انتقادات لورقة أمريكية روسية بشأن الأسلحة النووية في الشرق الأوسط أكد الرئيس الإيراني محمود أحمدي نجاد أنه ليس علي بلاده أن تكسب ثقة الغرب بشأن برنامجها النووي طالما أنها تلتزم بالقوانين الدولية. جاء ذلك قبل ساعات فقط من افتتاح مؤتمر مراجعة حظر الانتشار النووي في نيويورك أمس والذي توقع مراقبون علي نحو واسع أن يشهد مواجهة بين أحمدي نجاد من حجهة ووزيرة الخارجية الأمريكية هيلاري كلينتون من جهة أخري والتيذرت طهران من السعي للتشويش علي أعمال المؤتمر واتهمتها بانتهاك معاهدة حظر الانتشار النووي. وقال أحمدي نجاد في تصريحات أدلي بها لدي وصوله إلي أمريكا ونقلتها وكالة الأنباء الرسمية الإيرانية "لا يجدر بنا تقديم عروض لكسب ثقة الغرب." واتهم المطالبين لبلاده ببناء جسور ثقة مع الغرب بأن لهم أهدافا أخري يتطلعون إلي تحقيقها. وأضاف أن إيران ملتزمة بالرقابة الدولية معتبرا أن الدول الغربية "التي كدست الأسلحة الذرية واستخدمتها واحتكرتها لا تسعي لبناء الثقة مع طهران. ويرأس أحمدي نجاد وفد بلاده ليكون رئيس الدولة الوحيد المشارك في الاجتماعات التي تعقد علي مستوي وزراء الخارجية والتي تستمر حتي 28 مايو. وصرح الرئيس الإيراني بأن بلاده ستقدم "اقتراحات عملية ومنصفة وواضحة" علي صعيد الأمن العالمي في نيويورك. وقال دبلوماسي إيراني إن "هذه المشاركة علي أعلي مستوي هي إظهار لالتزام إيران القوي بمعاهدة حظر الانتشار ونجاح مؤتمر المراجعة". من جانبها قالت كلينتون في مقابلة مع شبكة تلفزيون إن بي سي إن إيران "تعمل من دون شك علي انتهاك معاهدة حظر الانتشار النووي". وأكدت أن أمريكا "لن تسمح لإيران بصرف الانتباه عن صلب القضية وهو عدم تقيدها بالتزاماتها الدولية". وسيكون الرئيس الإيراني من أوائل المتحدثين أمام المؤتمر ومن المتوقع أن تلقي كلينتون كلمتها بعد عدة ساعات من خطابه. ويخشي دبلوماسيون من أن يتسبب الجدل حول إيران وبرنامجها النووي في إفشال المؤتمر. ويشارك في المؤتمر نحو 189 دولة هي الدول التي وقعت علي معاهدة حظر الانتشار النووي عام 1970. وتجتمع الدول الموقعة كل خمس سنوات لتقييم مدي الالتزام بالمعاهدة والتقدم الذي تحقق في تنفيذ أهدافها. ويأتي المؤتمر في وقت تتفاوض فيه الدول الخمس دائمة العضوية في مجلس الأمن الدولي حول مشروع لصياغة مشروع قرار يفرض مجموعة رابعة من العقوبات علي إيران. وأشار مقال في صحيفة "الإندبندنت" إلي نية مصر ممارسة ضغوط علي المؤتمر من أجل بحث "شرق أوسط خال من الأسلحة النووية" مستخدمة ثقل دول عدم الانحياز التي تشكل أغلبية في المؤتمر. ويري مراقبون أن وضع إسرائيل قد يعرقل تقدم المؤتمر حيث تصر الدول العربية علي انضمام إسرائيل إلي المعاهدة. من جانب آخر ذكر موقع الجزيرة نت أن المؤتمر القومي العربي والمؤتمر القومي الإسلامي والمؤتمر العام للأحزاب العربية أصدروا بيانا يدين انضمام روسيا للموقف الأمريكي في المؤتمر. واستهجن البيان بشدة صياغة ورقة روسية أمريكية مشتركة بشأن حظر الانتشار في الشرق الأوسط "تملي علي الدول العربية سياساتها". وقال البيان إن الورقة تشدد علي ألا يطالب العرب بشرق أوسط خال من الأسلحة النووية إلا بعد تحقيق السلام الشامل. ويطرح مراقبون تساؤلات حول نجاح هذه الدورة التي يأتي انعقادها في أعقاب التوقيع علي معاهدة جديدة لخفض الأسلحة الاستراتيجية ستارت2 وقمة الأمن النووي التي استضافها الرئيس الأمريكي الشهر الماضي. في غضون ذلك تظاهر العشرات في نيويورك قبل يوم من انطلاق المؤتمر للتعبير عن احتجاجهم علي انتشار الأسلحة النووية. ونظمو ا مسيرة توجهت إلي مقر الأممالمتحدة.