صحيفة سوابقه مليئة بالعمليات الإجرامية، فهي تتنوع ما بين السرقة وتجارة المخدرات والقيادة تحت تأثير الخمر.. هو لوتز باتشمان مؤسس وزعيم حركة «أوروبيون وطنيون ضد أسلمة الغرب» المعروفة باسم»بيجيدا». ويبدو أن وصول الآلاف من اللاجئين إلي أوروبا دفعة واحدة قد أعطي حركة بيجيدا والأحزاب المتطرفة في أوروبا الذريعة للتظاهر المستمر في عدد من الدول الأوروبية، فقد شهدت شوارع مدينة كولونيا الألمانية الأسبوع الماضي مظاهرة لحركة «بيجيدا» للتنديد بسياسة المستشارة أنجيلا ميركل بشأن اللاجئين، وطالب المتظاهرون بإغلاق الحدود أمامهم، وحملوا لافتات معادية للإسلام والمسلمين، في نفس الوقت الذي تواصل السلطات الألمانية التحقيق في أعمال العنف والاعتداءات الجنسية التي شهدتها المدينة ليلة رأس السنة ويشتبه أن مهاجرين وطالبي لجوء يقفون وراءها. وكان باتشمان قد نشر صورة له في حسابه علي «تويتر» وهو يبتسم ويرتدي قميصا كتب عليه «اللاجئون المغتصبون غير مرحب بهم». وقد اتهم عدد من المعارضين لباتشمان اراءه التي تخلط بين اللاجئين والإرهاب، ورأي البعض أنه شخص مثير للشفقة وعديم الجدوي، كما علق دييتر جانكيك النائب عن الحزب الخضر الألماني، قائلاً: «سيكون من الجميل لو كان لديك عقل». ورد باتشمان علي معارضيه في تغريدة قائلا: «أنا لا أفهم الضجة التي أثيرت، أيها البلهاء الذين صفقتم للاجئين في أوروبا، لماذا الآن تتبولون في ملابسكم». كما كتب تغريدة اخري بعد وقت قصير من إغلاق الشرطة لمحطتي سكة حديد في ميونيخ، قال فيها إن الألمان الذين رحّبوا باللاجئين الذين وصلوا بالقطارات عبر تلك المحطات، عليهم أن يعودوا إلي هناك ويتعرضوا لخطر السقوط ضحايا التفجيرات مُستخدماً هاشتاج «اللاجئون من داعش ليس مُرحباً بهم هنا» وقد جاءت كل هذه التغريدات ردا علي هجوم المجموعات اليسارية التي نظّمت تظاهرات مضادة لحركة بيجيدا ورفعت شعار «اللاجئون مُرحب بهم هنا». في أكتوبر 2014 أسس باتشمان حركة بيجيدا متخذاً مدينته «دريسدن» مقراً لها بسبب اندلاع مشاجرة في هامبورج بين مجموعة من السلفيين من مؤيدي «داعش»، ومجموعة من الاكراد أنصار حزب العمال الكردستاني المعارض لنظام الحكم في تركيا، ترتب عليها مصادمات أفزعت الكثير من الألمان علي مستقبل بلادهم التي باتت مسرحا لمصادمات بين أغراب، لا يجمعهم شيء سوي أن جميعهم مسلمون. في البداية كانت الحركةُ تعبر عن نفسها في مظاهرات صغيرة إلي ان تطورت لتصبح حركة يمينية شعبية كبيرة تمكنت من ضم نحو 30 ألف شخص، الا انها تراجعت أوائل صيف 2015، ثم عاد وارتفع نجمها مرة أخري بعد تدفق اللاجئين علي اوروبا والهاربين من سوريا وأفغانستان وبلدان أخري.