رسول الله.. جئت برحمة الرحمن.. حتي تسقط الطاغوت والطغيان والطغمه. رسول الله.. جئت ترد للعقل المغيب في سراديب التعصب وعيه.. وترد عنه شراهة الإمعان في الأطماع والتخمه. رسول الله.. جئت تعيد للانسان بعد ضياع في فلسفات القوة العمياء والعنف الاصم جواهر رشده والرأي والحكمه. رسول الله.. جئت تعيد للانسان بعد ضياعه في ترهات الواقع المادي يعمر بالاسي حلمه. وجئت تسوقه من تيهه الليلي.. والظلمات في كل اتجاه حالكات.. اين يذهب؟ فالرمال السود شاخصة اليه.. فأين يذهب؟ كلها عتمه. فجئت برحمة الرحمن للانسان.. تهدي خطوه الحيران في طرق الدجي بشعاعك الفضي من قمر إلي نجمه. رسول الله.. جئت تقيله من بؤسه وهوانه.. وتحل عقدة نفسه وزمانه.. فالعصر والإنسان في ازمه. رسول الله.. يا انشودة العدل.. علي ايقاعها نغفو ونصحو.. مطمئني البال.. مرتاحي الفؤاد.. مرشَّدي العقل. نعيش كأننا في جنة الارحام مازلنا.. يحيط بنا وجيب الام من طفل إلي كهل. نصبت العدل ميزانا كميزان القيامة لا يميل.. ولا يدير الطرف بين ملامح الاغراب والأهل. اجل اعلنتها لو ان »فاطمة« المشرف قدرها سرقت لجز »محمد« يدها.. فهل من بعد ما اعلنت من قولِ. تكيل لكل من يرجو قضاءك يارسول الله بالقسطاس.. لم تبخس ولم تسرف.. ولم تكبح ولم تجنح.. فقسطك ثابت الكيلِ. توزع تمرك النبوي بين الناس اجمعهم.. فلا نخل بلا ناس.. ولا ناس بلا نخل. فقلبك يا حبيب الكل للكلِّ. أقمت العدل عدلا.. لا تحايل أو تمايل.. فالقصاص هو القصاص.. المثل بالمثلِ. أقمت العدل.. ثم دعوت في الكرماء بالفضلِ. عدلت.. فنام ملء جفونه الفاروق.. يحلم بالفراديس المضاءة بالسعادة.. والمضيئة بالسلام اليثربي الوجه.. يحلم بالمدينة.. تحتوي الدنيا عدالتها.. كما يحوي البياض وريقة الفلِّ. عدلت.. فنام كل خليفة لك يارسول الله بعدك آمن الانفاس في جبل وفي سهلِ. كأنك يارسول الله كفُّ العدل حول الأرض.. تحرسها من الإسراف في الدوران.. تحميها من الميلِ. فعدلك يغمر التاريخ.. عدل الشرع.. يغمس كل قاضٍ فيه ريشته ويجلس كاتبا.. والمصطفي يُملي. فصلِّي يا قوانين العدالة.. يا دساتير الحقوق.. ويا علوم الفقه.. يا دور المحاكم.. يا منصات القضاء.. علي النبيِّ المصطفي.. صلِّي. رسول الله.. يا سيفا بلا غمدِ.. يجاهد في سبيل الله.. يسقط كل اصنام الهوي والزيف.. يضرب في سبيل الله .. لا ينبو.. ولا يكبو له فرس ويكسب كل معركة مع الحقد. تناصره ملائكة السماء.. وتصبح الاقدار.. والاقمار.. والتاريخ.. والشوق النبيل إلي العدالة سيدي من سائر الجند. تردد خلفه التكبير في غزواته الارض المشوقة للخلاص من الذين تربصوا بالعشب والانسام والورد. تهاجر خلفه الاحلام.. تصبح فرقة في جيشه.. ما اجمل الحلم المسلح.. يقهر الاضغاث.. يصحو من فراش الاستكانة.. يهزم الليل المدرع بالاسي والخوف والسهد. رسول الله.. يا سيفا تجرد من دواعي الثأر والطغيان.. يا سيفا تبصر ثم ابصر.. وانبري يدعو إلي الرحمن قدسي الحديد .. مقدس الحد. شجاع الرأي.. يمضي كالشهاب.. يناصر المظلوم في اقصي بقاع الارض. لا فرس تعرقله.. ولا روم تعطله.. هو المتواصل الإيماضِ.. وهو الصادق الوعد.. شجاع مثل شمس الفجر.. يهرب دونها الليل المكرس.. والشجاعة في سيوف جنوده مثل المرايا تعكس الشمس التي امتطت الظهيرة والقياصرة والاكاسرة الاشاوس يهربون امامهم.. هرب الخراتيت الجبانة في مواجهة مع الاسد. رسول الله.. يا سيف توزع في ايادي الشاخصين إلي العدالة.. والعدالة دون سيف رقية.. وهل الرقي تجدي. رسول الله.. يا سيفا توزع في ايادي المسلمين مقابضا.. لكن توحد نصله الماضي.. فمن مجد يقود جموعهم دوما إلي مجد. رسول الله.. يا سيفا اعاد الحق برقا ساطعا في افقنا ابدا.. اعاد الحق مسموعا كما الرعد.