مع تزايد التجاوزات في الأعمال الدرامية أصبح الجميع يبحث عن دور الرقابة علي المصنفات الفنية فيما يعرض ليظهر مصطلح جديد وهو »التصنيف العمري» الذي يحدد عمر المشاهد ومن ينبغي ان يشاهد هذه الأعمال والذي بدأت الرقابة تطبيقه مع الاعمال الدرامية التي عرضت في رمضان الماضي ليصبح هناك تساؤل عن جدوي تطبيق التصنيف العمري وهل سيكون بديلا لدور الرقابه؟.. مصطفي محرم : صعب تطبيقه.. محمد ياسين : بديلا عن مقص الرقيب يقول د.خالد عبد الجليل رئيس الرقابة علي المصنفات الفنية ان التصنيف العمري جاء تطبيقه بقرار وزاري من وزير الثقافه ليكون بديلا لسياسة الحذف والتدخل في المحتوي وتم تحديد 3 مستويات للتصنيف العمري فوق 12 سنة وفوق 16 سنة وفوق 18 سنة واضاف اننا نعمل في هذا التصنيف وفق 9 مؤشرات فلا يتم التحديد طبقا لما يرتبط بالعنف والجنس فقط بل يمتد إلي ما يشمل التيمة والسلوك المحاكي.. وأشار إلي أن التصنيف العمري ما هو إلا أداة من أدوات الرقابة لكنها تعطي مساحة أكبر من الحرية..وأضاف أن تطبيق التصنيف العمري مسئولية القنوات ويجب أن يكون هناك وقفة جادة من جانب المنطقة الحرة مع من يخالف ذلك ويعرض الاعمال بدون هذا التصنيف كما يوجد دور كبير علي الأسر في متابعة أبنائهم وتحديد الاعمال المناسبة لأعمارهم. واكد د.أحمد عواض رئيس صندوق التنمية الثقافية ورئيس الرقابة علي المصنفات الفنية الاسبق لايمكن أن يكون التصنيف العمري بديلا لدور الرقابة لأن هذا التصنيف يتم بواسطة مسئولي الرقابة.. فالتصنيف العمري يمنح الاعمال الفنيه قدرا كبير من الحرية ولكن هذه الحريه تكون في اطار القانون الذي يوجد به بعض المحظورات والتي يجب أن تنظمها الرقابه قبل أن يتم تصنيف العمل حسب العمر فلن يتم ترك الاعمال تعرض كما هي بالتصنيف العمري فقط..وأضاف أن التصنيف يخضع لعدد من المعايير وضعها مجموعة من المتخصصين ورؤساء الرقابة السابقين وكنت واحدا منهم ولقد نقل التصنيف العمري جزءا كبيرا من مسئولية الرقابة للمجتمع..وأصبح المجتمع يتحمل جزءا كبيرا في الرقابة علي ما يتم عرضه وبامكانه منع أطفاله أو من هم أقل من الشريحة التي يتم التنويه عنها من مشاهدة ما يعرض بمجرد أن يشاهد اشارة التصنيف العمري. كما أكد جمال شوقي رئيس لجنة الشكاوي بالمجلس الأعلي لتنظيم الإعلام أن التصنيف العمري لا يلغي دور الرقابة ولكنه يعد اداة ارشادية للفئات العمرية الموجه إليها العمل الدرامي وأشار إلي أن دور المجلس هو المتابعة والرصد للمخالفات وإصدار توصيات للجهات المعنية ويرفض المجلس أن يكون أداة ضد المبدعين والمفكرين ويحرص علي اتاحة قدر أكبر من الحرية وذلك في إطار ما ينص عليه القانون وأن يكون العمل الدرامي متسق مع عادات وتقاليد المجتمع ولا يسئ إليه وذلك طبقاً للقواعد والمعاير الدوليه دون أن تكون الرقابة »كرباج» أو عنصر ضغط علي أي مبدع بما يحد من ابداعه وهو ما نرفضه بكل تأكيد. وأشار السيناريست مصطفي محرم أن التصنيف العمري من الصعب تطبيقه في مصر في الوقت الحالي وسيحتاج لوقت كبير حتي يأتي بثماره كما يحدث في بلد مثل امريكا مثلا..لذلك لابد أن يكون هناك دورا للرقابه ولكن في حدود المسموح ولا تكون الرقابه من أجل الرقابه فقط والتضييق علي المبدعين ففي أمريكا الوضع أكثر تنظيما ففي الصباح تعرض أعمال تخص ريات البيوت البيت سواء برامج طبخ وماشابه ووقت الظهيرة وهي وقت عوده الاولاد من المدارس يتم عرض برامج الاطفال وفي السهره تعرض المسلسلات التي يوجد بها محازير سواء سياسيه أو جنسيه أو ماشابه بحيث يتم عرضها في وقت يضمن أن يكون بعيدا عن تواجد الأطفال..أما في مصر فكل الأعمال تعرض في توقيت واحد والطفل يشاهد الأعمال مع والده ووالدته ويصبح التصنيف العمري مجرد لوجو لاقيمه له.. فقبل التصنيف العمري نحتاج مراجعة القنوات وتغيير فكر الناس وتوعيتهم بدورهم تجاه أبنائهم وما يشاهدونه. وأوضح المخرج محمد ياسين أنه أول من طبق التصنيف العمري في أعماله مسلسل »موجة حارة» الذي عرض منذ 4 سنوات وقال طالبت كثيرا أن يكون تصنيف الأعمال الدرامية والسينمائية حسب العمر بديلا لمقص الرقيب في الحدود المسموحة فأنا مع فكرة التصنيف العمري قلبا وقالبا وأراها تعطي للمبدع حقه وتطمئنه أن جهده وفنه لن يكون عرضة لمقص الرقيب كما تعطي حرية للمشاهد في إختيار الاعمال حسب قناعاته..وأظن أن التصنيف العمري سوف يعطي مساحة للحرية والإبداع أكثر من ذي قبل وأتمني ان يكون هناك ضوابط حاكمة للتصنيف العمري وأن تحدد هذه الضوابط علي أساس تصنيف هذا العمل لاقل من 16 سنة وهذا لاكثر من 18 وهكذا..وأن يكون هناك ميثاق شرف يلزم القنوات الفضائية بالتصنيف العمري وأن يلتزموا بعدم إخضاع الاعمال الفنية لرقابتهم قبل عرضها فلا أفهم معني أن تضع الرقابة تصنيفا عمريا علي عمل وهذا يعني أنها اجازت ما به وتأتي قناة لتقوم بالحذف من العمل بعد اخضاعه لرقابتها.. وأكد ياسين أن العبء الأكبر سيقع علي الاسرة فهي مسئولة عن تطبيق هذا التصنيف وتوجيه أولادها وأظن أنه عام بعد عام سيصاب الجمهور بنوع من التعود ويصبح التصنيف العمري إلزاميا ويتم تطبيقه بدون أي مجهود بمجرد أن يشاهد الجمهور علامة التصنيف العمري.