نفت وزيرة العدل السابقة »رشيدة داتي« أي دور لها في اختلاق الشائعة التي طالت سمعة الرئيس الفرنسي و زوجته في الأيام الأخيرة. أكدت »رشيدة« المرة بعد الأخري أنها ليست من هذا النوع الذي يُشهّر بالآخرين، وأن ما تتهم به لا يستحق سوي الإزدراء . ونفس النفي أكدته زوجة الرئيس »كارلا« في تصريحاتها الصحفية والإذاعية، مكررة اعتزازها هي و زوجها بالصداقة التي تربطهما برشيدة. ومن جانبه.. أبدي »ساركوزي« »استسخافه« مما قيل ويقال عن خيانته لزوجته، وخيانة زوجته له بما يعني اقتناعه ب »براءة« من قرّبها منه، ولولاه لما وصلت إلي ما وصلت إليه حتي الآن. الصحافة الفرنسية مثلها مثل صحافة أي بلد آخر شككت في مصداقية هذا النفي الثلاثي، وأرجعته لأسباب ومبررات عديدة: قالوا إن الوزيرة السابقة لا تريد قطع »شعرة الخواجة معاوية« مع صديقيها: رئيس الجمهورية، وزوجته. وقالوا إن »ساركوزي« و »زوجته« يريدان كسب صمت »رشيدة« لأنها من المؤكد تملك الكثير الذي يمكنها الكشف عنه مما يسيء إلي »ساركوزي« في عيون الرأي العام، وبالتالي فإن السلم معها هو أفضل الخيارات! ما قالوه، وكتبوه من التفسيرات، والمبررات لم تصمد طويلاً. فسرعان ما انشغل الوسطان: الصحفي، والسياسي، بشائعة أخري وببطليها المعنيين! زعموا أن الرئيس الفرنسي كان يتابع علي شاشة التليفزيون نتائج الانتخابات المحلية التي خسر فيها حزب اليمين الحاكم عندما فوجيء بوزيرة العدل السابقة، والنائبة في البرلمان الأوروبي حاليا:»رشيدة داتي« تظهر علي الشاشة، وتعلق علي تلك النتائج، وتطالب أعضاء حزبها الحاكم بالعودة إلي الأصول المتفق عليها، فما كان من الرئيس إلاّ أن أصدر تعليماته بسحب السيارات، والحراسات، لأنها كما قيل »لم تشارك أصلاً في الحملة الانتخابية لصالح مرشحي الحزب، وبالتالي لا يحق لها الظهور الآن بعد ظهور النتائج لتعلق عليها في التليفزيون، وتنتقد أداء الحزب في الفترة السابقة، وكأنها تتشفي في هزيمته؟!«. وضعت الصحف كمية كبيرة من الملح والفلفل علي »القصة« الجديدة، مؤكدة أن »رشيدة« علمت بعقابها فور عودتها من استديو القناة:»فرنسا2« بعد الإدلاء بتعليقها علي الانتخابات المحلية. قالت صحف إن »رشيدة« تعتقد أن الرئيس ساركوزي لا علاقة له بسحب سياراتها وحراسها، وإنما المسئول عن ذلك هو وزير الداخلية »بريس هورتفو« الذي تعتبره أعتي خصومها! وقالت صحيفة »ليبراسيون« إن وزير الداخلية اتصل تليفونيا بالوزيرة السابقة والنائبة الأوروبية الحالية »رشيدة داتي« ليوضح لها أنها ليست مقصودة شخصياً بقرار سحب السيارات وأفراد الحراسة، وإنما يتم ذلك تنفيذاً لخطة أمنية، تقشفية، سبق الاتفاق عليها من قبل، ويجري تطبيقها علي العديد من المسئولين السابقين مثل وزير المالية السابق، ورئيس مجلس الشيوخ السابق.. وغيرهما، إلاّ أن »رشيدة« سارعت بإغلاق السماعة في وجه سيادة الوزير(..). ولم يتوقف العقاب عند سحب سيارات، وسحب أفراد أمن.. فقد نشرت صحيفة »لا تريبون دي جنيف« السويسرية أن »رشيدة داتي« سافرت إلي جنيف في زيارة عمل بصفتها الحزبية، ففوجئت بأن سكرتارية الحزب الحاكم الفرنسي، ألغت حجزها في فندق (5نجوم) وحجزت لها في فندق (4نجوم) بالقرب من المطار! مصدر مطلع في الحزب برر هذا التصرف المتزامن ، بالصدفة طبعاً، مع سحب السيارات وأفراد الحراسات بارتفاع سعر إيجار الغرفة في الفندق الأول الليلة ب005 فرنك في حين أن إيجار الغرفة في الفندق الثاني 002فرنك فقط .. يا بلاش! وأضاف المصدر المطلع في الحزب الحاكم معرباً عن ثقته في أن الوزيرة السابقة، والعضو الناشط حالياً في الحزب، ستبدي قبولها وتفهمها لقرار تغيير الفندق خاصة أنها لا تمانع في ضغط المصروفات العامة (..).