يحدث هذا في فرنسا: وزيرة سابقة، و رئيس جمهورية، و زوجة الرئيس، وجد الثلاثة أنفسهم فجأة في قلب »إعصار« نميمي، إعلامي، غير مسبوق. قالوا إن »كارلا بروني« تخون زوجها »نيكولا ساركوزي«، وإن »نيكولا« يخون »كارلا« بدوره، وإن وزيرة العدل السابقة: »رشيدة داتي« هي التي أطلقت، وروّجت، تلك النميمة! وجدت »النميمة« من صدقها، وبررها بأن »رشيدة« تنتقم ممن كانت تتصوّر أنه لن يتخلي عنها أبداً! الصحف البريطانية كانت أول من رحبت بهذا »الخبر« كعادتها بالترحيب بكل ما يسيء لفرنسا والفرنسيين! وخلال الزيارة الأخيرة التي قام بها الرئيس الفرنسي للولايات المتحدة لإلقاء خطاب في جامعة »كولومبيا«، بنيويورك، ولقاء الرئيس »أوباما« في البيت الأبيض بواشنطون سئل عن صحة أو كذب خيانته لزوجته، وخيانة زوجته له (..). ونجح الرئيس الفرنسي في ضبط أعصابه، وكبح انفعالاته، وجاهد بكل استطاعته لمنع نفسه من لعن »سنسفيل« الذي جاء بهؤلاء الصحفيين الذين هم في وادٍ وهو في وادٍ مختلف! فهو جاء إلي الولاياتالمتحدة ليتشاور مع رئيسها في كيفية حل مشاكل الكرة الأرضية وكان يتوقع من هؤلاء »..« يقصد الصحفيين أن يسألوه عن تلك الحلول، ففوجيء بهم يحدثونه عن الخيانة في قصر الإليزيه! تماسك »ساركوزي« بقدر استطاعته واستخف كثيراً مما يقال ويتردد علي ألسنة الناس »الفاضية«. كما أدلت زوجة الرئيس الفرنسي »كارلا« بحديث إذاعي لمحطة »أوروبا1« أعلنت فيه بدورها استخفافها بالنميمة المثارة، مؤكدة أنها وزوجها لا يعيرانها أدني التفات، وأن ما يقال ليس مقبولاً بالطبع، لكنه في الوقت نفسه بلا أهمية ولا يستحق الاهتمام. وانتهزت السيدة الفرنسية الأولي هذه المناسبة لتؤكد أن »رشيدة داتي« صديقة مقربة من الزوجين ، وإنهما يكذبان ما ينسب إليها من أنها »مروجة الخيانة الزوجية الرئاسية«! كما نفت »كارلا« كل ما قيل، ونشر، عن قيام الشرطة، والمخابرات بأمر من »ساركوزي« بإجراء تحقيقات موسعة لمعرفة »أصل وفصل« هذه الشائعة من جهة و تحديد دور وزيرة العدل السابقة في اختلاق، أو ترديد، أو ترويج تلك النميمة. وأنهت »كارلا« حديثها الإذاعي مؤكدة أن زوجها لم يطلب مطلقاً من أي جهاز أمني أو قضائي التحقيق في الشائعة التي أحدثت دوياً إعلامياً ما يزال يتردد صداه حتي الآن. ما قالته »كارلا«، عبر إذاعة »أوروبا 1 «، رحب به زوجها »نيكولا« وقال للقناة التليفزيونية الأمريكية»CBS «إنهما يقصد نفسه وزوجته »سمن علي عسل« في تقاربهما، وحبهما. وكيف أنه كان فخوراً بأسلوب »كارلا« في حديثها الإذاعي. فقد كانت هادئة في حديثها، كما كانت كلماتها تتميز بالكثير من العلو والسمو. وأكد الرئيس الفرنسي أنه يأسف دائماً، في كل مرة تثار فيها البلبلة بين الناس نتيجة قول أو فعل يمس من قريب أو بعيد ما يحدث من حولهما أي: نيكولا وكارلا أو بجوارهما، أو أمامهما، أو بسببهما.. وفي كل الحالات فإنهما يتجاوزان هذه المواقف عادة بالمزيد من التقارب بينهما. نفي »النميمة« بلسان الرئيس الفرنسي وزوجته لم يكن كافياً لإبعاد تهمة »الاختلاق والترويج« عن وزيرة العدل السابقة:»رشيدة داتي«. فرغم أنها أي: رشيدة نددت بهذا الاتهام، ونفت عن نفسها أية علاقة بتلك النميمة السخيفة، إلاّ أن خصوم »رشيدة« لم يتوقفوا عن اتهامها والإصرار علي تشويه البقية الباقية من صورتها أمام رئيس الجمهورية وزوجته. من سمع حديث السيدة الفرنسية الأولي في الإذاعة صدق ما أكدته عن براءة »رشيدة« مما ينسب إليها.. لكن عدم تطرّق الرئيس »ساركوزي« لوزيرة العدل السابقة سواء باتهامها أو تبرئتها شجع خصوم »رشيدة« علي مواصلة تضخيم الاتهام ضدها، والتأكيد علي أن »رشيدة« التي صعدت بسرعة الصاروخ، تتهاوي الآن إلي ما تحت الحضيض. واستند »المتشفون« في انهيار »رشيدة« إلي ما أبرزته الصحف الفرنسية في صفحاتها الأولي الصادرة في 31مارس الماضي، تحت عناوين مثيرة تؤكد أنه صدرت أوامر عليا بسحب الحراسة فوراً من أمام مقر إقامة وزيرة العدل السابقة. ليس هذا فقط.. بل صاحب ذلك سحب سيارتها الحكومية من طراز:»بيجو 607« وسحب سائقها معها، و سحب ضباط الأمن الأربعة المكلفين بمرافقتها! قال البعض: هكذا يكون الرد الصاعق علي من يتطاول علي ساركوزي أو زوجته! أما البعض الآخر فينفي ذلك ويري أن الانتقام جاء لسبب آخر. .. وللحديث بقية