ما أعلنه وزير التضامن د. جودة عبدالخالق في برنامج صباح الخير يا مصر أول أمس شئ يستحق ان نقف أمامه خاصة بعد ثورة 52 يناير التي نريدها ان تخلصنا من كل شئ وعلي رأسها الاستغلال بعد ان خلصتنا من الفساد وسيطرة الفاسدين وأصحاب رؤوس الأموال. الوزير أعلن انه ورث مشكلة الأرز من الوزارات السابقة وان هناك مافيا من 5 تجار - وذكر عددهم بالرقم- يتحكمون في أسعار الأرز يجمعونه ثم يخزنونه ويعيدونه حسب رغبتهم ولتحكمهم في السوق طرحه بالأسعار التي يفرضونها فرضا وهو ما يسبب غلوه وأزمته في السوق واختفاءه في بعض الأحيان لو أرادوا. ومهما كانت الخطة التي أعلن الوزير عن اتباعها لتوفير الأرز خاصة لمستخدمي البطاقات التموينية وبأنه سوف يقوم بشراء وتخزين الأرز الشعير لمدة عام يقوم خلالها بتصريفه وفق الطلب والحاجة فانها لا تخفي مدي ما يتعرض له السوق من تلاعب من بعض التجار في سلعة أساسية ضرورية لكل الناس وليس لأصحاب البطاقات فقط فهناك من لا يملكونها واعتقد انهم أيضا من رعايا الدكتور جودة، خمسة تجار يتحكمون في طعام 38 مليونا والدولة تتفرج انني اتمني ان يعلن الوزير أسماءهم ويقدمها للمجلس العسكري أو للدكتور شرف رئيس الوزراء أو يعلنهم للشعب ليعرفوا من هم. الأمر في الحقيقة لا يقتصر علي الأرز فهناك من يتحكمون في سعر السكر يرفعون سعره ويحجبونه عن السوق إذا ارادوا مع ان سعره لو ترك وفق السوق العالمي لانخفض إلي الربع أو أقل كذلك مافيا تجار اللحوم ومافيا تجار الألبان وكل السلع الرئيسية التي تمثل طعام الناس ومشربهم. هؤلاء التجار اخرجوا لسانهم للناس وللمسئولين معا والجولة الميدانية التي قامت بها الأخبار علي الأسواق والتي أكد فيها محرروها ان الأسعار زادت بنسبة 03٪ عن العام الماضي تثبت ان ما يحدث في السوق مهزلة ومؤامرة علي هذا الشعب الغلبان يقودها مجموعة من التجار الجشعين الذين لا يزيد اعدادهم عن أصابع اليدين، نفس الشئ ينطبق علي أسعار الخضار والفواكه النار التي لا تستطيع مع حرقة أسعارها أي أسرة ان توفرها علي مائدة الأسرة خاصة في شهر رمضان المبارك. لقد أزعجني ما أعلنه الوزير من ان المجمعات الاستهلاكية خلال العهد السابق تم القضاء عليها لصالح مافيا من نوع خاص سمحت لمجموعات في سلسلة السوبر ماركت والمولات الكبيرة بالتحكم في السوق صحيح انها توفر السلع بكميات كبيرة وبأسعار مناسبة ولكنها قد لا تناسب محدودي الدخل والدعوة قائمة لنعيد لهذه المجمعات دورها الذي كانت تلعبه شريطة ان تتمتع بالجودة ليس شرطا ان تتوافر بها سبل المنافسة فقد لا تقدر عليها ولكنها قادرة علي ان توفر السلع المناسبة الجيدة والحقيقة ان هذه المجمعات يمكنها ان تحترم الناس بحق وهو ما نراه في اللحوم التي تبيعها بأسعار ممتازة بلا منافسة. عزيزي الوزير د. جودة عبدالخالق يمكنك من موقعك ان تقدم لهذا الشعب الغلبان في فقر موارده فقط خدمات قد لا ينساها لك سواء بقيت في الوزارة أو تركتها في أي لحظة من حقك علينا ان نحاسبك كما قلت منذ يوم 7 مارس يوم توليت الوزارة ولكننا علي استعداد ان نرفعك علي رؤوسنا تحية واحتراما وتقديرا لو اخرجت لنا من الجحور هؤلاء المافيا الذين يتحكمون في أسواق اللحوم والخضار والفاكهة والأرز والبوتاجاز مادامت تعرفهم وتحددهم. الشعب يريد محاكمتهم علي جشعهم تماما كما يريد محاكمة رموز النظام السابق علي ما اقترفوه في حقنا.