ضاقت الفضائيات بما رحبت من برامج وسهرات واصبحت مثار عكننة للمشاهدين الجالسين امام قنواتها رغم تعددها. إما بفعل فواصلها او اعلاناتها التي افسدت عليهم متعة المشاهدة والمتابعة او نوعية مادتها المذاعة التي أصبحت تثير الغثيان والضيق بما تقدمه من حوادث وتوابع دامية من خلال برامجها ونشراتها الاخبارية.. حتي المادة الفكاهية التي كان يلتف حولها المشاهدون بحثا عن بسمة أو ضحكة اصبحت مثار سخرية ونرفزة!! ولا أدري ماهو السبب؟! هل لدينا نحن المشاهدين الذين افتقدنا متعة التذوق ولم يعد لدينا شهية للاستمتاع والمتابعة ام ان السبب يكمن في المادة والرسالة نفسها التي فقدت مضمونها ومغزاها ولم تعد تلقي قبولا لدي المشاهد؟! وقد تتضارب الاراء بشأن ذلك ولكنها لا تختلف بشأن ما احدثته الاعلانات وفواصل التنويهات التي اصبحت تمثل عامل طرد للمشاهدين وتجعلهم يتنقلون عبر الريموت كنترول بحثا عن قناة خالية من تلك الفواصل والاعلانات التي تحاصرهم من كل حدب وصوب وصارت من المقررات التي لا تخلو منها قناة.. وبطبيعة الحال لا أحد ينكر دور الاعلانات في تنمية الموارد للقنوات التليفزيونية حتي تتمكن من اداء رسالتها ولكن هذا يجب ألا يجور علي حق المشاهدين في المتابعة، ولابد من البحث عن صيغة توافقية تحقق صالح القناة والمشاهد معا. كتحديد فترة زمنية ثابتة قبل اذاعة برامجها وسهراتها بحيث لا يتم القطع عليها وهذا النظام كان متبعا في التليفزيون قبل ظهور الفضائيات التي اصبح شعارها الآن فاصل ونواصل.