روي الدكتور حسام بدراوي الأمين العام السابق للحزب الوطني المنحل تفاصيل الساعات الاخيرة له في قصر الرئاسة بعد مرور 6 اشهر علي تنحي الرئيس السابق مبارك وقال أنه تم استدعاؤه الي قصر الرئاسة في حضور النائب عمر سليمان وجمال مبارك وزكريا عزمي والفقي وتم تكليفه من قبل مبارك لمنصب الامين العام واضاف بدرواي ان الرئيس السابق مبارك قال له تلاقي بتقول لنفسك هما جايبني دلوقتي وعمرهم ما فكروا فيا لكن اقولك اني فكرت فيك وزير تعليم ووزير صحة وفكرت فيك رئيس وزراء لكن الظروف كانت لا تسمح في ذلك الوقت وقالي ليك كافة الصلاحيات والمسؤليات قولتله لو سمحت انا مش عايز حدود تفصل ما بين ما اراه وبين سيادتك كصانع قرار في ذلك الوقت ويجب السماح بمقابلتك في اي وقت، جاء ذلك في برنامج اخر كلام للاعلامي يسري فودة وقال بدراوي ان الانسحاب الامني ايام الثورة من وجهة نظره كان اقصي من هزيمة 67 لان النكسة حدثت وكان انسحاب الجيش امام عدو اسرائيلي ولكن الامن الذي يحفظ البلد والشعب انسحب امام صديق وكان لا يوجد داعي للمواجهة ولا داعي للانسحاب واوضح بدراوي انه لا يعرف من الذي اصدر الامر بالانسحاب مؤكداً انه يجب ان يكون صدرت اوامر بذلك متوقعا ان تكشف التحقيقات من الذي فعل ذلك . واضاف بدراوي انه عندما تم تعييني كأمين عام للحزب الوطني، طلبت من الرئيس أن يستقيل جميع قيادات الحزب، وأن تترك لي الحرية لكي أتصل بجميع القوي السياسية كما أشاء، كما قلت له أنني ضد قانون الطواريء، وضد المعتقلات، وسأقول لك كل ذلك علنا بعد خروجنا من هذه الأزمة، وأنا أقول لك ذلك من البداية، لأنني لا أقبل بهذا المنصب كي أغير مواقفي السياسية إذا كنتم تظنون ذلك، وقد وافق مبارك علي ذلك، وقال لي قل ما تشاء واضاف انه عندما عرض عليّ منصب أمين عام الحزب الوطني، الجميع رفضوا ذلك، وقالوا لي أن الحكومة تقوم باستغلالي، بينما زوجتي وأولادي قالوا لي ربما يمكنك أن تساعد الناس بمنصبك الجديد، وقد ظننت أن القيود قد انتهت، وأنني سأستطيع أن أقول رأيي بحرية، وأنني سأستطيع أن أصحح الرؤية لدي الرئيس، وسأستطيع حماية الشباب لكن شعرت خلال الثورة أن الحكومة تعطي قرارات أقل مما يجب، في وقت طويل، وهذا لا يوجد فيه أي ذكاء سياسي، وقد قلت للحزب أكثر من مرة، أنه حان الوقت لكي يقوم الرئيس بحل الحكومة، وعمل تغيير جذري، ولكن قيل لي أن هذه الاعتصامات هي مجرد زوبعة صغيرة، ستنتهي خلال يومين علي الأكثر واشار بدراوي أنه قبل تنحي مبارك بدأ في الفضفضة، وقال لي أنت عارف انا استلمت البلد دي وكانت عاملة ازاي؟ البلد مكنش فيها طرق، ولا كان فيها المدنية اللي احنا عايشين فيها دلوقتي، فقلت له أنا أري سيناريو رومانيا أمام عيني، فقال لي مبارك، يعني الشعب هيموتني؟ فقلت له احتمال، فقال، انا مستعد أموت عشان بلدي، فقلت له، ولماذا تموت لأجل بلدك، ومن الممكن أن تعيش من أجلها، فاطلب التعديلات الدستورية، وأنهي النظام القديم واضاف بدراوي: اتفقت مع مبارك علي أن يلقي خطاب للناس يطلب فيه حدوث تعديلات دستورية، وتقديم موعد الانتخابات الرئاسية، وطلبت منه أن أعد هذا الخطاب، وأدخل إليه دون أي وسائط، ولكن بعد إعداد الخطاب فوجئت بطردي من مركز الرئاسة، فعندها جاء شخص لي وقام بطردي من القصر الرئاسي، فقلت له من قال لك أن تقوم بطردي؟ فلم يجب، فقلت له قل لمن أرسلك أنني سأقوم بفضحكم، فأنتم تتدخلون في طلب الرئيس لي بإعداد الخطاب، وتركت رقم تليفوني في مكتب نائب الرئيس، حتي يتصل بي، ثم خرجت من القصر وقررت الاستقالة، فقد توقعت أن يقول مبارك في الخطاب عكس ما قلته له، وهذا ما حدث، وأعتقد أن زكريا عزمي هو وراء كل هذا بعدما غادرت القصر اتصل بي جمال مبارك وزكريا عزمي، وطلبا مني بشدة العودة إلي القصر الرئاسي، فقلت لهما أنكما طردتموني فكيف أعود لكم مرة أخري؟ فقالا لي أنهما لا يعلمان شيئا عن هذا الأمر، وأنهما سيقومان بطرد الشخص الذي جاء لي وقام بطردي، وقالا لي أن الرئيس يريدني في شيء هام جدا وأوضح بدراوي أنه أكد وكرر نصيحته لمبارك في تلك المقابلة بضرورة التنحي الفوري عن منصبه وعدم الانتظار لانتهاء فترة الرئاسة، مؤكدا له ان الشارع مش هيقبل حاجة اسمها انتظار انتهاء فترة الرئاسة " وكشف بدراوي أن مبارك قال له بالحرف الواحد " ايوه ايوه إحنا هنعمل كده وأنا هطلع النهاردة أقول الكلام ده " ويضيف بدراوي عقب تلك الجلسة عقدت اجتماعا مع زكريا عزمي وجمال مبارك بمكتب الأول ليفاجأ بدراوي بدخول شخص يطلب من عزمي الصعود إلي مكتب الرئيس لوجود د. فتحي سرور رئيس مجلس الشعب المنحل وذلك للاتفاق علي صياغة المواد التي سيتم تعديلها في الدستور، وبعدها مباشرة دخل شخص آخر يطلب من جمال الصعود للرئيس بمكتبه وجلست منفردا بالمكتب, ويضيف بدراوي صعقت من هذا الإجراء الذي استهزأ بشخصي، وتأكدت أن مبارك يضرب عرض الحائط بكل ما اتفقت عليه معه، وهو مادفعه لكتابة ورقه لنائب الرئيس بأنه غادر القصر بعد أن شعر أنه شخص غير مرغوب فيه بالقصر وأن كل الأمور تدار بعيدا عني بالرغم من أنني كنت المسئول السياسي في هذا الوقت. ويضيف بدراوي تأكدت في هذا اليوم أن مبارك ونظامه يراوغون الشعب بأي طريقه للخروج من الأزمة دون تحقيق أي إصلاحات حقيقية . وأضاف بدراوي أنه حكي التفاصيل لزوجته التي إنتابها الخوف علي زوجها من بطش نظام مبارك إذ تجاوز تلك الأزمة وقالتلي ستكون كبش فدا لكل ما حدث وكل ما تقوله الان يتم السماع له غصب عنهم لكن لو فضل النظام هايفتكروا كلامك ومواقفك ضدهم وساعتها سينتقموا منك. اختتم بدراوي حديثه بأنه لم يقرر حتي الآن ماذا سيفعل خلال الفترة القادمة، هل سأنشيء حزب أم لا؟ وهل سأترشح لأي منصب أم لا؟ ولكن من المؤكد أنني سأعمل مع العديد من الشخصيات التي تريد مساعدة البلد علي النهوض إلي الأمام. لديّ ثقة كبيرة في الشعب المصري، وأري أنه لن يسمح بحدوث أي تجاوزات مرة أخري، وأنا مؤمن بأن الثورة ستحقق أهدافها.