صمود وكفاح الشعب الفلسطيني لنيل استقلاله لم يتوقف خلال رحلة معاناة من أجل استرداد أرضه التي اغتصبها المحتل الصيهوني. وقد تفجرت شرارة الاحتجاجات التي قد تمهد لانتفاضة جديدة بعد أن أعلن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب اعترافه بالقدس عاصمة لإسرائيل متجاهلا التحذيرات العربية والدولية من تداعيات الخطوة علي عملية السلام بين الفلسطينيين والإسرائيليين.وأسفرت الاشتباكات حتي الآن بين الفلسطينيين وقوات الاحتلال عن استشهاد أربعة وإصابة أكثر من ألف فلسطيني بينهم أطفال. »انتفاضة الحجارة» الأحداث الحالية تتشابه في بداياتها مع ما حدث خلال ال30 عاما الماضية علي مدار 3 انتفاضات للشعب الفلسطيني احتجاجا علي وحشية وهمجية المحتل. كانت البداية في ال8 من ديسمبر عام 1987 حينما اندلعت الانتفاضة الأولي من أجل القدس والتي عرفت باسم »انتفاضة الحجارة» نظرا لاستخدام الحجارة في مواجهة قوات الاحتلال حتي أطلق علي الأطفال المشاركين بها اسم » أطفال الحجارة». وكانت الشرارة التي أشعلت الانتفاضة هي قيام شاحنة إسرائيلية بدهس سيارة لعمال فلسطينيين من مخيم جباليا في قطاع غزة مما أسفر عن استشهاد أربعة منهم، الأمر الذي أثار الغضب في كل أرجاء فلسطين. واستمرت الاشتباكات بين قوات الاحتلال الإسرائيلي والفلسطينيين حتي ابرام إتفاقية أوسلو عام 1993 بين إسرائيل ومنظمة التحرير الفلسطينية، بعد استشهاد أكثر من 1000 فلسطيني ومقتل أكثر من 150 إسرائيليا. » انتفاضة الأقصي» الانتفاضة الثانية والتي عرفت باسم »انتفاضة الأقصي» حيث اندلعت شرارتها هذه المرة عقب اقتحام أرييل شارون باحات المسجد الأقصي وسط حراسة في سبتمبر 2000. وأسفرت المواجهات بين المصلين وجنود الاحتلال عن استشهاد 7 فلسطينيين، لتنتفض فلسطين مرة أخري لنصرة الأقصي. والأمر الذي زاد من حدة الانتفاضة استشهاد الطفل»محمد الدرة» بين أحضان والده بنيران الاحتلال في مشهد أدانه العرب والعالم وخرجت الحشود في كل البلاد العربية تنديدا بوحشية الاحتلال الصيهوني. وتوقفت الانتفاضة الثانية فعليا بعد استشهاد أكثر من 4 آلاف فلسطيني ومقتل أكثر من 1000 إسرائيلي » انتفاضة السكاكين» وبعد 15 عاما من الانتفاضة الثانية، اندلعت في أكتوبر 2015 انتفاضة جديدة للشباب والفتيان في فلسطين وتميزت هذه الانتفاضة بأسلوب جديد ومباغت أربك جنود الاحتلال حيث استخدم الفلسطينيون السكاكين والخناجر في عمليات طعن والتي أسفرت عن مقتل عشرات من جنود قوات الاحتلال وعرفت باسم »انتفاضة السكاكين». وعقب قرار ترامب، ما أشبه اليوم بالبارحة! قد تكون الاراضي المحتلة علي أعتاب انتفاضة رابعة. لأن الأمر يتعلق الآن بهوية وتاريخ القدس العربية التي تحاول إسرائيل تهويدها رغم كل الإدانات والرفض العربي والدولي.