الدكتور خالد عبدالجليل رئيس الرقابة علي المصنفات الفنية، وهو المسئول عن مركز السينما وهو نفسه الرقيب، يُطلق علي نفسه لقب جنرال الرقابة، لأنه أعاد هيكلة جهاز الرقابة بفترة ليست ببعيدة، ويحكمها بيد من حديد حسب تعبيراته، لكن ما حال الرقابة علي المصنفات الفنية في عهده، وماذا قال في هذا الحوار.. بادرني قائلا: التصنيف العمري هو فلسفة متبعة في العالم كله لا ضد فكرة المنع أو القطع من الأفلام بمعني أنهم طوال الوقت يحاولون أن يوصلوا الفيلم أو المادة السمعية البصرية إلي من يستطيع أن يستوعبها أو يتلقاها. • سألناه متي يعمل مقص الرقابة وكيف يتحرر المبدع من قيود الرقابة؟ نقوم باستخدام مقص الرقابة للقطع من الأفلام أو منع بعض الأفلام إما أنها لا تليق بالنشر أو يوجد بها لقطات سياسية أو لقطات ضد مصالح الدولة العليا تحذف والتصنيف العمري يوجد منذ فترة زمنية كبيرة جدا في العالم كله، وعندما بدأنا في تطبيقه في مصر أعطي مساحة من الحرية والإبداع بمعني أنه يتحول الرقيب من مخبر يبحث عن اللقطات التي يريد أن يقطعها إلي شرطي مرور يمرر الأفلام إلي الجمهور الذي يستطيع أن يشاهده والتصنيف العمري له مجموعة من المؤشرات منها العنف، الجنس، العري، القبلات، التعصب، السلوك المحاكي، وهذه المؤشرات تتصاعد في مستوي هرمي مع تصاعد السن والعرض العام يكون لا عري لا جنس لا قبلات والتيمة بسيطة، ولا يوجد تيمة إشكالية وإذا تصاعد أي مؤشر من هذه المؤشرات فإنه يدخل في تصنيف عمري معين فيبدأ الإرشاد العائلي وهو +15 أو +18. المعايير التي ينطبق عليها تحديد سن المشاهدين؟ - التصنيف العمري مجرد توجيه إرشادي من الدولة إلي الأسرة والفاعل الأساسي في التصنيف العمري هو الأسرة نفسها ومعني وضع +18 أو 12 يعني أنه لا يُسمح بمشاهدة الأطفال لهذا الفيلم أو المسلسل وفي دور العرض السينمائي عندما يكتب إرشادا عائليا (+8ا و +12) يعني أنه إذا أردت كأب أن أولادك تحت السن المسموح به أن يدخلوا العرض ف »أهلا وسهلا» لكنك مسؤول عما يشاهدونه ولكن عند كتابة +16 يعني أنه غير مسموح بدخول أطفال تحت ال16. هل أنت مع إلغاء الرقابة أم وجودها؟ - عدم تطبيق التصنيف العمري في مصر لفترات طويلة تسبب في كارثة إفساد الذوق العام لأن عدم التطبيق جعل كل الأفلام إما أن يقطع منها أجزاء وتعرض بعدها مثل بعض الأفلام التجارية الشعبية التي يوجد بها نوع من السلوك المحاكي المنتشرة تجعل الأطفال في الأحياء الشعبية أو متوسطة الثقافة أو المراهقين يقلدون أبطال هذه الأفلام أو المسلسلات وبالتالي تصنع كارثة أخلاقية لأن تركيبة هذه الأفلام بما فيها من عنف أو من دم أو ألفاظ تصنع ما يسمي بالسلوك المحاكي الذي يحاكيه النشء أو المراهق وبالتالي هذا النشء أو المراهق يمارس هذه السلوكيات في الشارع، والأزمة ليست في منع الفيلم ولكن الأزمة تكمن في السلعة التي يتوجب عدم مشاهدتها للنشء، وكانت الأزمة التي تواجه رئيس التفتيش ليست أن دور العرض غير منتظمة بالتصنيف العمري ولكنها كانت تقتصر علي الجمهور المصمم علي دخول هذه الأفلام وعدم الالتزام بالتصنيف العمري. نحن لسنا مجتمعا مغلقا ولكننا مجتمع واعٍ مثقف ومتحضر ومحترم وبلد عريق في الثقافة وعريق في الإبداع له أخلاقه وله تقاليده ويجب ألا نمنع الإبداع ولكن الإبداع يوجه لمن يستطيع أن يعيه بمعني أن الافلام التي تحوي قدرا من العنف أو الجنس أو الألفاظ يذهب إلي المتفرج مثلا +16 لأنه أصبح لديه قدرة علي الاختيار ولكنه من حقه الدخول، والتصنيف العمري هو مساعدة للمبدعين أن إبداعهم يخرج للناس بمعني عدم قطع المشاهد التي تحتوي ألفاظا أو مشاهد بها عنف أو تيمة مزعجة أو يحتوي علي تيمة إشكالية صعبة واستخدام معني التصنيف العمري هو المعني الكامل للإبداع مثل فيلم »مولانا» و»اشتباك»، إذن التصنيف العمري هو أداة من أدوات الحفاظ علي الإبداع، والرقابة موجودة في معظم دول العالم، بعض البلاد تمارسها عبر وزارات الثقافة وبلدان أخري تكون تابعة لجمعيات سينمائية مشهرة هي التي تضع التصنيف العمري. ما دور الرقابة تجاه بعض الكليبات علي اليوتيوب؟ - كجهاز الرقابة ليس له علاقة بالكليبات علي اليوتيوب ليس لها أي سلطة عليها ولا يجب أن توجه كل الرؤي والأسهم باتجاه المنع. كيف يتحرر المبدع من قيود الرقابة؟ - المنع ليس أداة لأي شيء غير زيادة الإقبال عليها لأن »الممنوع مرغوب» لأن كثيرا من الأفلام التي تعلن أن الفيلم منع من الرقابة أو حذف منه مشاهد هي أفلام لم يمسها الرقيب ولكنها تعتبر دعاية لها وبعض البضائع التي يطلق عليها أفلام بيصنع حولها نوع من الدعايا مرتبطة بتسريب أخبار كاذبة عن الحذف او المنع فقط للدعاية لها للحصول علي عدد أكبر من المشاهدين. والبعض يقول أنه ليس في الفيلم أو المسلسل +18 ما يحتاج أن يكون فوق ال 18 فيكون موضوع العمل نفسه لا يصح أن يستوعبه الأطفال مثل التجسس، وقد أيدني بطل عرض حارة اليهود إياد نصار أن العمل فعلا لا يليق بالمراهقين أو الاطفال. هل وضعت +18 علي كل الأفلام بعد فيلم حلاوة روح منعا لحدوث أزمات أخري مع الرقابة ؟ - عندما حدثت أزمة حلاوة روح حدث اجتماع في مجلس الوزراء بحضور رئيس الوزراء حينذاك إبراهيم محلب وكان حينذاك وزير الثقافه صابر عرب وتقدم باقتراح علي كل الموجودين تحويل الرقابة إلي جهاز للملكية الفكرية والتصنيف العمري وتمت الموافقة من وزير الثقافة حينذاك وبدأ بالعمل علي المشروع عبر فترة ولاية الدكتور جابر عصفور لوزارة الثقافة وبدأ التطبيق الفعلي للرقابة في وجود حلمي النمنم وفي إعادة هيكلة الرقابة وبدأت بالتصنيف العمري وبعدها مجالات أخري مرتبطة بتكوين مجلس استشاري من العلماء والمتخصصين في علم الاجتماع وعلم الاقتصاد والسياسة والمرأة والطفولة بالإضافة إلي وحدة تدريب الرقباء وتقوية مهاراتهم علي قراءة الواقع وفي نفس الوقت عمل وحدة للدراسات السياسية والاجتماعية والاقتصادية التي ستنشئ التطلعات والتحولات الموجوة في الواقع اليومي وتغير ذوق الجمهور وترفعها إلي المجلس الاستشاري حتي يطور من هذه التصنيفات. هل واجهت مشاكل أخري بعد أزمة فيلم حلاوة روح؟ - كانت هناك مشكلة بسبب عرض فيلم »18 يوم» الذي أنتج في 2011 وهذا الفيلم لم يدخل الرقابة حتي يحصل علي تصريح رقابة وكانت هناك أقاويل إنه تم منع الفيلم من العرض وهذا لم يحدث علي الإطلاق لأنه لم يدخل الرقابة من الأساس. هل الرقابة مسؤولة عن الدراما التليفزيونية؟ - أكد الدكتور خالد عبد الجليل أن الرقابة مسؤولة عن الرقابة التليفزيونية وأنه في عام 2014 صدر قرار وزاري بالتصنيف العمري للمسلسلات نفسها وأن المسلسلات كلها تخضع للرقابة ولكن أزمة مراقبة المسلسلات ليست لها علاقة بالرقابة ولكن لها علاقة بطبيعة العملية الإنتاجية لمسلسلات رمضان وتبدأ الرقابة بمشاهدة المسلسلات قبل رمضان بعشرة أيام فقط فتكون النتيجة هي مشاهدة أربع أو خمس حلقات كاملة ويضعون تصنيفا عمريا وباقي الحلقات يشاهدون المادة المصورة لها بشكل عابر فلا يعقل أن الرقابة ستشاهد كل الحلقات يوميا حتي تبث في اليوم التالي »هذا غير منطقي علي الإطلاق»، فالمشكلة في العملية الإنتاجية وليست في الرقابة وجميع من يتهمون الرقابة ب»فين الرقابة من مسلسلات رمضان يسألوا الأول فين العملية الإنتاجية ويشوفوا الأول كيف تتم العملية الإنتاجية»، والمنع في حد ذاته لأي مسلسل مباع سواء لمحطات دولية أو عربية سيكون إساءة لمصر بلد الثقافة والحضارة لا تمنع شيئا. هل تتخذ الرقابة موقفا قانونيا تجاه الأفلام التي تنشر دون الحصول علي تصريح من الرقابة؟ - إذا لم تلتزم السينما بوضع إشراف عائلي تتخذ الرقابة موقفا قانونيا بمحضر أو قضية ضد السينما.