كما كانت »رشيدة داتي« ولا تزال صديقة الزوجة الأولي للرئيس »نيكولا ساركوزي« ، أصبحت أيضاً صديقة لزوجته القادمة »كارلا بروني« التي سرعان ما وثقت بدورها في إخلاص »رشيدة« لحبيبها ولها شخصياً. بهذه الصداقة المزدوجة.. نجحت »رشيدة« في إقناع »سيسيليا« بالإبقاء علي »شعرة الخواجة معاوية« مع »نيكولا« إلي ما بعد انتهاء معركة الانتخابات الرئاسية حفاظاً علي »العشرة« مع والد أطفالها! وكانت »سيسيليا« عند حسن ظن »نيكولا« و صديقتها »رشيدة«. فقد تقمصت شخصية: الزوجة المحبة، المساندة لزوجها في سعيه لتولي المنصب المرموق. وافقت علي الابتعاد خلال فترة الانتخابات عن حبيبها المقيم في الولاياتالمتحدة يملك، ويدير، شركة إعلانات ورجعت للإقامة في باريس، وكثيراً ما ظهرت إلي جانب »ساركوزي« تحت الأضواء الإعلامية في العديد من جولاته الانتخابية خاصة في المناطق التي تعتبر من معاقل منافسته مرشحة الحزب الاشتراكي: »سيجولين روايال«. انتهت المعركة علي خير بالنسبة لساركوزي.. وحقق حلمه في نقل مقر إقامته إلي القصر الجمهوري حيث وقفت »سيسيليا« بجواره ومعه أولادهما يستقبلون المهنئين والمهنئات بالحدثين السعيدين: رئاسة الجمهورية، واستئناف الحياة الزوجية. ولم تطلع رشيدة »من المولد بلا حمص«. فقد كان رئيس الجمهورية الجديد كريماً إلي أقصي درجة، وفاجأ الدنيا كلها باختيار »رشيدة داتي« كأول سيدة، وأول مغربية/جزائرية، وأول مسلمة، ويوليها وزارة كبري مثل: وزارة العدل في أول حكومة فرنسية بعد انتخابه رئيساً للبلاد! الفترة الانتقالية لحالة: »لا حرب ولا سلم« لم تستمر طويلاً. فسرعان ما انكشفت الحقيقة. فلا الحياة الزوجية عادت، ولا الزوجان قطعا علاقتيهما بمن خطفا قلبيهما! ومنعاً لتفاقم، وتدفق، سيول النميمة.. قرر الرئيس الفرنسي رفع ستار السرية عن حياته الشخصية، معلناً اتفاقه مع زوجته »سيسيليا« علي الطلاق كحل يرضي كل الأطراف! وبعد فترة قصيرة .. شهدت العاصمة الباريسية احتفالاً بسيطاً بزواج الرئيس »نيكولا ساركوزي« من »كارلا بروني«.. التي استطاعت في فترة قصيرة أن تكسب قلوب وعقول الفرنسيين رغم كل الحملات الإعلامية التي تعرضت ولا تزال لها سواء في فرنسا أو خارجها خاصة في بريطانيا! بهذه النتائج السعيدة المتلاحقة الواحدة بعد الأخري تأكدت المحظوظة: »رشيدة داتي« أن كل الأطراف، وهي أولهم، قد هنئوا، ونعموا، واطمأنوا. »نيكولا« أصبح رئيساً وعريساً. »سيسيليا« أنهت مشكلتها الشخصية واستردت كامل حريتها. »كارلا« تزوجت وأصبحت سيدة فرنسا الأولي، ولن تتخلي عن هوايتها في الغناء. أما »رشيدة« فقد أصبحت وزيرة العدل في إحدي كبريات دول العالم. وإذا كان الثلاثة الأول قد قنعوا بما نالوه، فإن الرابعة ظلت متمسكة بطموحاتها التي لا سقف يحجمها، و واصلت تفكيرها وتخطيطها لحصد المزيد! حقيقة أن »رشيدة« ابنة العامل المغربي من زوجته الجزائرية وصلت إلي ما لم تصل إليه غيرها، وخلال فترة زمنية قاسية، لكن حقيقة أيضاً أنها تصوّرت أن الحظ الذي وقف دائماً إلي جانبها لن يتخلي عنها وإلي أجل غير مسمي (..) وعليها بالتالي أن تواصل مسيرتها في تحقيق »الانتصارات« و»الانفرادات«، وتؤكد للدنيا كلها أن المرأة بثقافتها، وعلمها، وخياراتها قادرة علي تحقيق ذاتها بصرف النظر عن بيئتها، أو لون بشرتها، أو ديانتها. ومرت شهور.. تألقت خلالها »رشيدة« كوزيرة تتبني مشروع إصلاح ميزان العدالة في فرنسا، وتطوير محاكمها، وسجونها، وحل مشاكل قضاتها ومحققي نياباتها.. وفي الوقت نفسه أقدمت علي اتخاذ قرارات أثارت حنق قضاة، وبعض موظفي وزارة العدل، ووجدوا أجهزة إعلام تتبني شكواهم وتبرز سخطهم وغضبهم، علي »وزيرتهم« ليس فقط بهدف التربص بها شخصياً، وإنما بهدف التهجم علي الرئيس الذي جاء بها إلي هذا المنصب، ويواصل دعمها ومساندتها رغم تزايد المتضررين من قراراتها ومنهم قضاة أجلاء لم يسبق أن عوملوا تلك المعاملة (..) . .. وأواصل غداً. إبراهيم سعده [email protected]