طالبت مصر بأن يصدر عن قمة الأمن النووي التزام سياسي لا لبس فيه لاطلاق عملية ازالة تامة للاسلحة النووية في اطار زمني محدد. وأعاد احمد أبوالغيط وزير الخارجية في بيان مصر لقمة الأمن النووي تأكيد الحاجة الي قيام جميع الدول النووية باتخاذ تدابير فورية تهدف للازالة التامة للاسلحة النووية تحت نظام رقابة وتحقق دوليين. وابرزت مصر ضرورة اضطلاع المجتمع الدولي بمسئوليته في اخضاع جميع المواد والمنشأت النووية للرقابة الدولية علي جميع المواد والمنشآت النووية خاصة في ضوء استمرار وجود مواد ومنشآت غير خاصة لنظام الضمانات الشاملة للوكالة الدولية للطاقة الذرية مما سيؤدي الي بقاء جميع جهود تحقيق الأمن النووي قاصرة. ومن جهة أخري اكد بيان مصر التشديد علي رفض أي محاولات لفرض قيود علي الحق الأصيل للدول في الاستخدام السلمي للطاقة النووية. وأوضح البيان ان تهديد الارهاب النووي من خلال استخدام الاسلحة النووية أو المواد النووية حتي وأن كان احتمالا مستبعدا يؤكد نقطتين: أولا: أن مجرد وجود اسلحة نووية واحتمال استخدامها ووجود منشآت نووية غير خاضعة لنظام الضمانات يعد في حد ذاته مصدر تهديد عالمي رئيسي. ثانيا: الحاجة لضمان تدابير رقابة فعالة علي الأسلحة النووية حتي يتم التخلص منها ومن المواد النووية تماما لضمان عدم الحصول عليها بشكل غير مشروع والتجار غير المشروع فيها وكذلك ضمان عدم النفاذ بدون رقابة إلي المنشآت النووية. ومن جهة أخري أوضح بيان مصر بصفتها الرئيس الحالي لحركة عدم الانحياز موقف الحركة الذي أكد ان أفضل السبل لمنع الإرهابيين أو المجرمين من الحصول علي أسلحة الدمار الشامل بما في ذلك السلاح النووي هو الإزالة التامة لهذا السلاح. وأشار إلي ان قادة الحركة يرون التعامل مع هذا الخطر في إطار الأممالمتحدة. وقد رحبت مصر بقيام الولاياتالمتحدة وروسيا بالتوقيع علي معاهدة الحد من الأسلحة الاستراتيجية ولكنها أعربت عن القلق الشديد للحجم الكبير لمخزون الأسلحة النووية واحتمال استخدامها سواء من قبل جماعات إرهابية أو دول. وقد بدأ البيان المصري بالإشادة بمبادرة الرئيس أوباما بعقد قمة الأمن النووي باعتبارها فرصة مهمة لتبادل وجهات النظر وبحث أفضل الوسائل للتصدي للإرهاب النووي. ومن جانبه، حذر الرئيس الأمريكي باراك اوباما من وقوع اسلحة نووية في ايدي جماعات ارهابية مثل تنظيم القاعدة، وقال ان منع حدوث ذلك هو التحدي الاكبر الذي يواجه العالم في الوقت الحالي..جاء ذلك قبل ساعات من بدء قمة الامن النووي بمشاركة 50 دولة ومنظمة عالمية. واضاف اوباما انه يتوقع احراز"تقدم هائل" نحو الهدف المتعلق بتأمين المواد النووية غير المحمية جيدا في جميع انحاء العالم. وتعتبر القمة التي تعد اضخم تجمع لزعماء العالم تستضيفه واشنطن في 60 عاما اختبارا لقدرة اوباما لحشد زعماء العالم وراء اجندته النووية..ويهدف اوباما من القمة التي تستمر يومين الي اقناع الدول بالموافقة علي تأمين المواد النووية المعرضة للخطر في غضون اربع سنوات واتخاذ خطوات محددة لشن حملة علي التهريب النووي. وعقد الرئيس الامريكي محادثات ثنائية منفصلة مع رئيسي وزراء الهند وباكستان المسلحتين نوويا ورئيس كازاخستان نور سلطان نزارباييف ورئيس جنوب افريقيا جاكوب زوما. والتقي مع العاهل الاردني الملك عبدالله الثاني ومع زعماء ماليزيا واوكرانيا وارمينيا.. ومن المقرر ان يلتقي اوباما مع الرئيس الصيني هوجين تاو خلال ساعات وهو اللقاء المرتقب لمناقشة العلاقات بين البلدين والتي شهدت توترا خلال الفترة الماضية. وفي غضون ذلك استبعد البيت الابيض اثارة موضوع البرنامج النووي الاسرائيلي خلال القمة..مشيرا الي ان القمة ستركز فقط علي قضيتي الامن النووي والارهاب النووي.