارهم سفراء لمصر في بلادهم، وطلاب المنح هم أكبر قوة تسويقية لجذب المزيد من الطلاب الوافدين لجامعتنا، وهناك تواصل مباشر مع مكاتبنا الثقافية بالخارج لتكون مكاتب للقبول، ليتم اتاحة طريقين للتقدم: الأول من خلال الموقع الإلكتروني أو من خلال المكتب الثقافي مباشرة، ويكون التقدم بنسخة من جواز السفر والشهادة الدراسية، للبدء في الحصول علي الموافقات. الصدارة لنيجيريا وأكدت أن نيجيريا من الدول المصدرة للطلاب الوافدين، وتم عمل دراسة متكاملة للسوق النيجيري تتضمن دراسة شهاداتهم، بالتعاون مع المجلس الأعلي للجامعات لأن الحد الأدني لقبول الوافدين بكلياتنا لا يتناسب مع الثانوية النيجيرية، فالحد الأدني لقبول الوافد بالطب 87 % وهو ما يعادل 97 % في نيجيريا، مما يعني أن عدد الوافدين من نيجيريا لن يتخطي 20 طالبا، ولهذا يجري دراسة عمل برنامج خاص متميز لقبول الطلاب النيجيريين بما يتناسب مع شهاداتهم بالمعادلة مع شهاداتنا، لجذبهم للدراسة في مصر، علما أن نيجيريا تعد من أكبر الدول المصدرة للطلاب الوافدين نظرا لأن الطاقة الاستيعابية لجامعاتها لا تستوعب خريجي الثانوية بها، فتتجه إلي دول أخري. وبالطبع مصر تعطي اهتماما لباقي دول القارة،وهناك تعاون مع تنزانيا وتشاد والسودان، ويجري حاليا الإعداد لتنظيم ملتقي الجامعات المصرية السودانية، والذي جاء بتكليف من الرئيس السيسي، وسينعقد بالتناوب بين البلدين.