سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
الرئيس مبارك يبحث مع وزيرة الخارجية الفرنسية قضايا السلام ولبنان والاتحاد المتوسطي أبوالغيط: مصر تتيح حرية العقيدة وممارسة الشعائر.. وتوفير الحماية للجميع مسئولية الدولة
ماري: مصر دولة الديموقراطية والتسامح هي التي تعرضت للهجوم في حادث كنيسة الإسكندرية.. والشعب تمسك بشكل رائع بوحدته الوطنية تصدرت قضايا السلام في الشرق الأوسط، والاوضاع في لبنان، والتعاون الاقليمي في اطار الاتحاد من اجل المتوسط، الذي تتولي مصر وفرنسا رئاسته المشتركة المباحثات المهمة التي أجراها الرئيس حسني مبارك صباح امس بمقر رئاسة الجمهورية بمصر الجديدة، مع ميشال اليو ماري نائبة رئيس الوزراء ،وزيرة الخارجية والشئون الأوروبية الفرنسية، التي تقوم حاليا بجولة في المنطقة. وعلي مدي ساعة ونصف الساعة أجري الرئيس مبارك مباحثات مستفيضة مع وزير الخارجية الفرنسية بحضور احمد أبوالغيط وزيرة الخارجية ، وباتريس باولي مدير ادارة افريقيا والشرق الاوسط بالخارجية الفرنسية وجان فيليكس باجانون سفير فرنسا بالقاهرة. وركزت المباحثات علي بحث تطورات الاوضاع في المنطقة وسبل دفع عملية السلام في الشرق الاوسط ، والمستجدات علي الساحة اللبنانية بعد استقالة حكومة سعد الحريري ، وكذلك الاوضاع في السودان والعراق.. كما تناولت المقابلة سبل توسيع التعاون الثنائي بين مصر وفرنسا في مختلف المجالات الي جانب تنشيط الاتحاد من أجل المتوسط. وأشادت الوزير الفرنسية بما لمسته في مصر من حرص علي وحدة النسيج الوطني ، والذي وصفته بأنه كان "شيئا رائعا"، مؤكدة أن الارهاب يهدد الجميع ويجب التكاتف من اجل التصدي له في كل انحاء العالم. مؤتمر صحفي وقد عقد وزير الخارجية أحمد ابو الغيط مؤتمرا صحفيا مشتركا مع الوزيرة الفرنسية ، أكد في بدايته أن الرئيس مبارك استقبل وزيرة الخارجية صباح أمس لمدة ساعة ونصف الساعة ، واضاف ابو الغيط أنه من جانبه عقد اجتماعا آخر مع الوزيرة صباح امس استمر لمدة ساعة ونصف أخري ، مشيرا الي ان المباحثات مع الوزيرة الفرنسية اتسمت بكثير من الصراحة وروح الصداقة الوثيقة بين مصر وفرنسا. واضاف أن المباحثات تناولت الاوضاع في الشرق الاوسط في اطاره العام مع التركيز علي القضية الفلسطينية ، وسبل ودفع عملية السلام والوضع في لبنان ،وضرورة التمسك بالشرعية للحكم في لبنان، والتنفيذ الكامل لاتفاق الطائف..كما تطرقت المباحثات الي مسألة علاقة ايران بالعالم الغربي، والوضع الايراني بصفة عامة، والملف النووي الايراني. واضاف ابوالغيط أن اللقاء اتسم بالصراحة في ضوء العلاقات المصرية الفرنسية الوثيقة.. مشيرا الي ان هناك اجتماعات ستعقد في باريس قريبا، وسوف يشارك فيها بصفته وزيرا للخارجية. وأوضح أن المباحثات تطرقت كذلك الي التعاون في اطار الاتحاد من اجل المتوسط، وتم الاتفاق علي ضرورة تفعيل الاجتماعات. حادث الاسكندرية واشار الي أنه قدم شرحا للوزيرة الفرنسية عن حادث الاسكندرية، مؤكدا أن الوزيرة عبرت عن تفهمها لحادث الاسكندرية الارهابي ،وان الهدف من هذا الحادث الارهابي كان ضرب الوحدة الوطنية .. وان الشعب المصري كله التف حول الكنيسة ليؤكد المصريون علي قوة ووحدة النسيج القومي والوطني للشعب المصري. واضاف ابو الغيط اننا اتفقنا خلال المباحثات علي تكثيف الاتصالات بين مصر وفرنسا ، وبين فرنسا وبقية دول الاتحاد الاوروبي من أجل التوصل الي كيفية ايجاد فهم مشترك لهذه الظاهرة التي يتعرض لها الشرق الاوسط وتعاني منها مجتمعات المنطقة وتهدد ايضا الدول الاوروبية ، وهي ظاهرة الارهاب الشديد. من جانبها اعربت الوزيرة الفرنسية عن اتفاقها الكامل مع كل ما طرحه ابو الغيط، وقالت: "إننا أجرينا تحليلا مشتركا الي حد بعيد حول ظاهرة الارهاب وأضافت أن تلك العلاقات القوية مع مصر "تسمح لنا نحن الفرنسيين ان نستفيد من تحليلات المسئولين المصريين ، فهم افضل من يفهمون دقائق الامور والاوضاع في المنطقة ..وكذلك يتفهمون سيكولوجيات الاطراف المختلفة بالمنطقة، بحكم ما لدي مصر من مكانة منذ التاريخ القديم وحتي الآن". الأوضاع في لبنان وقالت ميشال اليو ماري ان المباحثات مع الرئيس مبارك تناولت التطورات علي الساحة اللبنانية .. واشارت الي اتفاق وجهات نظر الجانبين "علي ضرورة ان تقوم السلطات الدستورية اللبنانية بعملية اعادة البناء واحلال الاستقرار في لبنان، وان يسمح اللبنانيون بقيام المحكمة الدولية بدورها من اجل ضمان وحدة واستقرار اللبنانيين". واشارت الي انه تم الاتفاق ايضا خلال المباحثات علي ضرورة استنئاف عملية السلام في الشرق الاوسط والتوصل الي حل نهائي للقضية الفلسطينية، وكذلك الدفع بالاقتراح الفرنسي الذي طرح من عدة سنوات لاقامة دولة فلسطينية ،مع ضمان امن اسرائيل وان تكون القدس عاصمة للدولتين .. كما اشارت الي ان هذا الاقتراح اصبح امرا ملحا في الوقت الراهن .. وأوضحت أنه " للمساعدة علي تحقيق كل هذه الاهداف ، فقد سبق أن استضافت فرنسا مؤتمرا للاطراف المانحة للفلسطينيين، وسوف تستضيف باريس قريبا اجتماعا لمتابعة هذا المؤتمر ، معربة عن سعادتها بمشاركة مصر في الاجتماع واشارت الوزيرة الفرنسية كذلك إلي أن المباحثات تناولت أيضا تطورات الاوضاع في ايران ، وقالت "اننا نشعر مع اصدقائنا بالقلق ازاء هذه التطورات". وقد ادانت ميشال ليو ماري عمليات الارهاب بصفة عامة، قائلة :" ان دولنا ديمقراطية ، ولانها ديمقراطية ومتسامحة وتتبني في دساتيرها حرية المعتقدات والممارسة الدينية، فانها اصبحت مستهدفة من جانب الارهابيين". واتمني ان تسمح لنا مصر بالاستفادة من خبراتها في مكافحة الارهاب. واعربت وزيرة الخارجية الفرنسية عن اعتقادها بان هذه الموضوعات تهم عددا كبيرا من الدول ، لان الهجمات الارهابية هي نشاط عابر للحدود بين الدول . كما اشارت الي ان الحماية من الارهاب هي مسئولية وطنية داخل حدود كل دولة ،وكذلك فان التأمل والتفكير يمكن ان يكون علي صعيد عابر لحدود الامة .. وهنا تدخل الوزير ابو الغيط وقال :" انه لا ينبغي ان يتحدث البعض حول حرية التعبير وحرية الرأي وحقوق الانسان عند التصدي لهؤلاء الذين يحاولون تدمير المجتمعات". وقد أبدت ميشال ليو ماري موافقتها تماما مع ما طرحه ابو الغيط، وأضافت قائلة: " انني اتفق مع كل ما ذكره ابو الغيط، وانه يسعدنا ان نعمل معا لمواجهة كل هذه الموضوعات". استهداف الوحدة الوطنية وردا علي سؤال حول تركيز الوزير احمد أبوالغيط علي مفهوم الصراحه في المحادثات وعما اذا كان ذلك يعبر عن خلافات في وجهات النظر بين الجانبين المصري والفرنسي قال احمد ابوالغيط: "دعني اكن صريحا جدا ، فقد حدث عمل مخرب ومدمر هو حادث الهجوم علي كنيسة القديسين بالاسكندرية والشعب المصري بمسلميه ومسيحييه استشعروا ان الهدف من هذا الهجوم هو استهداف الوحدة الوطنية ،لكن هناك أخوة واصدقاء في فرنسا تحدثوا من منطلق ان هذا الحادث ارهابي، لكنهم ايضا تحدثوا حول ان هناك حاجة الي ما اسموه حرية ممارسة الشعائر الدينية،وحماية الاقباط والمسيحيين في الشرق وفي مصر، وشدد ابو الغيط علي ان مصر تتيح الحرية الكاملة والدستور المصري واضح للغاية فيما يتعلق بحرية العقيدة وممارسة الشعائر ..بالاضافة الي توفير الحماية للجميع وهي مسئولية الدولة..واضاف انه خلال اللقاء مع الوزيرة الفرنسية كان هناك حديث من القلب مع الاصدقاء الفرنسيين الذين تفهموا علي مدي الاسابيع القليلة الاخيرة عمق الخطر الذي نتعرض له جميعا، ومن هنا كانت الاشارة الي الصراحة. ومن جانبها قالت وزيرة الخارجية الفرنسية "انا جديدة كوزيرة خارجية وبالنسبة لي الصريح يعني ودي ، فالشخص لا يكشف افكاره الا لاصدقائه، وبحكم ما لدينا من صداقة عميقة مع مصر فنحن حريصون علي ألا تشوب تلك العلاقة أية شوائب". واشارت الي ان مباحثاتنا اظهرت اتفاقا في وجهات النظر.. مؤكدة أن مثل تلك الحوادث التي تستهدف المسلمين اواليهود او المسيحيين تحدث في مصر كما تحدث في فرنسا .. وان هذه الحوادث سواء في مصر او في فرنسا تستهدف الوحده الوطنية ..ولكن دولنا قوية بوحدتها ووحدة شعوبها . واكدت الوزيرة الفرنسية ان ما لفت انتباهها ووصفته بالشئ الرائع هو المشاعر والاندفاع التلقائي وتمسك المصريين بوحدتهم ..فمصر الدولة الديموقراطية ودولة التسامح هي التي تعرضت للهجوم وهذا ما شاهده الجميع. مشيرة الي ان قيم التاريخ التي تجمعنا والتي جاءت في نصوصنا وقيمنا السياسية هي التي تدفعنا للعمل معا في كل انحاء العالم من اجل مواجهة المتطرفين والارهابيين.