بالرغم من تدافع العديد من المرشحين لخوض انتخابات الرئاسة الأمريكية إلا أن الملياردير دونالد ترامب يتصدر قائمة المرشحين للانتخابات التمهيدية للحزب الجمهوري في السباق الرئاسي والتي ستبدأ في فبراير 2016 في نيوهامبشير وآيوا، وقد بلغ عدد المرشحين للرئاسة الامريكية التي ستجري في نوفمبر 2016 حتي الان 16 متنافسا.. ويأتي هذا التصدر لترامب في استطلاعات الرأي بالرغم من تصريحاته التي أثارت جدلاً كبيراً، وكان من اكثرها جنونا ما اقترحه حلا للصراع العربي الاسرائيلي «أعطوا بورتوريكو للفلسطينيّين كتعويض عن خضوعهم لإسرائيل».. ووفقا لخطة ترامب المجنونة تمول امريكا نقل 4 ملايين فلسطيني من الضفة الغربية وقطاع غزة إلي بورتوريكو حيث أنّ مساحتها أكبر من الضفة الغربية وغزّة. ووصل جنون ترامب اقصاه حين اعلن: وحتّي أنا شخصيّا سأنشئ لهم نسخة مطابقة للمسجد الذي يقتلون بسببه الإسرائيليّينَ الأبرياء». وينسي ترامب او يتناسي منزلة المسجد الاقصي في عقيدة المسلمين، كما يتغافل عن عمليات الاقتحام المستمرة للمستوطنين المتطرفين للاقصي التي يقتلون ويحرقون فيها مرابطو اولي القبلتين وثالث الحرمين. وحتي اقرانه الامريكان لم يسلموا من لسانه فقد شن هجوماً لاذعاً علي السيناتور جون ماكين قائلاً أنه لا يستحق لقب «بطل حرب»، فهل يكون الانسان بطل لمجرد تعرضه للاسر».. وخلال الاعلان عن ترشحه تحدث ترامب بغطرسته المعهودة متباهيا بأنه سيكون أهم رئيس في تاريخ البلاد، وأنه سيهزم «داعش»، وسيحرم ايران من برنامجها النووي، وسوف يواجه خصوم أمريكا بذكاء يتناقض مع غباء القادة الحاليين للبلاد، لكنه لم يكبد نفسه عناء شرح أسلوبه في تحقيق هذه الأهداف، إلا أن التصريحات التي خرج بها ترامب ضد المهاجرين المكسيكيين كانت من أبشع ما نطق به بسبب عنصريته واهاناته ليس فقط لسكان دولة جارة لامريكا، بل لملايين الأمريكيين من ذوي ألاصل اللاتيني. وكان ترامب قد تعهد ببناء جدار كبير علي طول الحدود لابقاء ما يمكن وصفه ب « البرابرة الجدد» وراء الجدران السميكة لأمريكا. لقد وجد ترامب في نظام الهجرة الذي يحتاج إلي اصلاح وفي المهاجرين المكسيكيين البعبع الذي سيستغله لتحقيق اهدافه السياسية أو علي الأقل للبقاء في دائرة كاميرات الاعلام، وهذا ما حققه بنجاح باهر، لاسباب عدة بعضها يرجع لحالة الاغتراب التي يعيشها الكثير من المواطنين مع النخبة السياسية من الحزبين التي تهيمن علي واشنطن وتسبب الاستقطابات العميقة بين الجمهوريين والديمقراطيين والتي منعت - وخصوصاً خلال ولاياتي الرئيس الامريكي باراك أوباما - الطبقة السياسية من التوصل للتسويات المطلوبة في نظام ديمقراطي معقد مثل النظام الأمريكي. وفي حالة فوز ترامب بترشيح الحزب الجمهوري سيخوض الانتخابات الرئاسية ضد وزيرة الخارجية السابقة هيلاري هلينتون باعتبارها اكثر المرشحين الديمقراطيين احتمالا بالفوز بترشيح الحزب في الانتخابات التمهيدية.