صدر في ختام زيارة خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز آل سعود إلي مملكة البحرين بيان مشترك اوضح العلاقات التاريخية الراسخة والأواصر الأخوية الوثيقة ووشائج القربي والمصير المشترك التي تجمع بين المملكة العربية السعودية ومملكة البحرين قيادة وشعباً ، وفي ظل وحدة الهدف والمصالح المشتركة قام خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز آل سعود بزيارة رسمية لمملكة البحرين تلبية لدعوة كريمة تلقاها من الملك حمد بن عيسي آل خليفة ملك مملكة البحرين يرافقه وفد رفيع المستوي . وقد سادت اللقاءات التي تمت بين خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز آل سعود ملك المملكة العربية السعودية والملك حمد بن عيسي آل خليفة ملك مملكة البحرين روح الأخوة والتفاهم والثقة المتبادلة حيث بحثا العلاقات الثنائية بين البلدين وسبل تعزيزها في مختلف المجالات بالإضافة إلي الأمور التي تهم مجلس التعاون لدول الخليج العربية والقضايا الإقليمية والدولية ذات الاهتمام المشترك. وأبدي الجانبان ارتياحهما الكامل لما وصلت إليه العلاقات السعودية البحرينية علي المستوي الثنائي متمنين لها مزيداً من التقدم والازدهار. وأكدا عزمهما علي التعاون والتنسيق في كافة المجالات التي تحفظ للبلدين الشقيقين أمنهما واستقرارهما والعمل علي تحقيق الغايات والأهداف الكريمة لمستقبل مفعم بالخير العميم علي أسس من الإيمان بالعقيدة السمحة والانتماء العربي الأصيل ومباديء حسن الجوار. وقد تناول الجانبان القضايا الإقليمية والدولية ذات الاهتمام المشترك حيث أكدا أهمية استمرار التنسيق والتشاور إزاء آخر التطورات والمستجدات في كافة المحافل الثنائية والمتعددة الأطراف. القضية الفلسطينية عبر الجانبان عن قلقهما البالغ واستيائهما لاستمرار فرض الحصار الإسرائيلي الجائر علي الشعب الفلسطيني خاصة في قطاع غزة ، ولاحظ الطرفان التعثر الحاصل في المفوضات الفلسطينية الإسرائيلية والناجم أساساً من استمرار تعنت الحكومة الإسرائيلية وعدم وفائها بالتزاماتها تجاه أسس ومباديء العملية السلمية وما نصت عليه قرارات الشرعية الدولية وأعرب الجانبان عن الأمل في قيام الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدةالأمريكية بالاضطلاع بدورهم في تحريك عملية السلام وفق أطرها ومرجعيتها المعتمدة خاصة مبادرة السلام العربية وحث حكومة إسرائيل علي إزالة العقبات التي تحول دون ذلك مثل الإجراءات الأحادية الجانب واستمرار سياسة الاستيطان الإسرائيلي. الشأن العراقي أكد الجانبان علي ضرورة احترام وحدة وسيادة واستقلال العراق والحفاظ علي هويته العربية والإسلامية ، وعدم التدخل في شئونه الداخلية ، ومع ترحيبهما بالتحسن النسبي في الوضع الأمني داخل العراق إلاّ أنهما أهابا بحكومة العراق أن تبذل مزيداً من الجهد نحو تحقيق انجاز سياسي يوازي التحسن في المناخ الأمني ويساعد علي تحقيق المصالحة الوطنية المنشودة ، وعبر الجانبان عن استعدادهما للتعاون مع السلطات العراقية في التصدي للإرهاب ومكوناته ، وجددا تأكيدهما علي مواقف دول مجلس التعاون لدول الخليج العربية التي تنبذ الإرهاب في كافة أشكاله وصوره وبغض النظر عن دوافعه ومسبباته. الملف النووي الايراني وحول أزمة الملف النووي الإيراني ، جدد الجانبان تأكيدهما والتزامهما بمبادئ مجلس التعاون الثابتة والمعروفة المتمثلة في احترام الشرعية الدولية وحل النزاعات بالطرق السلمية ، وأكدا استمرار حرصهما علي أهمية التوصل إلي حل سلمي ، وحث إيران علي مواصلة الحوار مع المجتمع الدولي مؤكدين أهمية التعاون مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية. أكد الجانبان علي أهمية احترام سيادة السودان ، ووحدة أراضيه واستقلاله ، وطالبا المجتمع الدولي تأكيد هذا الالتزام ، ودعم المساعي الهادفة إلي تحقيق السلام والوفاق الوطني بين أبناء الشعب السوداني ، وتأكيد المبادرات المطروحة لحل مشكلة دارفور علي النحو الذي يحفظ للسودان استقلاله ووحدته الإقليمية ، وتوحيد الجهود التي تبذلها جامعة الدول العربية في هذا الشأن. كما حث الجانبان أطراف النزاع في الساحة الصومالية علي تحقيق المصالحة والوفاق فيما بينهما ، وتغليب المصلحة الوطنية ووحدة الصومال أرضاً وشعباً علي كل اعتبار آخر ، والعمل الجاد من أجل وضع حد لمحنة الصومال التي طال أمدها. القرصنة أعرب الجانبان عن قلقهما لأعمال القرصنة التي حصلت مؤخراً قرابة الشواطئ المطلة علي خليج عدن وبحر العرب وما تنذر به هذه الممارسات من نتائج وخيمة علي حرية الملاحة الدولية وفي هذا الصدد أكدا ضرورة أن تتم معالجة هذه الظاهرة الخطيرة بجهد دولي منظم وبإشراف الأممالمتحدة ، ورفض أسلوب التفاوض والمساومة مع القراصنة المتورطين في هذه الأعمال.