لا تزال حالة الغضب تسيطر على ملايين المصريين المحرومين من استخراج بطاقة تموين، نظراً لرحلة المعاناة التى لا تنتهى لمجرد التفكير فى استخراج بطاقة جديدة أو بدل فاقد أو إضافة مواليد جدد. وزارة التموين تركت الحبل على الغارب للشركات الثلاثة التى تنتج البطاقات حصرياً، بل وسلمت الوزارة المواطنين إلى الشركات "تسليم مفتاح"، وكأنها تريد تعذيبهم بعد أن أصبح المواطن ضحية روتين متعمد وعقيم، وابتزاز واضح. ورغم هذا كله تكون النتيجة �صفر�. �الوفد� تواصل فتح ملف تعذيب المواطنين أمام مكاتب التموين والشركات المحظوظة. سوهاج.. 164 ألفاً يعيشون الحرمان � سوهاج - محمد أبوخضرة: حالة من العذاب يعيشها 164 ألف مواطن بسوهاج بسبب حرمانهم من الحصول على السلع التموينية المقررة لهم من وزارة التموين بعد عودتهم من السفر فى الخارج.. ورغم تردد هؤلاء على مكاتب التموين لإدراجهم فى البطاقات التموينية ولكن البيروقراطية كانت أقوى من حصول هؤلاء على حقوقهم. محمد أحمد، أحد المواطنين، قال: بالرغم من عودتى من خارج البلاد منذ أكثر من 5 سنوات واستقرارى، إلا أننى ما زلت محروماً من الحصول على السلع التموينية، وتقدمت أكثر من مرة بجميع المستندات الدالة على عودتى واستقرارى بعملى الأصلى داخل سوهاج، إلا أن المديرية ترفض بسبب قيام وزارة التنمية الإدارية بحذف الاسم، معللين ذلك بأن قرار الإدراج لمن تم حذفه يحتاج موافقة الوزير نفسه. ويضيف حسن إبراهيم قائلاً إن الشخص المخصوم من البطاقة التموينية لسفره خارج البلاد وأدرج ببطاقة والده التموينية كغير مستفيد للسلع التموينية يستفيد بالخبز المدعم أو الدقيق فقط ولا يمكنه استخراج بطاقة تموينية جديدة سواء له أو لأى من أفراد أسرته وهذا فى حد ذاته ظلم، فما ذنب أفراد أسرته حتى لا يمكن لهم استخراج بطاقات تموينية. وأكد أحمد صلاح: سافرت لخارج مصر لتحسين دخلى وبعد مرور 5 أعوام على سفرى فوجئت بأنه تم خصم اسمى من السلع التموينية، فذهبت بجميع المستندات والأوراق التى تؤكد عودتى من السفر وإقامتى إقامة كاملة داخل مصر إلا أن طلبى قوبل بالرفض بسبب خصمى من قبل وزارة التنمية الإدارية. والمشكلة يعانى منها الآلاف من أبناء سوهاج العائدين من السفر وتحتاج هذه المشكلة لتدخل الوزير لإصدار قرار بضرورة إدراج جميع من تم خصمهم من البطاقات التموينية بعد تقديم المستندات الدالة على ذلك. � القليوبية..الأهالى أصيبوا بالضغط.. وفقدوا الأمل � سامح عِوَض بلغ الغضب مداه فى القليوبية، وأصاب البسطاء الإحباط وانتابتهم حالة من اليأس بسبب العذاب الذى يعانيه المواطن فى استخراج البطاقة التموينية سواء كان لأول مرة أو استخراج بدل تالف، ففى كلا الحالتين يذوق المواطن الأمرين بسبب المعوقات التى وضعتها الحكومة أمام الفقراء والبسطاء من المواطنين، منذ بدء تسليم الأوراق المطلوبة لاستخراج بطاقة التموين. ولم تكتف وزارة التموين بالعناء والعذاب الذى يتكبده هؤلاء عند استخراج الأوراق، بل هى بداية مسلسل طويل من �المرمطة� بين مكتب التموين والشركة المحظوظة ورغم رحلة المعاناة التى تذهب معها كرامة المواطن البسيط لمطالبته بأبسط حقوقه، إلا أنه لا يحصل على شىء فى النهاية إلا بعد مرور العديد من الشهور وربما السنين فى انتظار إنهاء المأساة قبل أن يقتله اليأس ويفترسه الإحباط والروتين ويلزم مسكنه. والغريب أن القيمة المقررة للفرد فى التموين جنيهات معدودة، والأغرب أن وزارة التموين أعطت الشركة المنتجة للكارت الحق فى مشاركة كل مستفيد من التموين بفرض رسوم على كل مرة تستعمل فيها البطاقة علاوة على إهدائها بيانات المصريين، وأكد جمال السيد وكيل التموين بالقليوبية أنه تم استخراج مليون وخمسين بطاقة تموينية حتى الآن لأهالى المحافظة وكل من ينطبق عليه شروط المنظومة يتقدم لاستخراج البطاقة التموينية، وأكد بعض تجار السلع التموينية، طلبوا عدم ذكر أسمائهم، أن المواطن عند استخراج البطاقة التموينية يستغرق مدة تتجاوز شهرين من الشركة كما أن الوزارة لم تمنحه خطاباً لصرف حصته لحين استخراج البطاقة وهنا يتهم المواطن التاجر بأنه سلب حقه فى حين أن التاجر برىء. يقول محمد سيد، من شبلنجة: أسرتى 6 أفراد حاولت استخراج بطاقة تموين وبعد دورة من الكعب الداير بين استخراج الأوراق والذهاب إلى البريد والتموين لم أحصل على شىء غير أننى أصبت بالضغط وفقدت الأمل. أسوان..300 ألف ينتظرون البطاقة � أسوان - أحمد الزيات: تواصلت أزمة المقررات التموينية فى أسوان، واختفت السلع لدى البقالين التموينيين بسبب عدم وصول المقررات المخصصة والسلع. وأكد عدد من المواطنين أنهم لم يتسلموا حصصهم من المقررات التموينية لعدم وصولها من الأساس، مشيرين إلى أن البقالين التموينيين أغلقوا المحال لعدم وجود السلع. فيما أكد البقالون أن الحكومة ألغت التموين بالمنظومة الجديدة فى الصرف، التى تم تطبيقها بعد أن حددت 15 جنيهًا لكل فرد لصرف مقرراته، لكنها لا تريد أن تعترف بالحقيقة للمواطنين، حسب قولهم. وقالوا إن الحكومة تركت البقالين فى مواجهة المواطنين، نظرًا لعدم توافر السلع فى حين يتهم المواطنون البقالين بسرقة المقررات. ومن ناحية أخرى، أكد حسام العربى وكيل وزارة التموين بأسوان أن صرف السلع التموينية فى محافظة أسوان ليس بها مشاكل، ويبلغ عدد المستفيدين من البطاقة التموينية مليوناً و231 ألفاً و104 مواطنين، حيث يبلغ عدد المواطنين الحاصلين على بطاقة التموين 351 ألفاً و497 مواطناً تنطبق عليهم شروط الحصول على البطاقة التموينية وقال إن عدد بقالى التموين يبلغ 609 بقالين تموينيين على مستوى المحافظة. وأضاف �العربى� أن محافظ أسوان وافق على تخصيص 5 قطع أراض بمراكز المحافظة لإنشاء مجمعات متطورة تابعة للشركة القابضة للسلع الغذائية، وذلك فى إطار خطة الوزارة للتيسير على المواطنين فى الحصول على المقررات التموينية وأضاف �العربى� أنه يوجد حالياً 24 مجمعاً تابعاً للشركة القابضة للسلع الغذائية و18 منفذاً تابعاً للقوات المسلحة و10 منافذ تابعة لوزارة الداخلية و6 معارض للقطاع الخاص. كفر الشيخ.. �إفت� تتلاعب ب25 ألف فقير � كفر الشيخ - أشرف الحداد: تعيش الفئات الأولى بالرعاية من مستحقى الدعم التموينى بكفر الشيخ، رحلة عذاب يومية، خاصة المتقدمين للحصول على البطاقات الذكية والذين يصل عددهم أكثر من 25 ألف مستحق، سواء كانوا ممن تقدموا للإدارات التموينية بالمحافظة لاستخراج بطاقات جديدة أو ممن تقدموا لإضافة المواليد. أكدت مصادر أن السبب الرئيسى وراء تلك الأزمة، هو تقاعس شركة تكنولوجيا ومعلومات الطيران �إفت� المختصة فى استخراج البطاقات الذكية، بعدم التزامها بالدورة المستندية بإصدار البطاقات، والمقرر لها 3 أسابيع من تاريخ إدخال بيانات البطاقات الذكية على النظام الإلكترونى. وأضافت المصادر أن شركة �إفت� تتقاضى مبالغ مالية من المواطنين عن طريق الحوالات البريدية بقيمة 20 جنيهاً عن كل بطاقة، أملاً فى استخراج البطاقات الذكية بدل تالف أو فاقد، إلا أن الشركة تعدم المستندات الخاصة بالمواطنين أو تلقيها فى سلة المهملات أو تتجاهلها، ويظل المواطن يتردد على الشركة شهوراً عديدة للسؤال عن بطاقتة دون جدوى بعد تكبده حوالات متعددة تصب فى صالح الشركة، أما البطاقات الجديدة التى لا تحصل الشركة منها على أى مبالغ، تتقاعس فى استخراجها، فضلاً عن مديونية وزارة التموين للشركة بمبالغ كبيرة، ما أدى إلى وقوع الأولى بالرعاية ضحية بين الطرفين. وأشارت المصادر إلى أن هناك إهدار مليارات الجنيهات بسبب إصدار الشركة بطاقات متكررة لشخص واحد، ما أدى إلى ازدواج الصرف، وهذه الكارثة ترجع لابتزاز الشركة للمواطنين فى سداد أكثر من حوالة بريدية لشخص واحد لاستخراج البطاقة دون جدوى. فى حين تم إدراج 25 ألف مستحق للدعم فى قائمة الانتظار منذ أكثر من عامين، دون بطاقات ذكية أو ورقية، وتعرف باسم الفصل الاجتماعى والمستجدين. وأوضحت المصادر إلى أن مشاكل البطاقات الذكية لا تعد ولا تحصى، وعلى سبيل المثال لا الحصر، ضم البطاقات للموتى والمسافرين وهم أفراد لا يستحقون الدعم، والبعض الآخر انفصل ببطاقات مستقلة عن بطاقات أسرهم بسبب الزواج، وحتى الآن لم تنقح تلك البطاقات، بالرغم من أن أعدادهم تصل إلى الآلاف، ما يهدر على الدولة ملايين الجنيهات، كما أنه تم حرمان من يحمل بطاقة ورقية منذ أعوام من نقاط الخبز، وكله بسبب تأخر وتعمد الشركة المختصة فى إصدار البطاقات الذكية. كما أكد أحد البدالين التموينيين بالمحافظة، فضل عدم ذكر اسمه، أن شركة إصدار البطاقات الذكية، تنتج أردأ أنواع البطاقات، الأمر الذى يعجل من إتلافها، فضلاً عن إهدار أموال المواطنين وضياع الدعم عليهم وعذابهم شهور حتى يستخرجوا بدل تالف. ومن جانبه، أكد المحاسب عماد حبيب وكيل وزارة التموين بكفر الشيخ، أنه بالنسبة لتنقيح البطاقات الذكية من الأسماء المدرجة غير القانونية لعدد الأفراد مثل الوفاة والسفر للخارج أو تكرار الاسم فى أكثر من بطاقة، فقد تم استيفاء استمارات البيانات الحقيقية مشفعة بالمستندات من قبل أصحاب البطاقات وسلمت للبدالين التموينيين، الذين قاموا بدورهم بتسليمها إلى الإدارات التموينية المختصة، ومن ثم إرسالها إلى الإنتاج الحربى، وذلك لتنقية هذه البطاقات من أى زيادات فى الأفراد، بحيث يكون العدد بالبطاقة هو عدد الأفراد الحقيقى، ما يمنع تكرار الدعم والذى سيسهم فى استيعاب أعداد من المواليد التى لم تضف، متمنياً أن يتم تنفيذ ذلك فى القريب العاجل. وأشار �حبيب� إلى أن هناك بعض المشكلات التى تقابل المواطنين الذين يحملون بطاقات ذكية، مثل عدم تنشيط البطاقات أو قائمة سوداء، وغالباً ما يتم التنسيق مع الشركة المنتجة للكروت الذكية لحل هذه المشاكل، ويجرى التنسيق حالياً مع الشركة لوجود مراكز خدمة فى كل مكاتب التموين بمراكز ومدن المحافظة، لحل المشاكل فى أسرع وقت ممكن، تنفيذاً لتعليمات الوزارة، وحرصاً من التموين للتيسير على المواطنين وتحاول الشركة فى كفر الشيخ توفير عمالة وأجهزة لذلك. كما أنه يتم التواصل مع شركة البطاقات، لتوفير خدمة الإنترنت فى جميع المكاتب التموينية لتسهيل إدخال بيانات البطاقات على النظام، ما سوف يسهم فى سرعة حل أى مشكلة. وتابع �حبيب� أنه تم التنبيه على كافة الإدارات التموينية والمكاتب باستخدام جميع الصلاحيات الموجودة لديهم للتسهيل على المواطنين وحل أى مشاكل تواجههم. مشيراً إلى أن المديرية فى تواصل دائم مع المسئولين فى وزارة التموين، والشركة المنفذة للبطاقات، للانتهاء من طبع البطاقات والالتزام بالدورة المستندية، كما لفت وكيل الوزارة، إلى أنه يوجد حالياً سرعة فى طبع البطاقات، مؤكداً إنه قد تم استلام 11 ألفاً و654 بطاقة منذ أيام عبارة عن بدل تالف وفاقد، ويجرى تسليمها لأصحابها.