قابيل: طفرة متوقعة في الصادرات.. البنا: استغلال القيمة المُضافة لتعزيز النمو الاقتصادي تبدأ وزارتا التجارة والصناعة والزراعة خلال الأيام المقبلة وضع اللمسات النهائية علي تصدير التمور إلي دولة الصين وذلك بعد أن أعلنت جمهورية الصين قبل أيام موافقتها رسميا علي فتح أسواقها أمام صادرات مصر من التمور. وأعلنت وزارة الزراعة أن ذلك يأتي بعد تأكد الصين من جميع الإجراءات التصديرية التي تقوم بها مصر، وجودة وسلامة التمور المصرية، فضلا عن المباحثات الفنية التي عقدت بين الجانبين الفترة الماضية، والتي تم خلالها شرح الاجراءات الحجرية والمعملية التي اتخذتها مصر مؤخرا للحفاظ علي سمعتها التصديرية في الخارج. ومن جانبه أوضح اللواء محمد الزملوط محافظ الوادي الجديد وهي من اكبر المحافظات المنتجة للبلح ان المحافظة تتجه حاليا لتصنيع محصول البلح داخل مصانعها سواء الحكومية أو الخاصة، لتعظيم القيمة المضافة من هذا المحصول الاستراتيجي. وأضاف أنه عقد أكثر من لقاء مع المنتجين والمصنعين بهدف الوصول إلي آلية لتنظيم عملية الزراعة والبيع والتصنيع، علي ان يتم تحديد الاسعار بناء علي العرض والطلب. وأوضح الزملوط أن عملية تطوير صناعة التمور داخل المحافظة ستتم علي عدة مراحل، تبدأ من خلال تدريب المزارعين علي أساليب الزراعة الحديثة وتحقيق أكبر إنتاجية من المحصول، وتشجيع أصحاب المصانع والمستثمرين علي تطوير مصانعهم، وتوفير القروض الميسرة لهم بالتنسيق مع البنوك وتخفيض رسوم خروج البلح المصنع من المحافظة. من جانبه أعلن المهندس طارق قابيل وزير التجارة والصناعة أن الوزارة انتهت من إعداد الاستراتيجية الوطنية لتطوير قطاع التمور في مصر والتي تم عرضها علي الرئيس والذي وجه بإعداد تصور للصناعات التي تقوم علي المنتجات الثانوية للنخيل مثل صناعات الأثاث، ووضع تصور لإنشاء مصانع لإنتاج وتعبئة التمور حسب اقتصاديات الانتاج بمناطق أسوان والوادي الجديد والواحات البحرية ومطروح. وأكد حرص الوزارة علي دعم قطاع التمور والارتقاء به ايماناً بأهميته الكبيرة في تحقيق انطلاقة جديدة للاقتصاد المصري تضع مصر في مكانها المناسب علي خريطة التنافسية العالمية ليس فقط علي الصعيد المحلي والإقليمي بل الدولي ايضاً، وأشار قابيل إلي حرص الوزارة علي تطوير القطاعات الصناعية والتصديرية الواعدة التي تمتلك مصر فيها مزايا تنافسية كبيرة مثل قطاع التمور وذلك للمساهمة في تحقيق خطة الوزارة في زيادة مساهمة قطاع الصناعة في الناتج المحلي الإجمالي وزيادة معدلات التصدير ومن ثم توفير المزيد من فرص العمل. وأوضح قابيل أن الاهتمام الكبير الذي توليه الدولة بقطاع التمور يأتي لكونه أحد أهم القطاعات الواعدة القادرة علي تحقيق طفرات في معدلات أداء النمو الاقتصادي والصادرات المصرية، وكذا توفير العديد من فرص التشغيل، وأشار إلي احتلال مصر المرتبة الأولي علي مستوي العالم في إنتاج التمور بنسبة 17.7%، وكذا المرتبة الأولي علي المستوي العربي بنسبة تصل إلي حوالي 23 %. كما أشار إلي تأكيد الإحصائيات وجود تزايد مستمر في أعداد النخيل الكلي والمثمر في جميع محافظات مصر المنتجة للتمور ومنها شمال سيناء، والوادي الجديد، وأسوان، والجيزة، والشرقية، والبحيرة، ودمياط، ومطروح ليصل انتاجها إلي ما يزيد علي 1.5 مليون طن تمر. وأوضح قابيل أن صادرات التمور المصرية بلغت 102 ألف طن بقيمة 97 مليون دولار خلال الفترة من عام 2015 إلي أكتوبر 2017 تم تصديرها إلي 68 دولة، مشيرا إلي أن الاسواق الجديدة التي تم التصدير إليها خلال الفترة من عام 2016 إلي اكتوبر 2017 بلغت حوالي 16 دولة، كما تم التصدير إلي 8 أسواق جديدة خلال الفترة من يناير إلي اكتوبر 2017 وهي السنغال، وموريتانيا، وكامبوديا، والبوسنة والهرسك، وأوغندا، وهونج كونج، والصومال، ونيجيريا. بينما أكد د.عبد المنعم البنا وزير الزراعة واستصلاح الأراضي، أن موافقة الصين علي استيراد التمور المصرية سيمهد لتنفيذ مشروعات للتوسع في زراعة النخيل للأنواع التصديرية الشهيرة التي تلقي رواجا في الصين والدول الأخري، وأشار إلي أن الوزارة تولي اهتماما خاصاً بملف التمور وتعزيز القيمة المضافة لهذا القطاع والصناعات القائمة عليه، نظراً لتفوق مصر في زراعة النخيل ونجاحها في زراعة أصناف جديدة ذات قيمة مضافة عالية، وأشار إلي إمكانية زيادة هذه القيمة المضافة لتلك الأصناف من خلال صناعات استخلاص السكر السائل والمركزات الغذائية المختلفة، وغيرها مما يعطي للتمور المصرية قدرات تصديرية عالية. وأشار وزير الزراعة إلي أن نجاح مصر في إدارة ملف تصدير التمور إلي الصين يعود للتنسيق بين وزارتي الزراعة والتجارة وجمعية »هيا» لتنمية وتطوير الحاصلات البستانية، وبروتوكول التعاون الموقع معها، كذلك الأصناف الجديدة من نخيل البلح التي يجري حاليا التوسع في زراعتها. وأكد البنا أن مصر لديها حوالي 14 مليون نخلة، كما يبلغ حجم الانتاج السنوي من التمور حوالي 1.3 مليون طن، وأضاف أن المحافظات الأكثر زراعة للتمور هي محافظة مطروح ممثلة في واحة سيوة والوادي الجديد، والواحات البحرية، فضلاً عن الشرقية.