وزير الري يتابع إجراءات تدريب الكوادر الشابة في مجال إدارة المشروعات    بحوث الإسكان والبناء يواصل ريادته العالمية في اختبارات الخط الرابع للمترو    كامل الوزير: إلزام كل مصنع ينتج عنه صرف صناعي مخالف بإنشاء محطة معالجة    وزير الكهرباء: نعمل على نقل التكنولوجيا وتوطين الصناعة وتعظيم الموارد والأصول    أسعار الفاكهة اليوم الجمعة 26-12-2025 في قنا    جيش الاحتلال يشن غارات مكثفة على محيط مدينة الهرمل شرقي لبنان    زيلينسكي: اجتماع مع ترامب قريبا    ذكرى سعيدة ل حسام حسن قبل مواجهة جنوب أفريقيا اليوم (فيديو)    تشكيل منتخب مصر المتوقع أمام جنوب إفريقيا في كأس الأمم    حالة الطقس ودرجات الحرارة اليوم الجمعة 26-12-2025 في محافظة قنا    مصرع سيدتين في انقلاب سيارة على طريق «قنا - سفاجا»    مدير دار سما للنشر يكشف خطوات الدولة لمواجهة قرصنة الكتب وحماية المؤلفين    فضل شهر رجب.. دعاء مستحب واستعداد روحي لشهر رمضان (فيديو)    تعرف على مواقيت الصلاة اليوم الجمعة 26-12-2025 في محافظة قنا    متحدث الوزراء: مشروعات صندوق التنمية الحضرية تعيد إحياء القاهرة التاريخية    كيف تستخدم النقاط من بطاقات بنك القاهرة؟    مباراة مصر وجنوب أفريقيا تتصدر جدول مباريات الجمعة 26 ديسمبر 2025 في كأس أمم أفريقيا    أسعار الفراخ في البورصة اليوم الجمعة 26 ديسمبر    شروط التقدم للوظائف الجديدة بوزارة النقل    وزارة الخارجية ووزارة الاتصالات تطلقان خدمة التصديق علي المستندات والوثائق عبر البريد    مخالفات مرورية تسحب فيها الرخصة من السائق فى قانون المرور الجديد    خطوات مهمة لضمان سلامة المرضى وحقوق الأطباء، تفاصيل اجتماع اللجنة العليا للمسؤولية الطبية    رابط الموقع الإلكتروني المعتمد لشراء تذاكر المتحف المصري الكبير    محمد صبحى ضمنهم.. مجلس جامعة القاهرة يقر ترشيح 25 شخصية عامة لجوائز الدولة    متحدث الوزراء: مشروعات صندوق التنمية الحضرية تعيد إحياء القاهرة التاريخية    زعيم كوريا الشمالية يدعو إلى توسيع الطاقة الإنتاجية للصواريخ والقذائف    مسؤول أمريكي: إسرائيل تماطل في تنفيذ اتفاق غزة.. وترامب يريد أن يتقدم بوتيرة أسرع    مفاجأة للأمهات.. أول زيارة للأطفال لطبيب الأسنان تبدأ في هذا العمر (فيديو)    تفاصيل جلسة حسام حسن مع زيزو قبل مباراة مصر وجنوب إفريقيا    مستشفى العودة في جنوب غزة يعلن توقف خدماته الصحية بسبب نفاد الوقود (فيديو)    وزير العمل يصدر قرارًا وزاريًا بشأن تحديد العطلات والأعياد والمناسبات    أخبار فاتتك وأنت نائم| حريق منشأة ناصر.. وتمرد لاعبي الزمالك.. وأمريكا تضرب داعش    45 دقيقة تأخير على خط «طنطا - دمياط».. الجمعة 26 ديسمبر 2025    شعبة الأدوية: موجة الإنفلونزا أدت لاختفاء أسماء تجارية معينة.. والبدائل متوفرة بأكثر من 30 صنفا    عمرو صابح يكتب: فيلم لم يفهمها!    الزكاة ركن الإسلام.. متى تجب على مال المسلم وكيفية حسابها؟    وداعا ل"تكميم المعدة"، اكتشاف جديد يحدث ثورة في الوقاية من السمنة وارتفاع الكوليسترول    ريهام عبدالغفور تشعل محركات البحث.. جدل واسع حول انتهاك الخصوصية ومطالبات بحماية الفنانين قانونيًا    استمتعوا ده آخر عيد ميلاد لكم، ترامب يهدد الديمقراطيين المرتبطين بقضية إبستين بنشر أسمائهم    وفاة الزوج أثناء الطلاق الرجعي.. هل للزوجة نصيب في الميراث؟    الإفتاء تحسم الجدل: الاحتفال برأس السنة جائزة شرعًا ولا حرمة فيه    اختتام الدورة 155 للأمن السيبراني لمعلمي قنا وتكريم 134 معلماً    الفريق أحمد خالد: الإسكندرية نموذج أصيل للتعايش الوطني عبر التاريخ    سكرتير محافظة القاهرة: تطبيق مبادرة مركبات «كيوت» مطلع الأسبوع المقبل    «الثقافة الصحية بالمنوفية» تكثّف أنشطتها خلال الأيام العالمية    أردوغان للبرهان: تركيا ترغب في تحقيق الاستقرار والحفاظ على وحدة أراضي السودان    كأس مصر - بتواجد تقنية الفيديو.. دسوقي حكم مباراة الجيش ضد كهرباء الإسماعيلية    الأقصر تستضيف مؤتمرًا علميًا يناقش أحدث علاجات السمنة وإرشادات علاج السكر والغدد الصماء    ناقد رياضي: تمرد بين لاعبي الزمالك ورفض خوض مباراة بلدية المحلة    بروتوكولي تعاون لتطوير آليات العمل القضائي وتبادل الخبرات بين مصر وفلسطين    أسامة كمال عن قضية السباح يوسف محمد: كنت أتمنى حبس ال 18 متهما كلهم.. وصاحب شائعة المنشطات يجب محاسبته    كشف لغز جثة صحراوي الجيزة.. جرعة مخدرات زائدة وراء الوفاة ولا شبهة جنائية    فاروق جويدة: هناك عملية تشويه لكل رموز مصر وآخر ضحاياها أم كلثوم    جلا هشام: شخصية ناعومي في مسلسل ميد تيرم من أقرب الأدوار إلى قلبي    "التعليم المدمج" بجامعة الأقصر يعلن موعد امتحانات الماجستير والدكتوراه المهنية.. 24 يناير    40 جنيهاً ثمن أكياس إخفاء جريمة طفل المنشار.. تفاصيل محاكمة والد المتهم    ساليبا: أرسنال قادر على حصد الرباعية هذا الموسم    أمم إفريقيا - طالبي: آمل أن يستغل الركراكي قدراتي.. وعلينا أن نتعامل مع الضغط بإيجابية    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



المفگر الليبي د. احمد ابراهيم الفقيه في حوار للأخبار:الزل في عهد القذافي ليس له مثيل!
الشعب لم يگن مستگينا أبدا علي مدي 42عاما و لم يتوقف عن التضحيات
نشر في الأخبار يوم 11 - 09 - 2011

عشق مصر منذ أن جاء اليها أول مرة عام 1962م في دورة دراسية بمعهد تابع لليونسكو بمدينة سرس الليان، توطدت علاقاته خلال عامي الدراسة مع اساتذته وزملائه من المصريين والعرب، وامتدت وتواصلت معهم الي اليوم.
وخلال هذه السنوات وحتي الآن، كان المفكر الليبي احمد ابراهيم الفقيه حريصا علي أن يكون جسر تواصل للثقافة العربية بين القوي المستنيرة في البلدين، واعتبر نفسه مصريا في ليبيا، وليبيا في مصر، اتخذ الاقامة في القاهرة للانطلاق الي أي بلد، اذ عاشت العائلة في القاهرة واستقرت بشكل شبه كامل، بينما هو يسافر ويعود ويتردد ما بين القاهرة وليبيا والعديد من دول العالم، مطمئنا لوجود اسرته في أمان بمصر.
كانت القاهرة بالنسبة له البيئة الثقافية والاجتماعية المناسبة للابداع والنشر والمشاركة في كافة الفعاليات الثقافية، انتج خلالها 18 عملا روائيا، و15 مجموعة قصصية، وأعمالا مسرحية مابين 20 الي 30 عملا، عرضت علي المسارح العربية، والايطالية والرومانية والامريكية بعد ترجمتها، وتولي امانة اتحاد كتاب وادباء ليبيا.
كيف نجا عبد المنعم الهوني من تهمة التآمر علي الحكم في ليبيا؟
كان عبد المنعم الهوني في مهمة رسمية خارجية في ايطاليا، وعلم بادراج اسمه من بين المتآمرين علي الحكم مع عمر المحيشي، فغير خطة السفر وتوجه الي القاهرة عام 1975م واستمر بها، وحصل علي جواز سفر مصري بموافقة من الرئيس انور السادات، الي أن حدثت مصالحة بين مصر وليبيا عام 1989م في القمة العربية في الدار البيضاء بواساطة الرئيس الجزائري الشاذلي بن جديد، وبادرت مصر بعمل مصالحة بين الهوني والقذافي وتم لقاء بينهما في قصر الطاهرة الذي أقام فيه القذافي خلال زيارته لمصر، وفي هذا اللقاء قال القذافي للهوني: كل بني آدم له ثمن، لا أحد من المعارضة يغلي علي، كله بسعره، لقد وضعت 200مليون دولار مقابل رأس عمر المحيشي، واحضروه لي.
استهجن الهوني تهديد القذافي، وتدخلت القاهرة بصيغة أن يبقي الهوني في القاهرة مندوبا لليبيا لدي الجامعة العربية، علي أن يتخلي عن معارضة النظام، وأن يكون وجوده بالقاهرة وجودا رمزيا، وقبل الهوني بعد ضغوط من والده واسرته والتي تعرضت لتهديد من القذافي.
الليبيون لم يستكينوا يوما
علي مدي 42 عاما هل اقتصرت الاعتراضات علي بعض رفاق القذافي؟
قال الفقيه: لا بالطبع الشعب الليبي لم يكن يرضي بالاستكانة أبدا علي مدي 42عاما فهناك مسيرة ضخمة لم يتوقف خلالها الشعب الليبي علي تقديم التضحيات، فهناك ناس بذلوا الدم والارواح في سبيل الخلاص من هذا الكابوس، ولكن لعددة أسباب طال أمد حكمه منها أن ليبيا دولة نفطية - كل اسبوع يدخل جيبه مليار دولار، يتصرف فيها بمزاجه الخاص دون حساب من أحد، مما يسر له عمل الدعاية وشراء الذمم والدول والرؤساء والافراد، كما أسس لنفسه اجهزة بوليسية متعددة الانواع سرية وعلنية ومدنية وكلها مسخر للسيطرة وتمكينه من الحكم، ومنها الامن الداخلي والخارجي واللجان الشعبية وقوة الانتشار السريع والمربعات الامنية، وجمعية الدعوة الاسلامية والسفارات والقنصليات والمراكز الثقافية في العالم وحتي الشركات الاستثمارية الليبية النفطية وكلها عناصر تخابر وشبكة متغلغلة في كل هياكل الدولة لصالحه.
كما أن من اسباب اطالة أمد حكمة العون الخارجي أغلب مخابرات الدول تقدم له العون ضد المناوئين له مقابل رشاوي وعقود، وبعض الرؤساء الافارقة يتقاضون مرتبات شهرية منه، توني بلير رئيس وزراء بريطانيا الاسبق نفسه جاء اليه في الخيمة وعمل مستشارا لدي القذافي، رؤساء وزراء في ايطاليا كانوا علي صلة ماليةه به في مقدمتهم برودي الذي شغل في فترة سابقة منصب سكرتير الاتحاد الاوروبي ودعا القذافي الي بروكسيل كضيف محل تكريم وتبجيل من الاتحاد، وقبلها رئيس وزراء ايطالي شهير ومعروف باتصالاته بالمافيا الايطالية، ورئيس وزراء لعدة مرات السنيور اندريوتي وهو صديق شخصي للقذافي ويتقاضي منه اموالا طائلة وكتب كتابا عن القذافي.
ملك ملوك افريقيا
من اطلق عليه لقب ملك ملوك افريقيا؟
قال الدكتور احمد ابراهيم الفقيه: رؤساء افريقيا كانوا يرهبونه وكان يتصرف بصفة اطلقها علي نفسه بانه ملك ملوك افريقيا، لانه كان يستطيع أن يعطي السلطة ويحجبها عمن يشاء بفلوس الشعب الليبي، وكان يحيك المؤمرات بفلوس الليبيين، والمثال علي ذلك زوما رئيس جنوب افريقيا وصل الي الحكم بدعم مالي كبير من القذافي، ولم يكن ليصل الي الحكم بدون هذا الدعم، فله سجل فساد في بلاده ومحاكمات كثيرة في عهود سابقة، ومعادي لامبيكي الرئيس السابق لجنوب أفريقيا، وابعده امبيكي بعدما ثبت عليه الفساد.
القذافي أسكرته كلمة من ناصر
شهدت العلاقات المصرية الليبية خلال حكم القذافي فترات شد وجذب، تقارب وتباعد علي من تقع مسئولية هذا التردد في العلاقات الاخوية بين البلدين؟
المفكر الليبي احمد ابراهيم الفقيه: القذافي أسكرته كلمتين قالهما عبد الناصر في يوم ما، وهما أري فيك شبابي، وان معمر القذافي هو الامين علي القومية العربية، وهو الامين علي الوحدة العربية، ومن هنا توهم القذافي أنه وريث لناصر في حكم مصر، و نجده بعد وفاة ناصر كان مصرا علي قيام وحدة اندماجية مع مصر كي تكون سبيلا لحكم مصر، فقد كنت عضوا في اللجنة الدستورية المشتركة التي انيط بها وضع صياغة دستور دولة الوحدة الاندماجية بين مصر وليبيا، وكانت تضم 30 نائبا من مجلس الشعب المصري، و30 من ليبيا يمثلون اللجان والجهات في ليبيا، وكنت ممثلا لاتحاد الادباء والكتاب، وتم انتخاب د جمال العطيفي رئيسا للجنة الدستورية، اجتمع القذافي بالوفد الليبي وقال لنا: الحرص كل الحرص علي ان يكون الرئيس انور السادات هو الرئيس، وانا نائب له والمسئول عن الجيش في البلدين.
عقدنا اكثر من اجتماع، وخلال هذه الاجتماعات قامت حرب السادس من اكتوبرعام 1973م، فتوقف عمل اللجنة ليستأنف عملها بعد ان تنتهي الحرب، وعاد الوفد الليبي الي بلاده برا.
في السابع من اكتوبرعام 1973م، أي ثاني أيام الحرب، شن القذافي خطابا عنيفا ضد السادات، وهاجمه بضراوة، وانتقد اسلوب الحرب وطريقتها، كل ذلك لان السادات لم يبلغه بموعد وخطة الحرب، ولم يعمل له اعتبارا، من وجهة نظره، ومن هنا أصيب القذافي بالجنون لعدم وضعه في الصورة قبل الحرب.
طبعا لم تجتمع اللجنة، وبدأت العلاقات تزداد سوءا يوما بعد يوم، ومارس القذافي تصرفات صبيانية ضد مصر مثل القيام بعمليات تخريب في ميدان التحرير وخطوط السكك الحديدية وغيرها، واستفز الرئيس السادات استفزازا بلا حدود مما دفع مصر الي القيام بضربة عسكرية خاطفة عام 1977م لمنطقة الحدود بين البلدين، كضربة تأديبية للنظام، وقطعت العلاقات الدبلوماسية بين البلدين حتي عام 1989م.
كيف عادت العلاقات بين ليبيا ومصر؟
خلال انعقاد القمة العربية في الدار البيضاء عام 1989م، جاء الينا من يقول لنا: أن هناك اجتماعا ثلاثيا بين الرئيس حسني مبارك، والرئيس الجزائري الشاذلي بن جديد والليبي معمر القذافي في مقر اقامة الشاذلي بن جديد، هرعنا الي مقر الاجتماع، وشاهدنا الشاذلي بن جديد قد خرج وترك الاجتماع لهما، وبعد وقت قصير جاء من يطلب احمد قذاف الدم الذي كان جالسا معنا في صالون البيت للانضام الي الاجتماع ثم خرج ليقول لنا: انه عهد اليه بان يكون منسقا للعلاقات وتستأنف العلاقات فورا وتفتح السفارات.
كيف كان حال العلاقات المصرية الليبية خلال سنوات القطيعة؟
علي المستوي الشعبي كانت تسير الامور سيرا بطيئا، وصعوبات تواجه التنقل بين البلدين، والاخطر أن جواز السفر الليبي كان يختم بخاتم مسموح بالسفر الي جميع انحاء العالم عدا مصر واسرائيل، وهي عملية كانت تستفز كل الليبيين.
وبالنسبة للمعارضة الليبية التي اتخذت من القاهرة موطنا لها كيف كان وضعها؟
قال احمد الفقيه: قامت القيادة المصرية بابلاغ المعارضة الليبية علي الارض المصرية بأنه لم يعد هناك مجال للعمل السياسي ضد القذافي، فمن يريد الاقامة بدون أي نشاط معاد للقذافي يتفضل بالبقاء، ومن يريد مواصلة نشاطه السياسي بامكانه الذهاب الي أي قطر يريده، ومصر مفتوحه لكم في كل الاوقات؟
ماذا حدث؟
أغلب القوي المعارضة فضلت مغادرة القاهرة خوفا من بطش نظام القذافي، خشية تتبعهم وايذائهم، ولم يخرجوا بضغوط مصرية، وأغلب المعارضة توجهت الي بريطانيا وايطاليا وامريكا ودول اوروبية اخري.
الشريف مبعوثا دائما لمبارك لدي القذافي
في تصوركم لماذا كان وزير الاعلام الاسبق صفوت الشريف هو المبعوث الخاص والدائم لمبارك الي القذافي؟
أتصور أن هناك ثلاثة أسباب رئيسية لذلك أولها أن صفوت الشريف قادر باعتباره مسئول الاعلام بارضاء عقد القذافي للاستعراض والظهور، وثانيا أنه رجل مخابرات ويصطحب معه فريقا مخابراتيا يستطيع ان ينقل صورة لقيادة البلاد عن دخائل دولة القذافي، وثالثا فانه رجل يحظي بثقة الرئيس مبارك ويطيعه في تنفيذ التعليمات دون اجتهاد، ولعل الرئيس كسبب رابع اراده ان يستنفع من هبات وعطايا القذافي التي كان كريما في تقديمها بسخاء لكل من يقدم له خدمات خاصة مثل تلميعه اعلاميا وتسهيل اتصاله ببعض الاعلاميين واعضاء الوسط الفني من فنانين وفنانات. وكان غريبا مثلا ان يسمح له نظام الرئيس مبارك بانشاء شركة سينمائية تولتها عناصر المخابرات اسمها شعاع ، ولم يكن هذا العمل الظاهري الا غطاء لعمل اخر يتصل بتجارة الرقيق الابيض الذي يساق عن طريق هذه الشركة للقذافي ولعمل مخابراتي بدليل انه تولاها ذات مرة منسق مكتب الاتصال باللجان الثورية وهو جهاز مخابرات وتصفية جسدية ثم تولي رئاستها ضابط كان رئيسا لجهاز الامن الخارجي اسمه يوسف الدبري، واتمني لو يعهد للجنة تتولي ما قامت به هذه الشركة الغريبة من اعمال الجوسسة وما قامت به من تحريك شبكات الرقيق الابيض للقذافي واعوانه . لانه من الواضح انه لم يكن لها اي هدف مع انها علنا اقيمت لتشجيع الانتاج المشترك بين ليبيا ومصر في مجال الانتاج السينمائي وللاسف الشديد لم تقدم فيلما واحدا مشتركا ولم تقدم عنصرا ليبيا واحدا حتي لو كان ممثل كومبارس ليبيا وكل ما كانت تفعله ان تتقدم احيانا لتري منتجا يوشك علي انها ء فيلم فتدخل معه في مراحل الانتاج الاخيرة وتضع معه اسمها خاصة اذا كان للفيلم واجهة دعائية وطنية لكي تقول انها تقوم بانتاج افلام وطنية واعرف شخصيا انها لم تكن الا لهذين الغرضين فليتنا نجد من يتولي اظهار الحقيقة وكشف اسرار هذا المشروع الغامض المشبوه.
ارهاصات ثورة 17 فبراير2011م
ننتقل بحوارنا الي ارهاصات ثورة 17 فبراير 2011م، متي وكيف بدأت؟
قال الفقيه: رحم الله محمد البوعزيزي في تونس، فقد وصل صدي استشهاده الي كل مكان في العالم العربي، وانطلقت الثورة الشعبية في تونس ثم مصر، مما جعل الأمل يقوي في نفوس الليبيين وخصوصا الشباب الذي بدأ في التواصل عبر الفيس بوك وكل وسائل الاتصال الحديثة بينهم في الداخل والخارج، فقد كان القهر والذل الموجود في ليبيا لا مثيل له، والذكريات المؤلمة للشعب الليبي كثيرة، وكانت الثورة المصرية بمثابة النبراس لمن يريد الانعتاق من الطغيان والاجرام، كان التوقع أن شيئا ما سيحدث في ليبيا، ولم يكن متصورا أن يحدث مثلما حدث في مصر.
هل هناك مغزي لاختيار الشعب الليبي ليوم 17 فبراير لثورة ضد نظام القذافي؟
نعم.. اختير هذا التاريخ لارتباطه بذكري مجزرة حدثت في 17 فبراير عام 2008م، عندما نشرت الرسوم المسيئة الي رسول الله محمد في الغرب وأعيد نشرها في العديد من الدول الاوربية وأيدها وزير ايطالي عنصري، فقام الليبيون بتنظيم مسيرة احتجاج سلمية الي القنصلية الايطالية في بنغازي، فأمر القذافي الشرطة باطلاق الرصاص الحي علي المتظاهرين، فقتل عددا كبيرا منهم، ليقول للشعب هذا سيكون مصير من تسول له نفسه القيام بالمظاهرات والمسيرات حتي ولو بشكل سلمي.
وأضاف: شباب الفيس بوك استفاد من الشباب في تونس ومصر، وحدد موعدا للانتفاضة يوم الخميس 17 فبراير، علم النظام بهذه الخطة، فأعلنت السلطات الامنية الليبية بأنه لن يسمح بأي مظاهرات في أي يوم، ولمواجهة ذلك قام النظام باخراج المجرمين من السجون والبلطجية ليتعاملوا بغلظة وعنف مع من يتظاهر في الميادين، وتم تزويدهم بالاسلحة.
وقد روي موسي كوسا وزير خارجيته عقب فراره من ليبيا، بأن القذافي اجتمع بهم وأصدر تعليماته قائلا: لا يجب أن يصل أحد الي أي ميدان من الميادين، أطلقوا الرصاص قبل وصولهم الي الميادين وقبل تجمعاتهم، وبالتالي قتل كل من اتجه الي أي ميدان للتظاهر، حتي الذين خرجوا عقب الصلاة اطلق عليهم الرصاص الموجه الي الرؤوس والصدور، وسقط المئات في شوارع بنغازي وطرابلس بعد يومين من المسيرات التي بدأت منذ يوم الثلاثاء 15فبراير2011م، لانه في ذلك اليوم وقبل يومين من الموعد الرسمي للثورة قام النظام بسجن المتحدث الرسمي باسم ضحايا مجزرة بوسليم وفي نفس اليوم وصل كل من عبد الله السنوسي رئيس مخابرات القذافي والساعدي احد ابناء القذافي الي بنغازي والتقيا بعدد من أهالي بنغازي وقال لهم الساعدي : والدي منحني ميزانية ضخمة لتطوير بنغازي، والاستجابة الي طلباتكم، وهذا في حد ذاته استفز الناس كثيرا، لان الولد لم تكن اية صفة رسمية عدا انه ابن القذافي وكان هذا المبرر يبيح له ان يملك الميزانيات وصناعة القرار ويحاول رشوة الناس للعدول عن الثورة، وكان ردهم عليه هو تصعيد العمل الثوري الي ان وصل الي درجة انجز فيها الشعب تحرير كافة المناطق والمدن الشرقية من طبرق شرقا الي اجدابية غربا.
القذافي يحقر شعبه ويصفهم بالجرذان
الاخبار: خرج القذافي يحقر شعبه في خطاب ويصفهم بالجرذان والخونة ويدعو الشعب الليبي للتصدي للخارجين عنه، فماذا حدث بعد ذلك؟
أحمد الفقيه: أحضرمن خارج البلاد خبراء الحروب في الصحراء ووضعوا خطة لنقل الكتائب التابعة له من طرق خفية لتطويق بنغازي واكتساح مدن الشرق، وهنا كان هناك تحرك خارجي لحماية الشعب الليبي من الابادة، فقد اجري مندوب ليبيا في الامم المتحدة عبد الرحمن شقلم اتصالات دولية بالعديد من الشخصيات لاستصدار قرار أممي لفرض حظر جوي علي ليبيا، ونجح في ذلك، وقبل استكمال الاجراءات لتنفيذ القرار قام القذافي بحشد هذه الارتال الكبيرة من حاملات الصواريخ والدبابات والمدفعية والمصفحات التي وصل طول ارتالها اكثر من مائة وستين كيلو مترا لمداهمة بنغازي وجعلها انقاضا قبل ان ينتقل الي المرج ثم درنه ثم البيضاء ثم شحات ثم طبرق لدك البيوت علي رؤوس اهلها، وخرج ابن القذافي المسمي سيف علي الصحفيين يبشرهم بان الخطة لمداهمة مدن الشرق المتمردة قد اكتملت، وعندما ابلغوه بقرار مجلس الامن قال لهم انه قد تأخر الوقت الان وانه لم تبق غير ساعات علي تنفيذ خطة البطش بالمدن المتمردة، وكان خطر الابادة لتلك المدن قائمة، وانطلقت صرخات الاستنجاد من اهل بنغازي، وكان الدور الاكبر موكلا الي السيد عبد الرحمن شلقم المندوب الليبي في الامم المتحدة، الذي قام بدوره باستنفار كل قصور الحكم في العالم، البيت الابيض، والاليزيه، وعشرة شارع داوينينج ورئاسة الوزراء في روما حيث كان صديقا شخصيا لبيرلاسكوني الذي عمل سفيرا لديه موفدا من ليبيا، ليدق ناقوس الفجيعة والخطر قائلا لهم ان الكارثة ستكون غير مسبوقة في العالم لو لم يتم تداركها، وكان رئيس وزراء قطر الشيخ حمد بن جبر ال ثاني في باريس، موجودا في قصر الاليزيه مع ساركوزي وكان شلقم قد استنجد بهما، فاتصل الشيخ بعد قليل بالسيد شلقم في نيويورك ليقول له كلمة واحدة : أبشر يا عبد الرحمن، وبعدها بدقائق قامت الطائرات الفرنسية بعدة طلعات دمرت خلالها كل القوات التي تتحرك صوب شرق ليبيا، وتحولت كل الطرق المؤدية الي بنغازي الي كتل من الحديد المصهور اضافة الي مئات القتلي من كتائب القذافي.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.