القوات المسلحة تواصل البحث عن حطام الطائرة المنكوبة

هيئة السلامة الفرنسية تؤكد وجود إنذار بحريق في دورة مياه.. وخبراء: قد يكون بسبب قنبلة

جانب من جهود البحث عن حطام الطائرة المفقودة واصلت الوحدات التابعة للقوات الجوية والبحرية بالقوات المسلحة عمليات البحث عن بقايا حطام الطائرة المصرية المفقودة وجثامين الضحايا.. ونشر العميد محمد عيد المتحدث العسكري للقوات المسلحة صورا وفيديوهات تظهر العثور علي حطام الطائرة ومتعلقات الضحايا.. وأظهرت الصور اجزاء من جسم الطائرة عليها شعار «مصر للطيران» واجزاء اخري من مقاعدها وسترات النجاة.
ميناء طولون
وأكدت هيئة سلامة الطيران الفرنسية أن انذارا آليا بوجود دخان صدر من الطائرة المنكوبة، مشيرة إلي استمرار البحث عن الصندوقين الأسودين للطائرة التي كان علي متنها 66 شخصا.. وغادرت سفينة تابعة للبحرية الفرنسية ميناء طولون علي البحر المتوسط للمشاركة في عمليات البحث عن الطائرة والتي سقطت في واحدة من أعمق الأماكن في البحر المتوسط.
وأعلن متحدث باسم هيئة سلامة الطيران الفرنسية لوكالة فرانس برس ان مكتب التحقيقات والتحليل «يؤكد ان الطائرة اطلقت انذارا آليا بوجود دخان علي متنها قبيل انقطاع بث البيانات» لكنه اضاف ان «الامر لا يزال مبكرا جدا لتفسير وفهم ملابسات الحادث ما لم نعثر علي الحطام والصندوقين الاسودين وأولوية التحقيق هي للعثور علي الحطام والصندوقين اللذين يسجلان بيانات الرحلة».
وبحسب بيانات نشرها موقع «أفياشان هيرالد» المتخصص في الطيران صدرت إنذارات عن أجهزة رصد الدخان في المرحاض وأجهزة إليكترونية قبل دقائق من انقطاع الاتصال بالطائرة. وأوضح الموقع أنه تلقي بيانات صادرة عن نظام الاتصالات الخاصة بالطائرة، وذلك عبر ثلاث قنوات مختلفة. وأظهر نظام الاتصالات رصد الدخان في دورة المياه في الساعة 2:26 بالتوقيت المحلي. وبعد دقيقة، رُصد دخان في الكترونيات الطائرة. وصدرت آخر رسالة عن نظام الاتصالات في الساعة 2:29 قبل أن ينقطع الاتصال مع الطائرة بعد ذلك بأربع دقائق.
ونقلت صحيفة «وول ستريت جورنال» عن مصادر قريبة من التحقيق ان هذه المعطيات «ليست كافية لتحديد اذا كانت الطائرة تعرضت لقنبلة أو أن هناك أسبابا اخري غير واضحة».
شاشات الرادار
وكانت وزارة الدفاع اليونانية قد أعلنت أن الطائرة كانت علي ارتفاع 37 ألف قدم (11200 متر) عندما قامت فجأة «بانحراف 90 درجة يسارا ثم 360 درجة يمينا لتهبط من 37 ألف قدم إلي 15 ألف قدم» قبل اختفائها من شاشات الرادار.
ومن جهة أخري قال مسئول في شركة مصر للطيران ان عمليات البحث تركز علي العثور علي جثت الضحايا والصندوقين الاسودين للطائرة. وردا علي سؤال لفرانس برس حول الانذار الآلي قال رئيس الشركة القابضة لمصر للطيران صفوت مسلم ان «الاسر تريد جثامين ابنائها والجيش يركز علي ذلك في الوقت الراهن وهو ما يشغلنا بالدرجة الاولي الآن». ورفض تأكيد او نفي المعلومات حول صدور انذار اوتوماتيكي.
وغادرت سفينة تابعة للبحرية الفرنسية ميناء طولون علي البحر المتوسط للمشاركة في عمليات البحث عن الطائرة المنكوبة وتحرص بشكل خاص علي العثور علي الصندوقين الاسودين الخاصين بالطائرة. والسفينة التي يبلغ طولها 50 مترا مجهزة بسونار يمكنه تحديد مكان الصوت تحت المياه والذي يصدر من مرشد اللاسلكي الذي يتم تركيبه علي صوت قمرة قيادة الطائرة التي تحطمت وبيانات مسجلات الرحلة. وتقول البحرية الفرنسية إن السفينة تستغرق من يومين إلي ثلاثة حتي تصل السفينة وطاقمها المكون من 90 شخصا إلي نقطة البحث والتي تقع تقريبا في منتصف المسافة بين الاسكندرية وجزيرة كريت اليونانية. وقد يستغرق الامر بعض الوقت للعثور علي الصندوقين الأسودين حيث إن عمق المياه من 2400 إلي 3050 مترا في المنطقة التي يعتقد ان الطائرة سقطت بها.
حركة الملاحة
ذكر موقع متخصص في البيانات البحرية وحركة الملاحة العالمية «مارين ترافيك» إن المكان الذي عثر فيه علي اجزاء من حطام الطائرة هو واحد من أعمق الاماكن في البحر المتوسط. ورصد قمر صناعي تابع لوكالة الفضاء الاوروبية تسربا نفطيا محتملا في نفس المنطقة التي اختفت فيها الطائرة المنكوبة.
من ناحية اخري قال مسئول قضائي فرنسي إن محققي الطيران الفرنسيين بدأوا في فحص واستجواب كل العاملين في مطار شارل ديجول، الذين كانت لهم صلة مباشرة أو غير مباشرة برحلة مصر للطيران (إم إس 804).
ويتضمن التحقيق أفراد المطار الذين كانت لهم صلة بالطائرة أو تعاملوا مع أي أغراض أو بضائع ومن بينهم عمال الأمتعة وعمال الصيانة وأفراد البوابات وحرس الأمن وموظفو تنظيم ركوب الطائرة وآخرون، وكلهم حملوا «شارات حمراء» تسمح لهم بالدخول إلي مناطق محظورة من المطار.
وهذه الشارات تمنح لمدة 3 سنوات من قبل السلطات المحلية وليس من قبل المطار بعد عدة تحقيقات تجريها الشرطة. يشار إلي أنه سحب العشرات من الشارات الحمراء العام الماضي «بسبب ظاهرة التطرف». ويقول المسؤول القضائي إن المحققين أيضا ينظرون في قائمة ركاب الطائرة وأفراد الطاقم للبحث عن أي سجلات جنائية أو صلات بقوائم مراقبة الإرهاب.
وأعلن شريف فتحي وزير الطيران المدني أن مصر ترحب بأي جهة تنطبق عليها الشروط للمشاركة مع فريق التحقيق وأشار إلي ان فرنسا هي الدولة الوحيدة التي تشارك حاليا في التحقيقات حتي الان حيث تشارك بفريق عمل يضم عددا من الخبراء الفرنسيين بالاضافة إلي الممثل المعتمد لدولة الصنع والمصمم للطائرة والمشارك في أعمال لجنة التحقيق وفقا للتشريعات الدولية وأوضح أن بريطانيا أبدت رغبتها في المشاركة في التحقيقات.
القوات المسلحة
أشار وزير الطيران إلي ان القوات المسلحة والبحرية المصرية لاتزال تواصل البحث عن بقايا حطام الطائرة المصرية المفقودة وجثامين الضحايا.. وان فريق البحث عن الحطام هو من سيقرر متي ستنتهي عمليات البحث.. مشيرا الي أن مركز أزمات مصرللطيران يتابع تطورات نتائج أعمال فرق البحث والإنقاذ للوصول لمزيد من التطورات ليتم الإعلان عن أي جديد.
من ناحية اخري قررت مصر للطيران تغيير رقم رحلة الطائرة المنكوبة من 804 الي 802 وذلك بعد الحادث الأليم الذي أدي الي تحطمها وسقوطها في البحر المتوسط وعلي متنها 56 راكبا و10 من أفراد الطاقم.
وأوضح مصدر مسئول بالشركة انه تم تغيير رحلتي السفر والوصول حيث كانت قبل الحادث برقم سفر 803 والوصول 804 بينما أصبحت الان 801 في السفر و802 في الوصول.. ومن ناحية اخري وصلت إلي مطار القاهرة صباح أمس رحلة مصر للطيران القادمة من باريس برقمها الجديد 802 وعلي متنها عدد من الركاب المصريين والفرنسيين.
أهالي الضحايا
ومن جانبه قال صفوت مسلم رئيس الشركة القابضة لمصر للطيران ان حركة التشغيل بالمطار لم تتأثر بحادث سقوط الطائرة، وان وزارة الطيران قدمت الدعوة لأهالي ضحايا الطائرة لاستضافتهم بمصر بالقرب من الحدث وإمدادهم بالمعلومات أولا بأول.. مشيرا الي انه يتم إصدار بيان صحفي لهم كل 4 ساعات ويعقد معهم اجتماعا يوميا في الساعة 11 صباحا لاطلاعهم علي آخر المستجدات.. وأضاف مسلم ان حوادث الطائرات تأخذ وقتا طويلا لكشف حقيقة الحادث بسبب انتشال حطام الطائرة والبحث عن الصندوقين الأسودين.