دافع الرئيس الأمريكي باراك أوباما في خطاب "حالة الإتحاد" الذي ألقاه في جلسة مشتركة لمجلسي الكونجرس عن سياساته الاقتصادية، مغازلا الجمهوريين فبما يتعلق بالضرائب، بينما مر سريعا علي ملفات السياسة الخارجية. وأكد الرئيس الأمريكي علي أهمية التعامل مع أزمة العجز المتنامي في الميزانية لكنه أكد علي ألا يكون ذلك علي حساب الانفاق علي برامج قال انها "تسمح للولايات المتحدة بمواجهة صعود قوي جديدة" مثل الصين والهند. وحذر من ان أمريكا تخاطر بمكانتها العالمية اذا ما تراجعت عن مجالات النفقات المهمة". ودافع أوباما عن برنامجيه للتأمينات الاجتماعية، وإصلاحات النظام الصحي، منتقدا في الوقت نفسه تطبيق "الاستقطاعات الضريبية علي المواطنين الأغنياء". وفي الوقت الذي يستعد فيه أوباما لبدء حملة ترشحه لولاية رئاسية ثانية، لاقي في خطابه بعض من مطالب الجمهوريين بخفض الانفاق الحكومي، معلنا انه سيشطب 400 مليار دولار من عجز الميزانية التي تصل الي 14 الف مليار دولار، وذلك علي مدي عشر سنوات. كما دعا الرئيس الأمريكي الي خفض ضرائب الشركات الكبيرة للمرة الأولي منذ 25 عاما، وتعديل القانون الضريبي وإنهاء المشروعات الي تحصل علي تمويل حكومي دون رقابة تذكر، وهي اقتراحات ربما تجد قبولا لدي الجمهوريين. وحث أوباما الكونجرس علي إلغاء "مليارات الدولارات التي تقدم كهدايا للشركات النفطية". لكن الرد الجمهوري في المقابل بدا مصرا علي مطالبه بخفض الإنفاق العام. وكان الجمهوريون قد انتزعوا الأغلبية في مجلس النواب كما عززوا موقعهم داخل مجلس الشيوخ بعد انتخابات التجديد النصفي في نوفمبر الماضي، وتوعدوا بإبطال إصلاحات أوباما. وقال الرئيس الأمريكي في خطابه "لقد قرر الشعب ان تكون مسئولية الحكم مشتركة بين الأحزاب"، مضيفا " لن تقر اية قوانين جديدة الا بدعم من الديمقراطيين والجمهوريين.. سوف نتقدم معا او لا نتقدم معا". وفي مقابل الضغوط الإقتصادية، أبرز أوباما التقدم الذي حققته ادارته في "أفغانستان من حيث الثبات في مواجهة القاعدة، والعراق بينما أكد ان موقفها صارم من كوريا الشمالية وايران بشأن كموحاتهما النووية. لكن خطاب أوباما خلا من ذكر جهود السلام المتعثرة في الشرق الأوسط والتي أطلقها أوباما في سبتمبر الماضي وسارع مسئولون بالبيت الأبيض للتأكيد ان ذلك "لا يعبر عن اي ضعف في التزام بلاده بمساندة مساعي السلام". كما قال الرئيس الأمريكي ان بلاده تقف الي جانب شعب تونس "حيث أثبتت ارادة الشعب انها أقوي من ارادة الحاكم المستبد".