لقي 20 شخصا علي الأقل مصرعهم وأصيب آخرون أمس اثر قصف لقوات الجيش السوري استهدف مناطق في الغوطة الشرقية المحاصرة, آخر معقل للفصائل المعارضة قرب دمشق والمشمول باتفاق خفض التوتر. وقال المرصد السوري لحقوق الانسان إن القصف طال بلدتي مسرابا ومديرا ومدينة دوما», مضيفا أن حصيلة القتلي »مرشحة للارتفاع لوجود عدد كبير من الإصابات الخطيرة». وتعاني الغوطة الشرقية, التي يعيش فيها نحو 400 ألف نسمة, من حصار خانق منذ عام 2013, ما أدي إلي نقص فادح في المواد الغذائية والمستلزمات الطبية. جاء هذا قبل يومين من انطلاق المفاوضات في جنيف بوجود وفد موحد للمعارضة السورية للمرة الأولي, تأمل الأممالمتحدة أن يشكل فرصة لإنجاح هذه المفاوضات التي سبق ان اخفقت في التوصل إلي تسوية. ولم تحقق المحادثات التي ترعاها الأممالمتحدة لحل الأزمة التي تسببت في مقتل أكثر من 340 ألف شخص منذ عام 2011 الكثير خلال سبع جولات سابقة, طغت عليها لاحقا تحركات دبلوماسية منفصلة تقودها روسيا وتركيا وايران. وأعرب موفد الأممالمتحدة إلي سوريا »ستافان دي ميستورا» الذي يصف نفسه بأنه »متفائل دائما» - عن أمله بأن تشكل الجولة الثامنة التي تبدأ الثلاثاء أول »مفاوضات حقيقية». وسيتعين علي طرفي النزاع تجاوز العقبة التي أدت إلي خروج محادثات سابقة عن مسارها وهي مصير الرئيس بشار الأسد. وفي وقت سابق أبلغ دي ميستورا, للهيئة العليا للمفاوضات الممثلة لأطراف واسعة من المعارضة السورية إن مطلبها برحيل الأسد قد لا يكون أمرا ممكنا. وكان الجيش السوري المدعوم عسكريا من روسيا قد تمكن من استعادة أكثر من نصف البلاد في حين تقع باقي المناطق تحت سيطرة إما فصائل المعارضة أو الجهاديين أو قوات كردية. ورعت روسيا وايران حليفتا دمشق, وتركيا التي تدعم فصائل معارضة سورية, مفاوضات جرت في استانا وأثمرت عن إقامة أربع مناطق »خفض توتر» ساعدت في تراجع العنف ميدانيا رغم استمرار القصف الجوي والمعارك في بعض المناطق.