ليست هي المرة الأولي التي تثبت فيها جماعات سلفية، متطرفة، فلسطينية، العداء لمصر والمصريين. فالطريق إلي تل أبيب كما يري هؤلاء يمر علي أرض الكنانة أولاً! في العملية الإرهابية التي تعرض لها حي الحسين بالقاهرة منذ فترة واستهدفت تفجير المنطقة الأثرية، الدينية، السياحية.. كانت العقلية المدبرة، المخططة، الممولة، لها.. فصيل من فصائل تلك الجماعات وثيقة الصلة بحركة »حماس« التي نجحت حتي الآن في نسف القضية الفلسطينية، وقدمت فرصة العمل للعدو الصهيوني لإثبات أن الفلسطينيين لا يريدون إتفاقاً، ولا يسعون إلي السلام الذي يعيد الأرض والحقوق للشعب الفلسطيني. فعندما ينقسم هذا الشعب إلي منظمات وجماعات متنافرة، متضاربة، وتنجح إحداها في طرد السلطة الفلسطينية من قطاع غزة، وتغتصب لنفسها سلطة إدارته، وحكمه، والتنكيل بأنصار السلطة الشرعية، وإلقاء بعضهم من الطوابق العليا وكله طبعاً باسم الإسلام، وفي سبيل الجهاد الإسلامي فمن الطبيعي أن تتساءل إسرائيل: » عن أي شعب تطالبون بقيام دولته؟! السلطة التي تقلص نفوذها داخل رام الله في الضفة الغربية، أم حركة حماس التي تحكم قطاع غزة؟!«. ومن التساؤل إلي التبجح قائلة:»عندما نجد متحدثاً واحداً للشعب الفلسطيني.. فسوف نستأنف عندئذ مفاوضات حل القضية؟!«. ولأن مصر شعباً وقيادة حريصة علي وحدة الشعب الفلسطيني، وشرعية سلطته، وعلي قيام دولته فوق أرضه، فكان العداء السافر لها ولكل ما تفعله، يتصدر قائمة أولويات واهتمامات جماعات تكريس انقسام الفلسطينيين تحت قيادات متضاربة، بدءاً ب »حماس« مروراً علي »جيش الإسلام« وثيق الصلة بتنظيم »القاعدة«! لهذا لم يفاجأ كثيرون وهم يستمعون إلي خطاب وزير الداخلية: السيد/ حبيب العادلي أمس الأول الذي كشف فيه عن تورط ما يعرف باسم »جيش الإسلام الفلسطيني« في تفجيرات كنيسة القديسين بالإسكندرية. وأضاف حبيب العادلي موضحاً أن »الجريمة الإرهابية التي روّعت الإسكندرية، بقدر ما أوجعت ضمير الأمة بقدر ما تعاظم معها العزم علي حماية وحدة النسيج الوطني، وأنها استهدفت مصر بأسرها«. الحقائق التي كشف عنها وزير الداخلية في خطابه بمناسبة الاحتفال بعيد الشرطة استحقت الإشادة من كل المصريين بلسان الرئيس حسني مبارك الذي هنأ في كلمته أمس الأول جهاز الشرطة المصري لتوصلهم إلي مرتكبي العمل الإرهابي، قائلاً:» إن ما استمعنا إليه من وزير الداخلية الآن، يشفي صدور جميع المصريين ويضع وساماً جديداً علي صدور رجال الشرطة ونحن نحتفل بعيدهم«. وأضاف الرئيس مبارك مؤكداً عزم وإصرار مصر علي التصدي لدعاة الفتنة، ومحاسبة المروجين لها والمحرضين عليها، وملاحقة مرتكبي الجرائم الإرهابية في داخل مصر وخارجها. وأسعدني ما قرأته أمس منسوباً لرئيس السلطة الفلسطينية الشرعية »أبو مازن« تعليقاً علي ما كشف عنه وزير الداخلية المصري. ففي تصريحات للرئيس محمود عباس في حواره مع رؤساء تحرير الصحف المصرية ندد فيها بتورط »جيش الإسلام الفلسطيني« في تفجيرات الكنيسة المصرية، و وصفه ب »العمل المشين، المخزي، المعيب.. ولابد من معاقبة مرتكبيه«. ولم يكتف الرئيس الشرعي الفلسطيني بهذا التنديد.. وإنما أضاف قائلاً: » نعم.. غزة بها تنظيم متطرف. وسواء أكان المتورطون في حادث كنيسة القديسين فلسطينيين أم غيرهم، فلا يجوز التهاون معهم«. ما سمعناه، ونسمعه.. لابد أن يقلقنا علي ما يجري في منطقتنا العربية من تهديدات تخططها أنظمة خارجية، وجدت جماعات محلية للأسف الشديد تقوم بتنفيذها داخل البلاد التي تحمل تلك الجماعات هويتها! والقلق المشروع لا يعني التهويل ولا التهوين، وإنما يزيد من تصميمنا علي التصدي لما يخططه المتطرفون المضللون ضدنا. فمصر كما أكد الرئيس حسني مبارك »ستنتصر مرة أخري في معركتها مع الإرهاب، ولن تسمح له بزعزعة استقرارها أو ترويع شعبها أو النيل من وحدة مسلميها وأقباطها، ولن تزداد إلاّ تصميماً علي محاصرته وملاحقته وقطع يده و اقتلاع جذوره«. إبراهيم سعده [email protected]