واصل الجيش السوري عملياته العسكرية في الغوطة الشرقية المحاصرة قرب دمشق بالتزامن مع تقلص مناطق سيطرة الفصائل المسلحة بشكل يومي أمام الهجوم البري العنيف. وقال المرصد السوري لحقوق الانسان أن الجيش السوري شن قصفا جويا عنيفا ليلا علي بلدتي سقبا وحمورية، وجسرين ودوما، كما حقق تقدماً برياً من الجبهة الشرقية وبات يسيطر علي 40% من المنطقة المحاصرة، بعدما استعاد ليلاً بلدة المحمدية جنوبا. وأفاد المرصد بحدوث 18 حالة اختناق بعد قصف استهدف حمورية، فيما اتهم ناشطون معارضون الجيش السوري باستخدام الغازات السامة. ووصف الإعلام الرسمي اتهام الحكومة السورية ب»مسرحية الكيماوي». كما ندد الكرملين أمس بما وصفه ب»الاتهامات المجانية» ضد دمشق مؤكدا ان كل الأسلحة السورية دمرت تحت اشراف دولي. وارتفعت حصيلة القتلي منذ بدء التصعيد علي الغوطة الشرقية، إلي أكثر 780 من قتيلاً مدنياً، بينهم نحو 170 طفلاً. من ناحية أخري، عرض الجيش الروسي أمس علي مقاتلي المعارضة في الغوطة الشرقية الخروج الآمن لهم ولأسرهم من المنطقة المحاصرة. وذكر الجيش في بيان أنه سيوفر الانتقالات، وممرا آمنا لهم، كما سيضمن لهم الحصانة من الملاحقة القضائية. كما أضاف أنه يمكن للمقاتلين الذين سيغادرون أخذ أسلحتهم الشخصية معهم. لكن المعارضة في المقابل اتهمت روسيا بأنها تتبع »سياسة الأرض المحروقة» التي تستهدف فرض الاستسلام علي الغوطة الشرقية وتغيير التركيبة السكانية عبر التهجير القسري. وزاد التصعيد العسكري الأخير من معاناة سكان الغوطة المحاصرين حيث غادرت أول قافلة دولية محملة بالمساعدات تدخل إلي الغوطة الشرقية ليلاً قبل إتمام إفراغ حمولتها وسط القصف الذي لم يتوقف خلال عملها. وأعلنت الأممالمتحدة أمس أنها تعتزم إرسال قافلة مساعدات أخري غدا الخميس. ونقلت رويترز عن مسئولين بمنظمة الأممالمتحدة للطفولة (يونيسف) أن »بعض الأسر تعيش في الأقبية منذ نحو أربع أسابيع وأن تلك الأقبية بعضها يؤوي 200 شخص». وقال المسئولون إن نحو ألف طفل سوري قتلوا أو اصيبوا في المعارك منذ بداية العام. وأعلن محققون تابعون للأمم المتحدة أن الحكومة السورية شنت هجمات كيماوية غير قانونية في الغوطة الشرقية في يوليو ونوفمبر. وقال تقرير حول سلسلة من التحقيقات حول أحداث سوريا، أن 84 علي الأقل قتلوا في ضربة جوية روسية علي سوق في بلدة الأتارب السورية قرب حلب في نوفمبر وربما يشكل ذلك جريمة حرب. كما اتهموا التحالف الدولي بقيادة الولاياتالمتحدة بقتل 150 بمدرسة قرب الرقة في ضربة جوية في مارس 2017، مؤكدين انه ليس هناك دليل علي زعم البنتاجون أن مقاتلي داعش كانوا داخل المدرسة. وعلي صعيد العمليات العسكرية التركية في شمال سوريا، قال الرئيس التركي »رجب طيب أردوغان» أمس إن »عملية غصن الزيتون في عفرين ستمضي بشكل أسرع من الآن فصاعدا». وأضاف »طهرنا 700 كيلو متر مربع في عفرين السورية من التنظيمات الإرهابية، وهذه المساحة باتت تحت سيطرتنا». واتهمت الولاياتالمتحدةأنقرة بأن عملياتها في عفرين تسببت في تباطؤ الحرب ضد تنظيم داعش، قائلة أن »قسما من المقاتلين الأكراد الذين تدعمهم واشنطن شمال سوريا غادروا مواقعهم للدفاع عن عفرين في وجه الهجوم التركي».