طغت الأوضاع الاقتصادية والقضايا المحلية علي أول خطاب عن حالة الاتحاد يلقيه الرئيس الأمريكي باراك أوباما فيما اختفت تماما القضية الفلسطينية، ولم يرد أي ذكر لعملية السلام في الشرق الأوسط وذلك للمرة الأولي منذ سنوات عديدة، بل إن الجانب الأمني ومحاربة الإرهاب لم يحتل إلا ركنا ضئيلا من الخطاب الذي اقتصر علي تأكيد أن إدارته تعمل علي سد الثغرات التي برزت في محاولة تفجير طائرة تابعة لخطوط نورث ويست الأمريكية علي يد النيجيري عمر فاروق عبد المطلب عشية عيد الميلاد السابق، لكن أوباما أكد ضرورة حماية أمن البلاد بالتوازي مع الحفاظ علي القيم الأمريكية، مشيرا إلي أنه أمر بوقف التعذيب وعمل علي تعزيز الشراكة مع دول العالم من المحيط الهادي إلي جنوب آسيا إلي شبه الجزيرة العربية. وأكد الرئيس الأمريكي في خطابه أمام الكونجرس أن العاصفة الاقتصادية مرت ولكن الخسائر لا تزال قائمة ، مشيرا إلي أن الخطوات التي قامت بها إدارته حالت دون غرق الولاياتالمتحدة في أزمة كبيرة كتلك التي شهدتها في ثلاثينيات القرن الماضي. وقد سارع الحزب الجمهوري بالرد علي خطاب أوباما أمام جلسة مشتركة لمجلسي الشيوخ والنواب ، حيث ألقي الخطاب عن الجمهوريين حاكم ولاية فيرجينيا بوب ماكدونيل الذي انتقد سياسات الإنفاق الحكومي التي قال إنها تثقل الميزانية بمزيد من الديون. وقال ماكدونيل إن أكثر من ثلاثة ملايين أمريكي فقدوا وظائفهم خلال العام الماضي بعد أن تعهد الديمقراطيون بتقليص معدلات البطالة لتقف عند8٪ فقط بينما وصلت إلي 10٪، وقدر ماكدونيل نصيب الأسرة الأمريكية من الدين الفيدرالي بحوالي 100 ألف دولار. وكان الرئيس الامريكي باراك أوباما قد هاجم في خطابه السنوي الأول أمام الكونجرس حول حال الاتحاد خصومه الجمهوريين متهما إياهم بعرقلة إقرار القوانين بدوافع انتخابية وزرع الشقاق بين المواطنين، وذلك قبيل أشهر من انتخابات منتصف الولاية. وقال أوباما أمام الكونجرس بمجلسيه النواب والشيوخ "لا يمكننا تجريد حملة متواصلة عنوانها الاوحد من يحرز العناوين الصحفية الاكثر احراجا لمنافسه، والقائمة علي فكرة "إذا خسرت أنت أربح أنا". وقال أوباما "لا يجوز لاي حزب أن يؤخر او ان يعيق بشكل منهجي مشاريع القوانين لمجرد انه قادر علي ذلك. واضاف أوباما "اعلم انها سنة انتخابات ولكننا بحاجة إلي الاستمرار في ممارسة الحكم"، مشيرا الي أن هجمات السياسيين "تزرع الشقاق بين مواطنينا وتجعلهم أكثر حذرا حيال حكومتنا". وقال الرئيس الامريكي "اذا كانت القيادة الجمهورية تصر علي أن 60 صوتا في مجلس الشيوخ مطلوبة للتصرف علي هذا النحو في هذه المدينة، فأنتم تتحملون ايضا مسؤولية الحكم"، داعيا معارضيه الي "ان يظهروا للامريكيين اننا انتصرنا سويا". واعلن أوباما أن الحرب في العراق "شارفت علي النهاية" وان "القوات ستعود الي البلاد". وقال "في الوقت الذي نتعهد فيه القتال ضد القاعدة فإننا نترك العراق لشعبه بطريقة مسئولة" مضيفا "عندما كنت مرشحا، وعدت بأني ساضع حدا لهذه الحرب وهذا ما افعله كرئيس". واضاف "كل القوات القتالية ستخرج من البلاد قبل نهاية شهر أغسطس، مؤكدا المهلة التي كانت حددتها ادارته وسيتم الانسحاب النهائي نهاية العام 2011 . كما هدد أوباما إيران ب"تداعيات متزايدة" في حال استمر زعماء هذا البلد في "تجاهل واجباتهم" عبر السعي لحيازة السلاح النووي. واعتبر أوباما ان الدبلوماسية التي تعتمدها ادارته عززت موقف واشنطن تجاه "الدول التي لا تكف عن انتهاك الاتفاقات الدولية من اجل الحصول" علي السلاح النووي.