قضيت أياما مفعمة بالحب والسماحة والروحانية بجوار الرسول الكريم سيدنا محمد عليه أفضل الصلاة والسلام .. أيام لا تنساها الذاكرة مهما طالت السنين فهي غذاء للروح والقلب .. هي أيام نتمناها الا تنتهي ففيها يتحلل الانسان من الماضي والحاضر والمستقبل يتمني أن تطول لحلاوتها فهي دعوة كريمة من صاحب المكان العطر فمن يجلس في الروضة الشريفة ويصلي تكتب له منزلة كبيرة عند الخالق سبحانه وتعالي وهي المكان الذي قال فيه الرسول صلوات الله وسلامه عليه »مابين قبري ومسجدي روضة من رياض الجنة« .. إذن انت تجلس في الجنة ويا لها من جنة ذكرها الله سبحانه وتعالي في كتابه العزيز لا يدخلها الا من رضي الله عنه .. اللهم قربنا من الجنة ومن كل عمل يقربنا اليك وباعد بيننا وبين النار ومن كل عمل يقربنا اليها اللهم آمين .. لقد أوصانا الحبيب المصطفي بزيارة المدينة وحب أهلها فهي التي قال الرسول عنها »اللهم حبب إلينا المدينة كحبنا مكة أو أشد« وفي قول آخر »اللهم بارك لنا مدينتنا ... اللهم اجعل بالمدينة ضعفي ما جعلت بمكة من البركة« رواه البخاري ومسلم. وقوله صلي الله عليه وسلم »ما علي الأرض بقعه هي أحب إلي أن يكون قبري بها منها« يعني المدينة قالها ثلاث مرات »رواه الإمام مالك في الموطأ« . ومن مظاهر محبته عليه الصلاة والسلام للمدينة المنورة أنه كان إذا سافر ثم قدم عليها أسرع نحوها.. فعن أنس بن مالك - رضي الله عنه -أن النبي صلي الله عليه وسلم كان إذا قدم من سفر فنظر إلي جدارات المدينة أوضع راحلته يعني أسرع بها وإن كان علي دابة حركها من حبها »رواه البخاري« . وعن ابن عمر - رضي الله عنهما »ما أشرف رسول الله - صلي الله عليه وسلم - علي المدينة قط إلا عرف في وجهه البشر والفرح« .. ويمتد حب الرسول الكريم الي جبل أحد الشهير الذي قال عنه: »هذا جبل يحبنا ونحبه«.. فعن أنس بن مالك - رضي الله عنه - قال: خرجت مع النبي - صلي الله عليه وسلم - إلي خيبر أخدمه. فلما قدم النبي - صلي الله عليه وسلم - راجعاً ، وبدا له أحد، قال : »هذا جبل يحبنا ونحبه« حديث متفق عليه وعن أبي حميد الساعدي - رضي الله عنه - قال: خرجنا مع رسول الله - صلي الله عليه وسلم - إلي غزوة تبوك فقال رسول الله - صلي الله عليه وسلم: »إني مسرع ، فمن شاء منكم فليسرع معي ، ومن شاء فليمكث .فخرجنا حتي أشرفنا علي المدينة ، فقال - صلي الله عليه وسلم : هذه طابة وهذا أحد وهو جبل يحبنا ونحبه« متفق عليه. في مسجد الرسول تتجلي البركة وتسمو الروح ويتمني المسلم الا يغادر المكان الطاهر ففي هذه المدينة المباركة انطلقت الدعوة الي الاسلام لتنتشر في ربوع العالم أجمع لتنير الكون وتقضي علي الوثنية وعبادة الشرك بالله وتبشر البشرية جمعاء بدين الفطرة وانه لا إله الا الله محمد رسول الله .. هذه هي المدينة التي خرج أهلها عن بكرة أبيهم يستقبلون الرسول الكريم وهم يرددون النشيد الشهير »طلع البدر علينا من ثنيات الوداع . . وجب الشكر علينا ما دعا لله داع .. ايها المبعوث فينا جئت بالامر المطاع .. جئت شرفت المدينة .. مرحبا ياخير داع«. سلام الله علي المدينة .. البقعة الطاهرة .. سلام الله عليك يا رسول الله.