أعلن د. محمد مختار جمعة وزير الأوقاف، أنه تقرر حظر بناء المساجد إلا بترخيص رسمي من الوزارة، شريطة أن تكون مساجد جامعة لدور تحفيظ القرآن الكريم ومستوصفات طبية وحضانة للأطفال لتقديم خدمة مجتمعية حقيقية، مشيرا إلي أنه لن يسمح ببناء المساجد الصغيرة المعروفة ب”الزوايا” والتي لا تخضع لإشراف الوزارة وتكون مقرا لممارسة الأنشطة غير الشرعية. معللا ذلك بأن “الزوايا” استغلت خلال العقود الماضية، إما لتعيين عمال بها، أو بعضها استخدمته الجماعات الإرهابية لتجنيد الأطفال لنشر الأفكار المتطرفة. التقت “الأخبار” بالشيخ جابر طايع رئيس القطاع الديني بالأوقاف للوقوف علي خلفية القرار وآلية التنفيذ وأكد أنه لن يسمح ببناء الزوايا بعد اليوم، مشيرا إلي أن الزوايا الموجودة حاليا سيقتصر دورها علي أداء الصلوات فقط، أما الدروس الدينية، وتحفيظ القرآن فسيكون مقصورا علي المسجد الجامع. وأضاف طايع أن وزير الأوقاف طالب المحافظين بعدم السماح بأي ترخيص بناء لزوايا والترخيص فقط للمسجد الجامع، موضحا أنه تم إعداد برنامج “الإمام المجدد” وذلك لتخريج أئمة متميزين عصريين من حيث العلم والكفاءة ولديهم الإمكانيات لمواكبة التطورات العلمية الحديثة، وتعيينهم بالمساجد الكبري المنتشرة بربوع الجمهورية بحيث يكون بكل مسجد إمام كفء يستطيع التعامل مع المواطنين ويكون لديه القدرة علي توضيح وإيصال المعلومة للمستمعين كما سيتم إيفادهم للبعثات لدول العالم لنشر تعاليم الإسلام بصورته السمحة، كما تم إعداد مكتبة إلكترونية تحتوي علي مطبوعات تجيب علي جميع التساؤلات التي تشغل بال المواطنين وذلك في محاولة جادة لمواجهة الفكر المتطرف. وأوضح رئيس القطاع الديني أن الوزارة نجحت خلال الفترة الماضية في السيطرة علي جميع المساجد والزوايا علي مستوي الجمهورية مؤكدا أن الوزارة بالتنسيق مع المديريات في المحافظات استطاعت حصر جميع الزوايا المنتشرة بالمدن والقري ووضعها تحت الملاحظة والتفتيش من قبل مديري الإدارات للوقوف علي الأنشطة الدعوية بها مؤكدا أنه تم قصر أداء الصلوات الخمس بها فقط وعدم إقامة صلاة الجمعة بها باستثناء المصرح لها من الوزارة لعدة أسباب أهمها بعد المسجد الجامع عن الحي السكني أو المنطقة السكنية وأن جميع من بها خطباء وأئمة من الأوقاف. من جانبه أشاد د. محمد الشحات الجندي عضو مجمع البحوث الإسلامية بقرار وزير الأوقاف مؤكدا أن وزارة الاوقاف نجحت بشكل كبير في القضاء علي منابع الفكر المتطرف من خلال حزمة من القرارات المتعاقبة. وأضاف الجندي أن قرار الوزير بعدم بناء المسجد إلا بشروط معينة تحددها الوزارة سيساهم بشكل كبير في تقليل انتشار الزوايا والمساجد التي انتشرت بشكل سريع في جميع المحافظات وسيكون لها مردود كبير في محاربة الفكر المتطرف و ضمانًا لقيامها مع المساجد بأداء رسالتها في نشر الدعوة الإسلامية علي الوجه الصحيح، تلافيا لاستغلال الفقر والجهل للبسطاء من أصحاب التيارات المتشددة، ولتحقيق نقاء المادة العلمية للخطباء والوعاظ بما يحفظ للتوجيه الديني السليم أثره في نفوس الكافة، وللقضاء علي جميع البدع والخرافات وحماية النشء. أما د. عبد الله النجار من كبار علماء الأزهر الشريف فقد أكد ان د. محمد مختار جمعة يواصل كفاحه الدؤوب في تجفيف منابع الإرهاب منذ توليه حقيبة وزارة الاوقاف وحقيقة قراره بمنع إقامة الزوايا نهائيا أو بناء المسجد إلا بمواصفات محددة قرار جريء يحد بشكل كبير من العشوائية التي شهدتها مصر خلال الفترة الماضية في عملية إنشاء المساجد.. وتابع النجار: الزوايا بشكل عام لا شك أنها ملاذ آمن للجماعات المتشددة والمتطرفة في نشر سمومها بين الأطفال والشباب وهذا القرار يعد تدعيما للتوجه الديني الصحيح للبلاد واحتراما لقدسية المنبر، كما أن القرار لا يخالف مبادئ الشريعة الإسلامية بل يتفق مع مقاصدها الشرعية، فالصلاة جماعة تؤدي إلي اتفاق المسلمين.