مساكن الدويقة احد مشروعات السيدة الاولى »سابقاً« دستور جديد نحلم به جميعاً يعيد صياغة الحياة السياسية في مصر.. فهل نحلم أن ينص الدستور الجديد صراحة علي عدم وجود دور »لحرم رئيس الجمهورية في الحياة العامة«.. فإذا كنا نصيغ تشكيل مصر السياسي من جديد فلابد لنا من عدم تجاهل أي نقطة مهما كانت.. فالوضع الذي عشناه علي مدي ثلاثين عاماً مضت بدأ برئيس جمهورية يعلن أنه سيبقي في الحكم مدتين، ويجازي أحد كبار الصحفيين الذي »تفذلك« وأجري حديثاً مع زوجته ووضع عنواناً علي لسانها »كوب لبن لكل طفل« لأنه رأي أن زوجته مكانها البيت وليس الحديث عن أطفال مصر.. ثم انتهي بنا الحال أن أصبحت »أفضال« السيدة الأولي التي كان الجميع يلقبونها بالسيدة الفاضلة وليس الأولي وهي إشارة واضحة لفضل السيدة علي المصريين الذي تبلور في رعايتها لكل حملات وزارة الصحة الخاصة بالأطفال من حملات شلل الأطفال إلي حملات انفلونزا الطيور والخنازير ومن حملات صحة المرأة حتي مستشفيات التأمين الصحي واليوم الواحد وعيادات الأسرة والسكان.. وكانت هذه الحملات التي تحمل اسم السيدة الأولي الفاضلة! هي التي تدفع فيها الدولة المليارات ثم نختصر كل ما تدفعه خزانة الدولة وهو في الأصل من الضرائب التي ندفعها نحن الغلابة أو من القروض التي نسددها نحن الغلابة أيضاً علي مر السنين! وإذا عدنا إلي المشروعات القومية التي دفعت فيها الدولة من دم قلبنا ثم »عايرتنا« بأنها من أفضال السيدة الأولي الفاضلة فهي كثيرة ومنها: 1 مشروع مكتبة الأسرة ومهرجان القراءة للجميع منذ عام 3991 حتي 0102، والمشروع في ذاته جميع المصريين رحبوا به واستفادوا من كتبه خاصة الكتب التراثية والثقافية لكن هذا لا يمنع أنه مشروع كبير قامت به الهيئة العامة للكتاب علي مدي كل هذه السنوات وأن الأموال التي أنفقت عليه كانت من خزانة الدولة ثم أصبح مشروع سوزان مبارك للقراءة للجميع ومكتبة الأسرة ونسي كل المصريين أن هناك شيئاً اسمه الهيئة العامة للكتاب، كما أن صورتها أصبحت قاسماً مشتركاً لكل الكتب التي أصدرتها الهيئة خلال ال81 سنة الماضية إمعاناً في تأكيد معني التفضيل من السيدة الأولي. 2 مشروع سوزان مبارك لتطوير 001 مدرسة والذي نفذته جمعية مصر الجديدة التي ترأسها السيدة الأولي، والتي قالت عنه سوزان مبارك في كلمتها للاحتفال بالانتهاء من تطوير اول 001 مدرسة نقلاً عن موقع الهيئة العامة للاستعلامات: »إنه منذ الوهلة الأولي وضعنا منهجاً واضحاً لآلية التطوير الذي نستهدفه والعناصر التي تشملها عملية التطوير من برامج التدريب وتنمية المهارات للمعلم ومفاهيم وأسس حديثة لإدارة المؤسسة التعليمية، مشيرة إلي أنه تم بالفعل في أقل من عامين حشد طاقات وجهود هائلة وتوفير إمكانيات طائلة فاقت المائة مليون جنيه ونجحنا في المرحلة الأولي في تطوير أول مائة مدرسة في أحياء السلام والنهضة والمرج والزيتون«. نصف الوزراء مرة أخري كلام جميل، كلام معقول! لكن هل ال001 مليون جنيه »الأولي هذه« من جيب جمعية مصر الجديد أو من جيب السيدة الأولي التي أطلق اسمها علي المشروع والتي تتحدث بدلاً من وزير التربية والتعليم عن برامج التدريب والتطوير لمهارات المعلمين وكأنها أخذت مكان الوزير ومكان خزانة الدولة ومكان كل شيء، ولم لا وقد كان يمشي في ركابها في أي زيارة لها مجموعة تزيد علي نصف مجلس الوزراء ثم توالي بعد ذلك مشروع تطوير المدارس الذي أصبحت المحافظات تتباري في إعداده حتي تحظي بزيارة ميمونة من السيدة الأولي وركابها الذي يعج بمعظم وزراء حكومة الدكتور نظيف.. فرأينا مشروع تطوير 36 مدرسة بالفيوم ومشروعاً مماثلاً في المنيا وإسنا، والأقصر التي تم رصد 002 مليون جنيه لتطوير 701 مدرسة بها. أما في القاهرة والجيزة فقد ضم المشروع 123 مدرسة بتكلفة تفوق 005 مليون جنيه »وفق ما نشر في الجرائد بتاريخ 4/2/0102« خلال جولة السيدة الأولي لافتتاح عدد من المدارس المطورة. وبالطبع نحن لسنا ضد تطوير المدارس.. بل علي العكس نحن نتمني تطوير كل مدارس مصر تطويراً حقيقياً وفعلياً وليس مجرد دهان حوائط وأرصفة في مدارس قلما نجد فيها تعليماً ولكننا لا نريد أن يصبح فضل السيدة الأولي ديناً في رقبة كل تلميذ مصري. 3 مشاريع سوزان مبارك الإسكانية: في شهر يونيو عام 8002 تظاهر أكثر من 0021 أسرة من سكان مشروع سوزان مبارك بمنشأة ناصر في الدويقة.. وكانت هذه الأسر مهددة بالطرد من مساكنهم في ذلك الوقت، كان سبب التظاهر هو الخوف من الطرد من المساكن التي أجبروا علي الانتقال لها »حسب قولهم« قبل 6 سنوات أي في عام 2002 مقابل قسط شهري 37 جنيهاً. حيث أكد محمود محمد هجرس »حرفي« أن ما حدث هو أنه وجيرانه أجبروا علي الانتقال مع آلاف الأسر من منطقة الإيواءات بالوحايد بالدويقة إلي مشروع تطوير مساكن سوزان مبارك بمنشأة ناصر بالدويقة بعد أن قام مسئولون في بنك التعمير والإسكان القائم علي إنشاء المشروع بإقناعهم بأننا سننتقل إلي شقق تمليك مفروشة بأسعار مناسبة لظروفنا الاقتصادية، ويضيف: لم يكن لدينا أي خيار للرفض فالمسئولون فرضوا علينا عام 2002 إما الانتقال إلي المشروع الجديد ودفع 0062 جنيه قيمة رسوم التعاقد علي تسلم الشقق الجديدة أو طردنا من الإيواءات والعيش بالشارع دون مقابل. ويضيف هجرس أن مسئولي البنك اتفقوا معهم علي دفع مبلغ 37 جنيهاً قسطاً شهرياً للشقة لمدة 04 سنة بما يعني أن قيمة الشقة ستكون أكثر من 53 ألف جنيه بينما الموجود بالعقود التي وقعها الأهالي أن سعر الشقة 61 ألف جنيه فقط سر المساكن وإذا حاولنا استكشاف سر مساكن سوزان مبارك سنجد أن البداية كانت عام 7991 حيث أجرت الحكومة دراسة كان الغرض منها تطوير حي الدويقة العشوائي وكانت نتيجة الدراسة المبدئية أن المباني في الدويقة عبارة عن 22٪ من المساكن إيواء تم إنشاؤها بواسطة المحافظة و6٪ مساكن حكومية تم إنشاؤها من خلال مشروع الإسكان و27٪ من المساكن أقامها الأهالي بالمنطقة. وطالبت الدراسة في ذلك الوقت ببناء 41 ألف وحدة سكنية بمنطقة الدويقة وبالنسبة للإسكان الحكومي يتم تطويره بما يتناسب مع النسق المعماري للمنطقة واستكمال جميع المرافق اللازمة له أما مساكن القطاع الخاص فيتم الإبقاء عليها مع تطويرها لتناسب النسق المعماري الجديد للمنطقة. وبالفعل تم اختيار منطقة صحراوية قريبة بالدويقة كمرحلة أولي يمكن أن تستوعب المجموعة الأولي من السكان علي أن يستتبع ذلك تخطيط تفصيلي للقطاعات الباقية بهدف تطويرها والارتقاء بها وتم تحديد المساحة المناسبة للوحدة السكنية ب36 متراً. وكانت المبادرة من دولة الإمارات متمثلة في رئيسها السابق الشيخ زايد بن سلطان الذي أعلن عن تبرعه بمبلغ 052 مليون دولار من أجل بناء تلك الوحدات السكنية وفرشها واستكمال باقي مراحل تطوير حي منشأة ناصر، وفي فبراير 9991 قامت السيدة الأولي »سابقاً« سوزان مبارك بوضع حجر الأساس للمرحلة الأولي »067 شقة« ثم توالت باقي مراحل المشروع حتي وصل إلي 01 آلاف شقة بعد أن أخذ اسم »مشروع مساكن سوزان مبارك« وعلي العكس من المتوقع تماماً فإن معاناة أهالي منشأة ناصر بدأت تتفاقم مع مشروع سوزان مبارك، فالمشروع الذي كان من المفترض أن يتم بناؤه من أجل رفع المعاناة عن آلاف المواطنين البسطاء أصبح أحد أهم مصادر معاناتهم وابتزازهم مادياً. مدونات ولعل حادث الدويقة الذي راح ضحيته مئات المواطنين قد ألقي الضوء مجدداً علي مأساة الدويقة ومنشأة ناصر ولعل الضوء الذي أسقط فجأة علي الأمر دعا العديد من الإماراتيين الذي قاموا بتمويل المشروع من البداية للتساؤل علي المنتديات الإماراتية علي الانترنت »أين ذهبت أموال المشروع؟«. ثم ظهر بعد ذلك مشروع إسكان المستقبل الذي أكد في بدايته أن سوزان مبارك ترعي هذا المشروع كأحد الحلول لمواجهة مشكلة الإسكان من خلال صيغة اجتماعية جديدة يشارك فيها رجال الأعمال.. والذي سبقه مشروع تطوير مساكن زينهم وكان قد بدأ عام 9991 عبر ثلاث مراحل بتكلفة وصلت إلي 653 مليون جنيه تحملت محافظة القاهرة منها نحو 05 مليون جنيه حيث وفرت قيمة رفع المخلفات وتجديد شبكات المياه والصرف الصحي والكهرباء وإنشاء الطرق ورصفها والتعويضات الخاصة بنزع ملكية بعض الأراضي وقامت جمعية الهلال الأحمر بتوفير المواد اللازمة لبناء العمارات وبلغ عدد الوحدات 2341 وحدة بمساحة 07 متراً ورغم أن المساكن أطلق عليها مساكن زينهم إلا أنها معروفة للجميع باسم مساكن سوزان مبارك نظراً لوجود اسم السيدة الأولي »سابقاً« علي المنشآت الرسمية هناك وأولها وحدة طب الأسرة. ولأن السلام هو الطريق إلي نوبل لذلك حلمت السيدة الأولي بالحصول علي الجائزة وكونت »جمعية سوزان مبارك للسلام« والتي أقيمت لها المؤتمرات وأنفق عليها الملايين سواء في مؤتمراتها في شرم الشيخ أو مؤتمراتها في القاهرة وغيرها من المدن التي أيضاً كانت تحفل كل مؤتمراتها بمعظم الوزراء والمحافظين الذين يلهثون وراء مؤتمرات السيدة الأولي. حسابات ورغم كل ما أثير عن مكتبة الاسكندرية من وجود حساب خاص بالمكتبة باسم السيدة الأولي وتأكيد د. سراج الدين لوجود هذا الحساب في تحقيقات النيابة إلا أن لا أحد ينكر أن مكتبة الاسكندرية ظلت منذ إنشائها حتي يوم 11 فبراير 1102 تخضع خضوعاً تاماً للسيدة الأولي وهي التي تستضيف ضيوفها فيها وتفتتح مؤتمراتها ولم يكن ينقصها إلا أن تحمل اسمها بدلاً من اسمها القديم الذي لم يعد يناسب العصر. ولا تختلف مكتبة مصر الجديدة عن مكتبة الاسكندرية في شيء سوي عراقة التاريخ واتساع رقعة العمل حتي الحساب الخاص الذي هو باسم سوزان مبارك نفس الشيء بالنسبة لمكتبة مصر الجديدة وهذا ما أكدته لي إحدي عضوات مجلس الإدارة وهي دكتورة فاضلة مؤكدة أن حساب المكتبة وهو باسم سوزان مبارك وبه ما لا يقل عن 521 مليون جنيه من التبرعات الخاصة بالمكتبة التي تملك سوزان مبارك وحدها حق التصرف فيها. لا يقتصر الأمر علي ذلك بل هناك مركز سوزان مبارك الاستكشافي للعلوم وغيره من المراكز التي تمولها الدولة والتي تحمل الاسم والفعل والتصرف للسيدة الأولي »سابقاً«. نعم هناك مشروعات قومية كبيرة مثل مكتبة الاسكندرية والقراءة للجميع ومستشفي 75375 ومستشفيات اليوم الواحد وحملات وزارة الصحة للتوعية الصحية أو لمكافحة الأمراض وصحة المرأة وصحة الطفل وإسكان الشباب وإسكان الدويقة وزينهم والمستقبل وغيرها.. وكلها مشروعات وبرامج دفعت فيها الدولة من خزانتها ومن قوتنا لتحن علينا السيدة الأولي بها.. ونضيف إلي ذلك المجلس القومي للمرأة والمجلس القومي للطفولة والأمومة وغيرها.. هذه المشروعات القومية كلها أهلاً بها لكن بدون مَن من أحد وبدون رعاية من أحد فهي للشعب ومن الشعب ولا يجب أن يكون لدينا بعد ثورة 52 يناير سيدة أولي تمن علينا بما تأخذه من قوتنا.