[email protected] وهكذا كنا نحيي كل عام في 52 إبريل ذكري عودة سيناء للوطن الأم .. بالأغاني وحفل يحضره الأكابر وخلاص كده عمرنا سيناء .. منتهي الغباء في التعامل مع أخطر قضايا الوطن وكأن سيناء هي ابن غير شرعي وعيب ان نتركه في يد الغير لكن لابد من اهماله ! تخيلوا سيناء التي ارتوت بدماء شهداء مصر من ابنائها .. خط الدفاع الأول عن الوطن تعامل بهذه الطريقة البشعة .. نعم كانت جريمة في حق الوطن وسوف تظل الجريمة قائمة مالم نسارع إلي غسل أيدينا من هذا العار ونبني سيناء بجد مش بالأغاني. في أيام حكم عبد الناصر .. كان دخول سيناء بالنسبة للمصريين بجواز سفر .. ليست نكتة لكن ربما لظروف الحرب مع إسرائيل في ذلك الزمان .. كان مكتب الحاكم العسكري لقطاع غزة في جاردن سيتي هو المخول بالتصريح بدخولها .. ربما لانها منطقة حدودية ..كل شيء جايز لكن لا يجوز ان تهمل سيناء بهذا الشكل فالمسألة ليست سيادة علي جزء من الوطن وانما لانها التعبير الحقيقي عن جزء غال من جسد الوطن .. لا يعقل ان تسمع في سيناء أن هناك أبناء الوادي وأبناء سيناء والمقصود الذين جاءوا من محافظات مصر الاخري .. هل هذا معقول كلنا أولاد مصر .. قبل عدة سنوات نزلت ضيفا علي محافظة شمال سيناء حيث كنت ضمن مجموعة من الكتاب والأدباء المكرمين من قبل المحافظ وقتها اللواء علي حفظي .. وفي هذه الأيام تعرفت علي بعض الأخوان من أبناء العريش عن طريق صديقنا المشترك الأديب وكاتب السيناريو أحمد الخليلي والأديب العرايشي محمد عايش .. كانت شكاوي أبناء سيناء من سوء معاملة الأمن لهم وافتراض انهم متهمون حتي يثبتوا العكس والتفرقة بينهم وبين أبناء الوادي في تقلد الوظائف ..باختصار هم يشكون من التهميش وأن كل مسئول يعتبرهم من الأعداء .. لم تكن شكوي فرد أو اثنين بل كانت الشكوي جماعية ولا تستطع ان ترد فالأمر ليس بيدك .. أحد أبطال منظمة سيناء العربية التي حاربت إسرائيل سنوات طويلة خلال احتلال سيناء حكي لي كيف عومل باحتقار ومهانة بعد عودة سيناء لأرض الوطن وهو الذي ضحي بحياته وشقيقته من أجل مصر .. حكي لي عن عمليات قام بها داخل إسرائيل لصالح الوطن وكيف قبض عليه الجيش الاسرائيلي وتعذيبه في سجن اللد سنوات ووفاة شقيقته وهي تحمل له المتفجرات لزرعها في طريق الجنود الاسرائيليين وبعد هذا كله قال انه لم يلق التقدير المناسب من بلده .. طبعا هذه هي روايته هو ربما كان قاسيا بعض الشيء علي وطنه لكن الحكاية علي كل حال تعكس اهمالا من الوطن لسيناء وأبناء سيناء .. لابد من الاعتراف بالخطأ لانه البداية الصحيحة لتصحيح الأخطاء .. لماذا لا تكون هناك صراحة ومكاشفة والاجابة علي السؤال المطروح لماذا ظلت سيناء خارج حسابات الحكومات المصرية وخارج نظرة الرئيس السابق حسني مبارك .. فلم تكن شرم الشيخ أبدا هي سيناء علي الاطلاق .. من الآسي أن تسير لعدة ساعات علي الطريق الواصل إلي طابا فلا تلحظ بني أدم أو تعود من طابا إلي نويبع ليلا فتشعر انك في صحراء جرداء لاذرع فيها ولا ماء الا من قطيع من الجمال يقطع عليك الطريق فجأة ! تعمير سيناء مصلحة لنا بدلا من الخروج المهين لأولادنا للعمل في ليبيا أو الخليج .. اعطوهم سيناء وأعطوا سيناء لأبنائها وسوف تتحول إلي جنة خضراء نأكل منها .. وتكون خط الدفاع الأول بصدق عن مصر كما جعلتها الأقدار .. سيناء لن تعمر بالأغاني أو الاشعار ! عمّروها كما يطالبكم زمينا المحترم الاستاذ مصطفي بلال مدير تحرير »الأخبار«. رحم الله الزميل العزيز عادل القاضي.. وأسكنه الله فسيح جناته. إنا لله وإنا إليه راجعون.