اصبحت كلمة »قنبلة« من الكلمات ذات التردد العالي في لغات عديدة عبر العالم من خلال الاستعارات التي ترد فيها الكلمة، فيقال مثلا »اللاعب جدو كان قنبلة المونديال«.. أو التعبير عن خبر أو حدث علي انه »قنبلة الموسم« أو احذر هذا الرجل لانه علي اعصابه وانه اصبح »كالقنبلة الموقوتة«!! كذلك اصبح تعبير »قنبلة البيئة« من المصطلحات المستخدمة للتدليل علي الاثار المدمرة للتغيرات المناخية من اعاصير وتقلبات حادة في الجو من امطار وسيول كما شهد العالم سلسلة من الزلازل التي صاحبت تلك التغيرات المناخية وانضم إلي ذلك حدث بركان ايسلندا الذي كان اشبه بتفجير احدي »قنابل الدخان« المميت حيث تم الغاء 36 الف رحلة جوية بسببه منذ يوم الخميس الماضي في اوروبا وتم الغاء 39 رحلة طيران من مطاراتنا هنا في مصر واصبح لدينا »سائحون عالقون« لا يملك بعضهم دفع تكلفة اقامتهم وعبر عدد منهم »من سائحي مدينة الغردقة« عن قلقهم ومخاوفهم من فقدان وظائفهم اذا حدث تأخير طويل عن عودتهم لبلادهم.. لقد تسببت كارثة سحابة الرماد البركاني في فقدان عائدات لشركات الطيران تقدر ب مائتي مليون دولار، فيما يكلف اغلاق المجالات الجوية الاقتصاد الاوروبي خسائر تقدر بمليارات الدولارات في مختلف الاعمال. .. وهناك تقديرات بأن ثورة بركان ايفافجول لم تهدأ وقد تستمر لاسابيع قادمة خاصة ان سمك طبقة الجليد فوق قمة البركان ليست سميكة بالقدر الكافي لاخماد ثورته. وبالنظر لاستعارات اخري غير القنبلة البركانية أو المناخية، هناك قنبلة اخري تتمثل في عدد كبير من ملايين أو مليارات السجائر التي يدخنها البشر، والتي تحظي مصر فيها باعلي مستويات التدخين في العالم، إلي حد اصبح مرضيا ووبائيا وهذا الامر سنتناوله احصائيا في مقال قادم باذن الله، اما ما سأذكره في هذا الصدد عن قنابل »التدخين« هو ما ورد في خبر تناولته وكالات الانباء العالمية مؤخرا حيث ورد فيه ان احد الدبلوماسيين القطريين -72 عاما - كان علي متن طائرة امريكية تابعة لشركة »يونايتد اير لاينز« في طريقها من واشنطن إلي دينڤر عاصمة ولاية كولورادو الامريكية وانه اقدم علي مزاح »عربي« من العيار الثقيل حيث ذكر انه يرغب في تفجير حذائه وذلك عندما حاول اطفاء سيجارته في الحذاء قائلا: "انه يريد اشعال المتفجرات فيه وذلك حين تم اكتشافه وهو يدخن في حمام الطائرة منتهكا بذلك قواعد حظر التدخين الصارمة تماما علي متن الطائرات.. ولكن ما اعتبره الدبلوماسي العربي مزحة.. اعتبره قائد الطائرة خطرا محتملا وجسيما فأبلغ السلطات الامريكية التي قامت علي الفور بارسال طائرتي إف-61 للتحليق حول الطائرة تأهبا لمنع ما يمكن ان يتحول الي عملية ارهابية كما حدث في احداث الحادي عشر من سبتمبر 1002 وعلي الفور تم ابلاغ الرئيس اوباما بالواقعة فور حدوثها حيث طلب بدوره اتخاذ كل الاجراءات اللازمة لضمان سلامة الركاب. واستمر التوتر الامني علي مدي الرحلة حتي تأكد ان الامر هو »هزار« ومزحة عجيبة ومستهترة.. إلا انها ربطت من ناحية بين التدخين كقنبلة ملوثة للبيئة وضاربة بعرض الحائط قواعد وقوانين منع التدخين من قطاع من المدخنين »وهو الامر الذي سنتعرض له تفصيلا في مقال قادم« وبين تذكير العالم خاصة امريكا »بالحرب علي الارهاب« ولكن هذه المرة علي يد »دبلوماسي« عربي.. ولا حول ولا قوة إلا بالله.