بعضهم يقرر وبعضنا يكرر وبعدنا نسمع أن الدولة السورية.. أو ما اصطلحوا افتئاتاً علي الحق بوصفها بنظام بشار تستعين بقوات من روسيا وإيران وبقوات غير نظامية من المقاومة اللبنانية ( حزب الله ) وجيش التحرير الفلسطيني وغيرهما في العدوان علي الشعب السوري.. وببساطة يريد هؤلاء أن نتركهم لينشروا بين الناس أن هناك حالة من التصفية الطائفية تجري علي الأرض السورية يقودها الشيعة ضد أهل السنة في سوريا. نسي هؤلاء أن الدولة السورية التي يكاد يكون الأكثرية استباحوا سيرتها الوطنية والعروبية القومية المقاتلة للعدو والمقاومة لوجوده في الأرض العربية كلها، كانت ذات يوم ليس ببعيد بمقياس الزمن تحمل توصيف الإقليم الشمالي فيما حملت مصر وصف الإقليم الجنوبي في دولة الوحدة التي قامت بين البلدين ( 1958 61 ) وهو ما يعني إلا وجودا في جينات الوجدان الحضاري للأمتين المصرية والسورية، » لما » يميز بين أفرادهما علي أسس من دين أو معتقد.. وهكذا كنا حتي أتتنا جهالة السلفية والوهابية.. تشهد بذلك حقائق التاريخ. أصحاب الأهداف الوضيعة شديدة الخسة والنوايا الخبيثة المريضة نجحوا في أن يسوقوا علي أمة صار أغلبها إلي تسطح فكري ذميم وجهل عميق في ظلاميته أن هناك حربا طائفية تجري بين سنة وشيعة هذه البقعة البائسة من كوكبنا والتي يشغلها عرب وأعراب وأصحاب حضارات أصلية يخترقهم صهاينة مستوطنون من طرائد الدنيا والتاريخ كانوا هم من حدد الأهداف للجميع خونة وأغبياء لا فرق، فالنتائج واحدة !! ربما تناسي بعض السذج أن الجيش العربي السوري وهو المتهم الأول في تلك الحرب المزعومة هو جيش نظامي عتيد عريق مماثل في أصولية تكوينه للجيش المصري.. ما يعني بأنه يضم في صفوفه رجال سوريا في عمر الجندية من دون تمييز لدين وطائفة وعرق وهو نفس الأمر بين ضباطه، وتجاهل هؤلاء أن روسيا التي تدعم الدولة والجيش السوري هي أصلاً دولة لا دينية وأن وراء الدعم الإيراني لسوريا، علاقات تعاون اقتصادي وسياسي وعسكري سبقت بسنين الحرب الدائرة في سوريا وهي علاقات استراتيجية مهمة قامت بين البلدين بسبب تهديدات مشتركة من عدو قريب وعدو بعيد علاقات بلغت من العمق حد العمل ضمن سياقات وحدة العدو ووحدة المصير. في معركة غوطة دمشقالشرقية التي بدأت قبل أقل من الشهر وتقودها الدولة السورية ضد تنظيمات جماعات الكفر النصرة ( فرع القاعدة بسوريا ) وجيش الفتح وكلاهما مدعومان صهيونياً وإقليمياً وأمريكياً.. ظهر إلي جوار اسم الجيش السوري اسم جيش التحرير الفلسطيني وهو أحد الأذرع العسكرية لمنظمة التحرير الفلسطينية.. ببساطة مقاتلون فلسطينيون سنة متحالفون مع الجيش العربي السوري في معركة تحرير وتطهير تخوم دمشق هذا التحالف يقول بأن سورية حاضنة المقاومة هي علي الخط الصحيح في مواجهة الصهيونية وجماعاتها الحليفة ورديفها من الدول العدوة لأمتنا وإن انتسبت زوراً لها.