فالمشكلة خطيرة والهموم كبيرة وتأثيراتها خطيرة علي السياحة، ولذلك اجتمع العلماء والمتخصصون من مختلف أنحاء العالم من العاملين أو المتهمين بالسياحة لمناقشة هذا الأمر مؤخرا في سويسرا »دافوس« وقد شاركت في هذا المؤتمر ممثلا عن وزارة السياحة اوائل شهر اكتوبر من عام ألفين وسبعة وعنوان المؤتمر كان السياحة العالمية وتأثير التغيرات المناخية. فقد تجمع ممثلو دول العالم اجمع في مجال صناعة السياحة وعلوم الارصاد الجوية وللاسف كان التمثيل العربي ضعيفا جدا فقد حضر بجانب مصر وفد كبير من تونس ومن السودان فقط وبدأت فاعليات المؤتمر أول أكتوبر وخلال الثلاثة أيام المحددة للمؤتمر تم توزيع كم هائل من المطبوعات العلمية والمتخصصة من المنظمات الدولية المعنية بالسياحة والبيئة والمناخ ومن العديد من الدول ويهمني الاشارة الي ملحوظة هامة جدا هي ان وزيرة الخارجية البريطانية ذكرت كل هذه التطورات المناخية والتي ستحدث بمصر والمؤكدة باسلوب علمي من خلال مقاله نشرت في مصر منتصف عام الفين وسبعة. ولم يحسن قبولها بل اثارت عاصفة من النقد والسخرية. عودة للمؤتمر خلال مؤتمر التغيرات المناخية والسياحة والذي عقد بدافوس أول شهر أكتوبر من عام الفين وسبعة بحضور مندوبي مائة دولة واثنين وعشرين منظمة دولية بالاضافة الي منظمات القطاع الخاص والشركات والمؤسسات العالمية وممثلي وسائل الاعلام وهو المؤتمر الذي ناقش افضل اساليب مواجهة التغييرات المناخية والتي سيتأثر بها قطاع السياحة علي الساحة الدولية. فالمناخ هو مصدر اساسي للسياحة. استمع المشاركون الي مندوبي دول جزر المحيطات اعضاء منظمة الاممالمتحدة وهم يعلنون انهم الاكثر تضررا من التغييرات المناخية وبعضهم سيبتلع المحيط معظم اراضيهم كما اعلن عدد من المندوبين ان السياحة هي مصدر الدخل القومي الوحيد لبلادهم وان السياحة ستكون ضحية الاحتباس الحراري والتغيرات المناخية فالاستثمار السياحي يعتمد اساسا علي حال المناخ. كان واضحا من المناقشات والمحاضرات علم الجميع واقتناعهم بما هو متوقع مناخيا خلال الثماني عشرة سنة القادمة بسبب التغيير المناخي والاحتباس الحراري وهي صورة قاتمة للاسف لعدد من الدول والتي هي علي علم من انها ستختفي بالكامل تحت مياه المحيطات في السنين القادمة فاعلنت انها بدأت منذ عدة سنوات في اتخاذ خطوات وقائية بقدر الامكان لحماية اجزاء من اراضيها وحماية مواطنيها من هذا المصير ودول أعلنت انها لخدمة مناخ الكرة الارضية تعمل جاهدة علي المشاركة العملية الجادة حيال مقاومة مخاطر الاحتباس الحراري والتغييرات المناخية وذلك بتخصيص اربعين في المائة من اراضيها محميات طبيعية لاتمس ولا تدخلها اي مشروعات معمارية بل يتم فيها مضاعفة التشجير والغطاء الاخضر مع فرض قوانين حماية البيئة بصرامة متناهية واعلنت دول تطبيقها لنظم نشر الطاقة صديقة البيئة والتقليل من الانبعاثات الملوثة وضربوا امثلة بما يحدث بمطاراتهم الدولية حيث عدلوا جميع الحافلات والسيارات المتحركة بالوقود الي الطاقة الكهربائية عديمة الصوت وعديمة الانبعاثات كما حفروا الانفاق اسفل هذه المطارات حيث تتحرك عربات المترو الكهربائية بين صالات هذه المطارات بشكل مباشر ومختصر وموفر للوقت والجهد وصديق للبيئة يضاف لذلك انهم يستخدمون نوع طلاء يوفر الطاقة المطلوبة لتكييف جميع المباني. ودول اعلنت انها ادرجت علوم البيئة وحمايتها ضمن الدراسات بالمدارس والجامعات واجهزة الاعلام لضمان نشر الوعي البيئي لجميع الاعمار وجميع التخصصات وشجعت استخدام الطاقة الشمسية في المساكن والنوادي. استراليا أعلنت انها شكلت مجلسا أعلي لحماية شعابها المرجانية العظيمة والتي هي احدي مصادر دخلها القومي الرئيسية وهو مجلس يضم عددا من مسئولي الحكومة ذوي سلطات تنفيذية وعددا من رجال القطاع الخاص المتخصصين في سياحة السواحل والمصايف وعلماء بحار ومفكرين هدفهم الوحيد هو التوصل لافضل الطرق لحماية هذه الثروة والكنز الطبيعي من التدهور والموت وانهم اتفقوا فعلا علي عدد من الخطوات الجاري تنفيذها حاليا بصرامة متناهية ومنها حظر اقتراب مراكب الصيد وشباك الصيد وحماية هذه الشعاب من المخلفات ومن الضغوط البشرية وذلك بحظر اقتراب أي مركبة قد تتسرب منها وقود أو أي سوائل ضارة وحظر الاقتراب بأي منتجات ضارة مثل البلاستيك أو أي نوع من القمامة مع دفع الغواصين بشكل دوري لتنفيذ مهام تنظيف وتطهير هذه الشعاب.