ادان مجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة انتهاكات حقوق الانسان التي ارتكبتها السلطات السورية، وطالبها في قرار اصدره أمس بغالبية ساحقة بوقف القمع الدموي وتحديد المسئولين عن الانتهاكات بهدف محاسبتهم. ونص القرار علي ارسال لجنة تحقيق دولية بشكل عاجل إلي سوريا لاجراء تحقيقات حول الانتهاكات وطالب دمشق بالتعاون مع اللجنة. ومن المفترض ان ترفع هذه اللجنة تقريرها قبل نهاية نوفمبر المقبل وتنقل استنتاجاتها إلي السكرتير العام للأمم المتحدة والهيئات المختصة. كما اتفق المجلس علي تحويل القرار إلي الجمعية العامة للأمم المتحدة للتصرف فيه والتحقيق في الانتهاكات المنهجية لحقوق الإنسان. وصوت لصالح القرار 33 عضوا مقابل 4 هم روسيا والصين وكوبا والاكوادو وامتنع تسعة عن التصويت. ورفضت الصين وروسيا هذا الاجراء معتبراه "تدخلا غير ضروري". وقال مندوب سوريا فيصل الحموي أن هذه الخطوة سياسية مائة في المائة واعتبر انه غير متوازن. وكان الحموي قد أكد أمس الاول ان دمشق مستعدة للسماح لمحققين من الاممالمتحدة بدخول بلاده بمجرد ان تكمل لجنة قضائية سورية عملها. من جهته، أكد السفير هشام بدر مندوب مصر الدائم في الأممالمتحدة في جنيف خلال كلمة له بالمجلس ان الوضع الحالي في سوريا يستلزم تحركا سريعا لاتقاذ الموقف قبل ان يصل إلي نقطة اللاعودة مشيرا إلي ضرورة إجراء اصلاحات لتجنب المخاطر واوضح ان المطلوب هو وقف فوري لاطلاق النار وتوفير الشروط اللازمة لقيام حوار وطني شامل. كما اعرب عن انزعاج مصر الشديد وقلقها من تدهور الاوضاع في سوريا وارتفاع مستوي العنف واضاف ان مصر تواصل مشاوراتها المكثفة انطلاقا من مسئولياتها التاريخية والتزاماتها في مرحلة ما بعد ثورة 25 يناير من أجل المساعدة لايجاد مخرج لوقف نزيف الدم في سوريا. واكد علي ان الدروس التي شهدتها المنطقة العربية مؤخرا تظهر ان الحلول الامنية لم تعد مجدية وان الامر يستلزم الاعتماد علي مخرج سياسي. في تطور اخر، قال دبلوماسيون بمجلس الأمن لوكالة رويترز ان مشروع قرار اوروبيا امريكيا سيدعو إلي فرض مجلس الأمن عقوبات علي الرئيس السوري وعدد من كبار المسئولين الاخرين ويدعو إلي احالة سوريا للمحكمة الجنائية الدولية في لاهاي. في غضون ذلك، اعتبر وزير الخارجية الفرنسي الان جوبيه ان السقوط الوشيك لنظام معمر القذافي في ليبيا ستكون له "تداعيات كبيرة علي سوريا"، واضاف" أعتقد أن بشار الاسد لن يكون قادرا علي البقاء في السلطة". وأكد انه لن يحدث تدخل عسكري في سوريا لكن الضغط علي سوريا سيزيد. من جانبه، قال نائب رئيس الوزراء البريطاني نيك كليج " لقد حان الوقت لرحيل الأسد معتبرا ان وجوده "اصبح غير مطروح بالنسية لمستقبل سوريا كشأن القذافي بالنسبة لليبيا".كما قال وزير الدفاع البريطاني ليام فوكس ل( بي بي سي) ان الأسد سيعيد التفكير في الاوضاع في ضوء الاحداث التي شهدتها طرابلس، مشيرا إلي وجود تغيير لا مفر منه في المنطقة . من جهة اخري، قال سكان ان السفير الامريكي في سوريا روبرت فورد زار بلدة في محافظة درعا. في حين، افادت معلومات من واشنطن وصفتها صحيفة السفير اللبنانية بالموثوق بها أن السفير الأمريكي لديه خطة عمل واضحة لتسريع الخطوات بغية إسقاط نظام الأسد. وذكرت ان الخطة التي تحمل إسم "كرة الثلج" تقضي بدفع المعارضة لتوحيد صفوفها بأسرع وقت ممكن، والإتفاق علي بيان سياسي يكون عنواناً للمرحلة المقبلة.كما ذكرت تقارير منسوبة لمصادر رئاسة الوزراء التركية ان الرئيس الايراني محمود أحمدي نجاد اقترح تشكيل مجموعة وساطة لتوجيه الرئيس السوري إلي الطريق الصحيح. وذكرت صحيفة (خبر تورك) ان نجاد اجري مكالمة هاتفية مع رئيس الوزراء التركي رجب طيب اردوغان وان الاخير لم يرد علي مقترح الرئيس الايراني وانما اكد ضرورة ألا يضيع الأسد الوقت. وعلي الصعيد الميداني، اقتحمت قوات الجيش والأمن السورية منطقة ( حرستا) بريف دمشق ومناطق في دير الزور بالدبابات والمدرعات صباح أمس، كما ذكرت قناتي العربية والجزيرة. وذكرت لجان التنسيق المحلية التي تساهم في توثيق المظاهرات في سوريا أن قوات الامن اعتقلت أمس العشرات في حملات بعدد من القري في شمال وجنوب البلاد. يأتي ذلك بعد يوم من اعلان ناشطون مقتل 7 أشخاص في حمص بعد زيارة بعثة إنسانية تابعة للأمم المتحدةالمدينة. في سياق اخر، ذكرت الشرطة الالمانية ان "مخربين" القوا طلاء علي مبني السفارة السورية في برلين وكتبوا عبارة "سوريا حرة" علي واجهتها.