رسول الله.. يا بحرا من الجودِ.. شفيف الماء.. عذب الريِّ.. رقراقا.. زكي النشر.. معطاءً بلا سؤْلٍ.. وفيض عطائه النبوي متصل المواعيد. رسول الله.. يا ميناء بحر الجود. كل سفائن الاغراب تأتيه.. فيؤويها من التيه.. يخيط شراعها.. ويشد دفتها.. ويسلمها لريح مثل عطر الزهر طيبة.. تسيرها بفضل الله.. ثم تردها وكأن نوحا فوقها لمرافيء الجودي. رسول الله.. يا هادي الانام إلي جناب الله.. مقصد كل محتار.. ومأوي كل محزون.. وموطن كل مضطهد.. وموئل كل متاع.. وملجأ كل مرتاع.. وراحة كل مكدود. رسول الله.. هادينا إلي الرحمن.. واحة كل قافلة مضيعة.. تجمع عيرها.. وترد غائبها لنا.. وتمد حاديها بألوان الاناشيد. رسول الله.. ذكرك سيدي يا أيها المختار ظل يستظل به رفيق الرمل في الصحراء ان جن الهجير بها.. ونجم يؤنس الساري ويرشده ويلضم خطوه في خيط مسبحة إلي الرحمن مشدود. قراءة سيرة المختار عشب تستريح عليه راحلة الندي من بعد تجوال تواصل بين ينبوع وغيم فوق سطح الارض ممدود. قراءة سيرة المختار حضن يستجم البائسون به.. وينهمرون آهات ملوعة ويحتلون صدرا واسع الارجاء رحبا.. فيه متسع لكل الناس من حُمرٍ ومن صُفرٍ ومن بيضٍ ومن سودِ. فقلبك بالجميع مرحب ابدا.. وكفك باسط للكل راحته.. ودربك غير مسدود. تعين الكل.. تحمل عنه ما اضناه.. تسعف صاحب الحاجات.. مثل الريح مرسلة جواد.. تثقل الغيمان بالاحلام: فردوسا من الاعناب والرمان مفروطا وتمطرها علي البيد. تزركش في غصون الروح ازهار المحبة.. ثم تغسلها بأشذاء الرضا.. وتمدها بالطير يصدح قافز النغمات من عودٍ إلي عودِ. يطول عطاءك المحروم في اطراف ارض الله.. حتي يصبح الحرمان منفيا وراء حدود كوكبنا.. يحاول ان يعود وكفك الخضراء تمنعه.. فتفضي الارض من عيدٍ إلي عيدِ. رسول الله يا هادي.. يؤمك كل ذي اربٍ فتعطيه.. فهل من نظرة فينا.. سألناك العطية يارسول الله قد نودي بنا في كل مفترق.. فنحن اليك في عوز.. وفضلك يارسول الله طول الدهر مبذول ومنحك غير محدود. رسول الله هادينا.. ومنجينا من التيه الذي ان طال يردينا بلا حدب. رسول الله مرشدنا.. وقائدنا .. ونحن وراءه دوما علي الدرب تبعنا عطرك النبوي رائدنا كما تبع الضياء من الدجي فجرٌ.. وكنت تعاجل الخطوات بالخطوات.. تطوي الارض طيا.. والسماء تمهد الطرقات بالاقمار والشهب. تعبنا من ملاحقة الخطي حتي تخلفنا.. نأينا عنك احقابا.. واذ ذاك التفت لنا.. تشجعنا علي القرب. تعبنا من ملاحقة الخطي.. فالحقد نحمله علي اكتافنا جبلا.. اشرت لنا رفعناه عن الاكتاف.. وارتحنا كثيرا من عناء طريقنا الصعب. تعبنا من ملاحقة الخطي.. فالنفس مازالت تحدث نفسها بالميل.. ملت بوجهك النبوي عنا.. فاعترانا اليأس واحترنا.. رسول الله مرنا ان تتوب قلوبنا من حالة الاذعان للاضغان ننج من الاسي والحزن والكرب. حنانك يارسول الله.. انت الحب اجمله واكمله.. وسيلتنا اليك الحب نخلصه.. نخلصه من الاثرات والاحقاد.. نخلص سيدي من دورة البغضاء والعدوان والارهاب والطغيان والحرب. حنانك يارسول الله انت الحب نطلبه.. يطهرنا من الذنب.. يطهرنا من الاحساس بالذنب. ويشفينا فانت دواؤنا بالحب.. قد حار الاطباء النطاسيون.. بارت حيلة الطب. وانت رسول رب الخلق إكسير الشفاء لعالم متأوه فوق الاسرة في الشمال وفي الجنوب.. مقرح في الشرق والغرب. ببابك يارسول الله.. جئت بذلتي خجلا يدق الباب.. يرجو عزك النبوي اسلامي. فعزك يارسول الله مرعاي الذي اطلقت بين يديه اغنامي. واطلقت الطيور الساكتات علي غصون الرمل في بيدي.. إلي جناتك الغناء في افاقك العليا.. فعادت لي بأنغامي.. واصبحت الحقيقة يارسول الله شمسا انت كاشفها.. لتطمس كل اوهامي.