كشف الدكتور حسام بدراوي، الأمين العام للحزب الوطني المنحل سابقا، عن أسرار لقاءاته الأخيرة بالرئيس المخلوع حسني مبارك قبل تنحيه عن السلطة، وتراجع الرئيس عن قرار التنحي بعد قبوله، وأهم الشخصيات التي دفعت بمبارك إلى تغيير موقفه. وقال بدراوي إن الرئيس السابق محمد حسني مبارك أبلغه بأن قوات الحرس الجمهوري "ستضرب المتظاهرين في المليان" إذا تجمعوا أمام مقر رئاسة الجمهورية. وأضاف بدراوي أنه قام بدور نسبي في إقناع الرئيس المخلوع بضرورة التخلي عن السلطة وإعلان التنحي بخطاب مضمونه وروحه هو التنحي، مشيراً إلى أنه كان على اتصال بكافة الأطراف السياسية في ذلك الوقت، وقام بإبلاغ الرئيس بوجهة نظرة السياسية الشاملة وأسبابها. وأكد بدراوي، حقيقة منع دخوله القصر الرئاسي عندما واجه الرئيس مبارك بضرورة التنحي، غير أنه رفض الإفصاح عن الشخصيات التي كانت وراء طرده من قصر الرئاسة مكتفيا بقوله: "كنت أرى زكريا عزمي وجمال مبارك وصفوت الشريف وكنت أرى أنس الفقي وزير الأعلام السابق أحيانا، ولكني لا ادري من وراء طردي من القصر، فأنا لا أحب أنا أقول إلا ما أسمعه بأذني وأراه بعيني ولا أحب أن أقحم تحليلي وتفسيري على أنه وقائع وأحداث، فأنا لا أقول إلا ما كنت متأكدا منه مائة في المائة". وعن الوقت الذي تم طرده، قال بدراوي: كان ذلك يوم الأربعاء 9 فبراير أي قبل تنحي "مبارك" بيومين. وعن تفاصيل هذا اللقاء، قال: "اتصلت بالرئيس حسني مبارك ولم أجده في مكتبه، فطلبت اللواء عمر سليمان، نائب الرئيس، وعرضت عليه وجهة نظري السياسية التي تتوافق مع ضميري وتحقق أهداف الثورة في ذلك الوقت في إطارها الشرعي، فقال لي: لابد أن تعرض هذه الرؤية على الرئيس مباشرة". وأضاف الأمين العام السابق للحزب الوطني: كانت وجهة نظري أن قرار تنحي الرئيس هو المدخل الرئيسي لإزالة الاحتقان، فالثورة تستحق أن نحقق ما طمح إليه المتظاهرون والوطن يستحق منا أكثر، فمن المهم أن ننقل الوطن نقلة شرعية في إطار من الدستور، فلابد لمبارك أن يترك السلطة ولا يتبقى له سوى قرارين هما، الدعوة لانتخابات رئاسية مبكرة بعد الدعوة لاستفتاء على تعديل مواد الدستور. وقال بدراوي: مبارك كان مستوعباً للموقف، فقد أساءت دائرة مستشاريه بنقل تقارير غير صحيحة عن الوضع، وقلت له: لا يمكن لدائرة مستشاريك الذين أوصولك لهذه النقطة أن يتمكنوا من إخراجك، لابد أن تستمع لصوت العقل بعيدا عن هذه الدائرة. وعن أسباب تأخر إعلان عن قرار التنحي وهل هناك أشخاص دفعوا بعدم إعلان الرئيس لقرار التنحي أوضح بدراوي: هناك تفاصيل لن أحكيها الآن، لا شك هناك من كان يقف أمام تنحيه ولا أدري على وجه الدقة من هم ولكني كنت أرى جمال مبارك أمام عيني وكذلك زكريا عزمي وصفوت الشريف ومرات كنت أرى أنس الفقي. وأضاف: "فوجئت بعدما تم طردي من رئاسة الجهورية، باتصال جمال مبارك، وقال لي، إحنا بندور عليك الرئيس عاوزك، وقلت له لقد تم طردي من القصر الرئاسي، فقال لي: مين اللي يطردك يا دكتور، ده تصرف غير مقبول وأعطى التليفون لزكريا عزمي، وقال لي اللي قال لك ذلك سوف يتم طرده من القصر، وأعطى السماعة مرة ثانية لجمال مبارك وقال لي أرجوك أرجع الرئيس عاوزك". وواصل بدراوي رواية التفاصيل قائلاً: "دار في ذهني وقتها أشياء كثيرة واستخرت ربي، وانتابني نفس الشعور، بأن أخرج وأقول هذا الكلام على الإعلام، أو أقابل الرئيس، وقد كان وقابلت الرئيس بالفعل حتى أحقق ما بدأته وتنتصر رؤيتي السياسية في طلب الاستقالة وأكون سببا في حقن دماء كثيرين وأن تتحقق مطالب الثورة دون خسائر، وبذلك كان قراري الرجوع للرئيس مرة ثانية حتى لا تحدث تأثيرات سلبية عليه كما كان في السابق من خلال مستشاريه". وأوضح أنه قال للرئيس: "هو سيادتك مش المفروض كنت تطلع تتنحى فرد عليّ بقوله، هطلع اليومين دول، فقلت له مكررا قلب البيان وروحه أن تعلن تنحيك عن السلطة لنائب الرئيس وإعلان ذلك على الناس، فقال لي: ده حاصل، أنا كلفت نائب الرئيس فرددت عليه، الناس مش مصدقة، أمس قابلت وزراء وكانوا بجوارك من كل جانب بما يوحي أن السلطة مازالت في يدك، من المهم الخروج على الناس وإعلان الاستفتاء على تعديل مواد الدستور وإعلان مبكر لانتخابات رئاسية قادمة، وكان جمال مبارك وكلهم موجودون في هذا اللقاء".