16 ألف أسرة محرومة من مستحقاتها التموينية علي مدار عامين بفعل فاعل. 16 ألف أسرة تعرضت بطاقاتهم الذكية للتلف.. ولم يتمكنوا من استخراج بدل تالف لها أو الحصول علي بطاقات جديدة لمدة عامين وكأن وزارة التموين تعاقبهم علي تلف هذه البطاقات. 16 ألف أسرة تائهة في أروقة ومكاتب وزارة التموين منذ عامين وحتي الآن لم تستطع استخراج بطاقة تموين. 16 ألف أسرة يتردد القائمون عليها علي مكاتب التموين بصورة شبه يومية منذ عامين من أجل »الذكية».. والذكية عصية عليهم. 16 ألف أسرة محرومة من حقوقها التموينية ومن عيش الغلابة. 16 ألف أسرة.. هذا العدد في محافظة واحدة.. فما هو عدد الأسر المحرومة من مستحقاتها التموينية في باقي المحافظات؟! الحصول علي بطاقة تموين ذكية أو حتي غبية أصبح ضربا من ضروب الخيال.. وحلما صعب المنال. التعامل مع موظفي التموين أشبه بالعقاب أو الذنب.. تخيل انك علي مدار عامين تتردد علي مكاتب التموين من أجل الحصول علي بطاقة تموين ذكية.. وتقابل كل مرة بجملة »فوت علينا بكرة».. »السستم عطلان». الموظفون لايبالون ولايهتمون بمصالح المواطنين خاصة الغلابة منهم. الموظفون لانافع معاهم قانون جديد للوظيفة ولاقديم ولاحتي يستجيبون للقرارات الوزارية.. يضربون بكل شيء عرض الحائط. وهنا يأتي السؤال هل الموظفون هم المتقاعسون.. أم ان المسئولين يصدرون قرارات لاحراجهم.. ولايتعرضون للاسباب الحقيقية التي تعرقل إصدار هذه البطاقات. في 13 ابريل الماضي أصدر د. علي المصيلحي وزير التموين قرارا باستخراج بدل التالف أو الفاقد للبطاقات التموينية الذكية خلال 15 يوما من تقديم الطلب. ورغم ذلك هناك آلاف الاسر لاتستطيع الحصول علي بطاقة تموين.. وكأن القرار لم يصل إلي الموظفين.. ومازال في درج مكتب السيد الوزير.. أو أن الموظفين اصبحوا أقوي من الوزير لاينفذون قراره؟! البيروقراطية تجسدت في صورها عند موظفي التموين.. تحولت لغول ينهش في جسد المواطن الغلبان.. تقف حائلا امام تحقيق حلم البسطاء في الحصول علي حقوقهم.. وجملة »فوت علينا بكرة» عادت بكل قوتها لتضرب الحقوق وتصفع بها جانباً. 16 ألف أسرة نموذج للمحرومين من جنة التموين.. فهناك آلاف الأسر علي مستوي الجمهورية محرومة من بطاقة التموين الذكية بفعل فاعل.. هناك من لايستطيع استخراج بدل تالف أو فاقد.. وهناك من لايستطيع تحديث بياناته أو ينقي بطاقته التموينية. هذا يرجع إلي قصور في تطبيق منظومة إصدار البطاقات الذكية.. فمن المسئول عن هذا؟ علي الطامع في الحصول علي بطاقة تموين ذكية ان يعلم جيداً انه ذاهب في رحلة عذاب داخل دهاليز وزارة التموين ومكاتبها بالمحافظات. رحلة قد تستمر لسنوات.. علي المواطن ان يستعد جيدا لهذه الرحلة الشاقة.. ويستعد لها نفسيا وماليا.. ويحضر نفسه علي انه في الغالب سوف تنتهي الرحلة بالفشل. ياسادة نحن في عام 2017.. ولا نستطيع حتي الآن استخراج بطاقات التموين بسهولة ويسر.. كنت اتصور أنه الآن يتم استخراجها من المنزل. اذا كنا لانستطيع ذلك.. فهل هناك أمل؟! لابد من وضع حد لهذه البيروقراطية العقيمة التي أعادتها لنا تقاعس المسئولين عن القيام بدورهم.. والتي تزيد علي كاهل المواطن الهموم. اذا كنا نعمل من اجل مستقبل افضل.. لابد من ثورة علي البيروقراطية وتوابعها.. لابد من تحرك سريع لمجلس الوزراء لحل هذه المأساة التي تزداد تعقيدا يوما وراء يوم. فبدلا من استخراج البطاقة وانت في المنزل، تتفرغ وتحصل علي اجازة لاستخراجها وياعالم!!