غادر خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز آل سعود في زيارة رسمية إلي مملكة البحرين امس ، تلبية للدعوة التي تلقاها من الملك حمد بن عيسي آل خليفة ملك مملكة البحرين. هذا وقد رحب مجلس الوزراء البحريني في اجتماعه امس برئاسة الأمير خليفة بن سلمان آل خليفة رئيس الوزراء البحريني بالزيارة الأخوية الكريمة لخادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز آل سعود عاهل المملكة العربية السعودية الشقيقة إلي بلده الثاني مملكة البحرين والالتقاء بأخيه الملك حمد بن عيسي آل خليفة ملك البحرين ،وفي هذا الصدد فقد وصف رئيس الوزراء زيارة خادم الحرمين الشريفين للبحرين بأنها "تاريخية" لأنها تأتي من "قائد تاريخي" يشهد العالم بإنجازاته في خدمة الدين والأمة وفي نصرة قضايا الأمتين العربية والإسلامية ، مؤكداً بأن مظاهر الترحيب والفيض المنهمر من مشاعر الفرحة التي غمرت مملكة البحرين علي المستويين الرسمي والشعبي بهذه الزيارة الكريمة تعكس مكانة خادم الحرمين الشريفين والمملكة العربية السعودية الشقيقة في قلب كل بحريني وعلاقة البلدين المتميزة والوثيقة رسمياً وشعبياً ، وقال إن علاقات البلدين وهجاً خالداً توارثناه كابر عن كابر وأن هذه الزيارة ستعليه وستكرس أمجاد المحبة التي لم تخبوا يوماً بين البلدين بل كانت علي الدوام في علو وتنام وازدادت في ظل عناية ورعاية العاهل البحريني الذي يولي مع خادم الحرمين الشريفين عاهل المملكة العربية السعودية عناية خاصة لتعزيز العلاقات البحرينية السعودية ، مؤكداً رئيس الوزراء بأن الملك عبدالله سيكون بين أهله ومحبيه وستكون زيارته بلا شك إضافة قيمة لصرح العلاقات البحرينية السعودية الشامخ الذي تشهد ازدهاراً متنامياً في ظل الاهتمام الصادق من قيادتي البلدين الحكيمتين ، مؤكداً مجلس الوزراء بأن الزيارة الميمونة لخادم الحرمين الشريفين والمباحثات التي سيجريها مع عاهل البحرين ستدعم آفاق التعاون الثنائي وسترتقي بمجالاته كما أنها ستسهم في تعزيز مسيرة مجلس التعاون لدول الخليج العربية ، متمنياً المجلس لخادم الحرمين الشريفين والوفد المرافق طيب الإقامة في بلده الثاني مملكة البحرين . من جانبه أكد الامين العام لمجلس التعاون لدول الخليج العربية عبدالرحمن بن حمد العطية ان الزيارة التاريخية التي يبدأها خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز ال سعود اليوم الي مملكة البحرين ولقائه بالملك حمد بن عيسي ملك مملكة البحرين تمثل أسمي وأرقي ما يمكن وصفه في اطار العلاقات المتميزة القائمة بين دول مجلس التعاون مجتمعة..كما أكد الامين العام لمجلس التعاون في تصريح خاص لتلفزيون البحرين أن هذه الزيارة التاريخية تحمل في ثناياها العديد من الامور التي تتصل ليس فقط بدعم العلاقات الثنائية بين البلدين الشقيقين لأن هذه العلاقات ليست مجرد علاقات دبلوماسية ولكنها مبنية علي أسس قوية من الاحترام المتبادل وعلي خصوصية جامعة للعلاقات الصلبة ونموذج للعلاقات المتجذرة بين البلدين. وأشار الي أن هذه العلاقة أسهمت في الدفع بانجاح واستمرار مسيرة الخير المباركة لمجلس التعاون التي لم يكن ممكنا لها أن تستمر لولا صلابة الارادة والتصميم علي مستوي قيادات دول المجلس وعندما نشير الي قيادات دول المجلس نؤكد دوما علي المستوي الكبير والدور الايجابي والمهم الذي رسخ الانتماء لهذا الكيان والدفع بمفهوم المواطنة الخليجية الي حيز الوجود منوها بالدور البارز والمهم الذي قام به خادم الحرمين الشريفين خلال السنوات الماضية وحتي الان في دعم ومساندة المسيرة الخيرة لمجلس التعاون ومساندة القضايا العربية والخليجية علي وجه الخصوص. وشدد الامين العام لمجلس التعاون لدول الخليج العربية علي أن زيارة خادم الحرمين الشريفين اليوم الي مملكة البحرين ولقائه بصاحب الجلالة الملك حمد بن عيسي ال خليفة ستشكل نقلة نوعية للعلاقات بين البلدين الشقيقين وستنعكس ايجابا علي العمل الخليجي المشترك وستمثل مكسبا كبيرا لمواطني دول مجلس التعاون لتحقيق ما تصبو اليه دول وشعوب المجلس. وأكد ان هذه الزيارة ونتائجها ستكون ذات مردود ايجابي في تعزيز ودفع مسيرة مجلس التعاون المباركة كما ان تأثيرها سيسهم اسهاما كبيرا في ازالة المعوقات التي تعترض المسيرة خاصة وأن خادم الحرمين الشريفين كان من المبادرين للدعوة في احدي قمم مجلس التعاون بشأن ازالة كل ما يعيق مسيرة العمل الخليجي المشترك والدور الحيوي لايصال رسالة المجلس الي العالم والتعريف بالقيم والمباديء التي ترتكز عليها المنظومة الخليجية في تعاملاتها وتفاعلاتها. ونوه العطية بسعي خادم الحرمين الشريفين المستمر لتكريس التضامن العربي والاسلامي ووحدة الصف العربي والاسلامي مشيرا الي أن خادم الحرمين الشريفين لم يألوا جهدا في العمل علي استقرار المنطقة وهو ما نلحظه من الزيارات التي قام بها العديد من المسئولين من الاشقاء في العراق في الاونة الاخيرة وسبق ذلك مبادرة السلام العربية التي تبنتها القمة العربية في بيروت اضافة الي الكثير من المنجزات مؤكدا ان الملك عبدالله بن عبدالعزيز من الرجال القلة الذين يتمتعون بالحكمة والشجاعة وذلك نظرا لمبادراته ورؤاه الحكيمة في اطار مسيرة العمل العربي المشترك وكذلك في اطار منظومة العمل الخليجي. وأشاد بالدور الكبير والهام والحيوي والمميز لخادم الحرمين الشريفين والذي يعد علامة فارقة في اطار وحدة واستقرار وأمن دول مجلس التعاون والحفاظ علي وحدة الموقف والقرار في المجلس مؤكدا أن هذا ينم عن رغبة دائمة تؤكد علي انسجام الاهداف والمباديء والغايات السامية لرؤية وفكر خادم الحرمين الشريفين واخوانه اصحاب الجلالة والسمو قادة المجلس والتي أكدها ايضا النظام الاساسي لمجلس التعاون الخليجي. وأشار الأمين العام لمجلس التعاون الي أن ان حوار الحضارات الذي دعا اليه خادم الحرمين الشريفين وكان له تاثيره المباشر في الاطار العالمي بدءا من مدريد الي نيويورك ومن ثم في الاطار التنفيذي الذي باشرناه في الامانة العامة لمجلس التعاون والمعنين من الدول لابراز هذا الدور وكان السبب في ذلك هو حكمة ومبادرات خادم الحرمين الشريفين التي شكلت في اطار المسيرة اولوية من اولويات ابراز الدور الخليجي ناهيك عن القضايا المصيرية وفي مقدمتها القضية الفلسطينية والوضع في العراق والسودان وفي كل بقعة من بقاع الامة العربية فضلا عن العلاقات والتضامن الاسلامي وكل ما من شانه تحقيق الوحدة والاستقرار في العالمين العربي والاسلامي. وفي نفس السياق أكد وزير العدل والشئون الإسلامية الشيخ خالد بن علي آل خليفة، أن زيارة خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز آل سعود عاهل المملكة العربية السعودية إلي مملكة البحرين هي امتداد للعلاقات التاريخية الضاربة في جذور التاريخ المشرق بين مملكة البحرين والمملكة العربية السعودية. وقال وزير العدل والشئون الإسلامية في تصريح بهذه المناسبة التاريخية، أن مشاعر الفرح والبهجة التي غمرت كل أرجاء المملكة هي تعبير طبيعي عكس مدي أصالة وعمق العلاقات الأخوية ووشائج القربي المفعمة بالمودة والمحبة الراسخة التي تربط بين المملكتين الشقيقتين، وما يكنه شعب البحرين من معزة وتقدير كبير لخادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز آل سعود. وذكر الشيخ خالد، أن اللقاء بين الملك حمد بن عيسي آل خليفة عاهل البحرين وخادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز آل سعود عاهل المملكة العربية السعودية علي أرض مملكة البحرين سيدونه التاريخ بأحرف من نور، لما يحمله من معاني وآمال وطموحات قائدين حكيمين في ظل ما يشهده البلدين الشقيقين من نهضة تنموية شاملة مستمدة من رؤي مستقبلية ثاقبة. وأشاد الوزير بمستوي تطور علاقات الشراكة والتعاون بين البلدين وما تشهده من نمو مستمر في كافة المجالات، حيث تأتي هذه الزيارة الغالية لخادم الحرمين الشريفين لتفتح آفاقاً جديدة وواعدة للعمل المشترك بما يعود بالخير علي البلدين والشعبين الشقيقين.