إذا كان هناك من خطر علي الاسلام، فهو من هؤلاء الذين يحاولون اغتصاب حق الحديث باسم الدين الحنيف، ويحكمون علي من يخالفهم الرأي بالكفر، ويفتحون أبواب الفتنة ويضربون استقرار الوطن. إذا كان هناك من خطر علي الاسلام، فهو من هؤلاء الذين رفعوا رايات بن لادن في ميدان التحرير، ومن الذين يبشروننا بحكم طالبان، ومن الذين ينشرون الإرهاب في سيناء الحبيبة وينفذون مخططات العدو، ويضربون امننا القومي، ويزعمون أنهم يفعلون كل هذه الجرائم من أجل نصرة الإسلام وخير المسلمين. اذا كان هناك من خطر علي الإسلام، فهو من هؤلاء الذين رحبنا بإنضمامهم لصفوف الثورة، بعد ان اصدروا الفتاوي بأنها خروج علي الدين!! ومن هؤلاء الذين تفاءلنا بنزولهم لميدان العمل السياسي ليخرجوا من عزلتهم، وليبتعدوا عن طريق العنف الذي سلكوه يوماً فألحق بهم وبنا والوطن أفدح الأضرار.. فإذا بهم اليوم يريدون ان يحيلوا الخلاف السياسي إلي حرب دينية، ويحيلوا الانتخابات إلي غزوات، وينشئون الأحزاب ثم يلعنون الديمقراطية، ويتعاملون بمنطق انهم وحدهم »حزب الله« وان الاخرين جميعا من »شياطين الإنس« الذين لا يجوز معهم الحوار، ولا ينفع في مواجهتهم الا القتال الذي لا يبقي علي أمثالهم من الكافرين!! أمامي عدد من المنشورات التي اصدرتها بعض الجماعات السلفية للدعوة لمظاهرات الجمعة الماضية.. وما فيها مخيف، ليس فقط بهذا الترخص في توجيه الاتهامات، ولكن أيضا بهذه القدرة علي التضليل، وتكفير كل من خالفهم الرأي باعتبارهم من الليبراليين أو الملحدين او العلمانيين او الكارهين لدين الله، والدعوة للجهاد ضدهم.